arablog.org

المولتيروليجا : الديانة الحقيقية للجزائريين … بقلم أنور رحماني

مولتيروليجا

بمراقبتي اليومية لسلوكات المجتمع الجزائري و منذ ان نصبت نفسي دارسا لسلوكياته و انماط تفكيره بصفة عفوية تسالت عن الماهية الدينية الحقيقية للجزائريين فعلى غرار اللغة الجزائرية التي تبدو خليطا من عدة لغات ربما انا الوحيد الذي لاحظ ان الديانة في الجزائر هي كذلك خليط نوعي فكما يعتبر الجزائري خليط لغته تلك الممزوج بالعربية و الامازيغية و الفرنسية و الاسبانية و غيرها من لغات لغة عربية كذلك يعتبر ديانته تلك التي تغلب عليها الكثير من مشارب الديانات الاخرى بالاسلام و ذلك على اعتبار ما سمي في ذهنه من اسلام هو ديانة غالبة و الاخيرة زمنيا في اكتساح محيطه الجغرافي

و من هنا حاولت ان اضع مصطلحا جديدا يناقش هذا الكوكتيل الديني الذي يسميه الجزائريون بالاسلام فلم اجد سوى مصطلح ((المولتيرولجا)) او تعددية الدين فكما هو جلي لكل شخص يدرس بطريقة موضوعية السلوكيات الايمانية للمجتمع الجزائري و عاداته و تقاليده الدينية و هنا لا اقصد بالديانة تلك تلك التصورات العادية كالحساب و العقاب او  بعض العبادات كالصلاة و الصيام و الزكاة بل كل ما ينصب في ايمان روحاني و تصورات ميثافيزيقية او تقاليد شبه دينية ترتكز على التكرار و العرف في مظاهر مختلفة من حياة الجزائريين و ذات اصل او بعد من ديانات اخرى و هنا افتح القوس لذهن القاريء

انور رحمانيفي اعراس منطقتي في شرشال و في اغلب الجزائر يقوم العريس بتكسير صحن عن طرق الدوس عليه و هو في الاصل تقليد ديني يهودي ورثه الجزائريين  كما ورثو  من الكلمات العبرية الى لغتهم ككلمة حانوت التي تدل على البقال  و تقوم الجدات  و الامهات في منطقة القبائل مثلا و في مناطق اخرى من الجزائر بالتاشير عن طريق اليد بشكل صليب على صدر الاحفاد و الابناء و هي طقس مسيحي و كذلك الايمان بالخامسة او كما يسمى بيد فاطمة للحماية من العين و الحسد و الارواح الشريرة هو في الاساس جزء من الديانة اليهودية اما تسمية يد فاطمة فهي اسقاط شيعي على المسالة من فترة الدولة الفاطمية في المنطقة بغظ النظر عن بعض السلوكيات الاخرى كالوشم عند النساء في بعض المناطق و الذي هو تقليد ديني امازيغي الاصل و غيرها من السلوكات التي يمكننا ان نلاحظها جليا في الجزائر

و لذلك فان الديانة الحقيقية للجزائريين هي مزيج محكم من اغلب الديانات التي مرت على المجتمع الجزائري عبر التاريخ و يغلب عليه في الاساس الاسلام كونه اخر ديانة ولجت اقليم مجتمعه و بالرغم من ان التدين بصفة عامة هو صفة مرضية عند الجزائريين لكن يبقى توصيف تدينه بالاسلام فقط هو تنكر لاصل قيم كثيرة ذابت فيما يسمى بالاسلام اصلا او الاسلام الجزائري و هذا ما يدفع الكثير من التيارات الدينية في الاساس الى القيام بعملية (( الدعوى )) في الجزائر ليس سوى لانهم فهموا هذه الحالة من التعدد الديني في قلب دين واحد التي يتخبط الانسان الجزائري في صراع مكوناته الدينية المختلفة لذا فالجزائري هو مولتيروليجي في الاساس و ليس بمسلم على الرغم من انه يسمى نفسه مسلما في الاساس و لذلك وجب الاعتراف باسلامه كونه سمى نفسه بذلك فان كان المجتمع الجزائري مسلما لما تتم اسلمته و ان لم يكن مسلما لما تتم اسلمته

الديانات تمر في الاساس خلال الزمن بتطور في مفاهيمها و في اندماج و ذوبان في بعضها البعض و بالتالي فان ظاهرة المولتيروليجا هي ظاهرة عامة تمس كل الديانات و كل المجتمعات فحتى الاسلام في حد ذاتو هو تصور مولتيروليجي في الاساس من عدة ديانات سابقة كالزرادشتية و الصابئية و اليهودية و المسيحية و غيرها و بالتالي فان الدين و المجتمع في كلتا الحالتين يحملان نفس التقبل للمولتيروليجا

انور رحماني

ملاحظة

المولتيروليجا ليس مصطلحا متداولا بل هو استحادث من كاتبه انور رحماني لتوصيف الكوكتيل الديني للمجتمع الجزائري الذي يسميه بالاسلام و الموجود بالاساس في مختلف الدول العربية

  8 comments for “المولتيروليجا : الديانة الحقيقية للجزائريين … بقلم أنور رحماني

  1. Rayan
    1 يوليو,2016 at 3:15 ص

    le problème de cette auteur il prend son cas pour une généralité il prend ces fantasme pour la réalité

  2. amina
    7 سبتمبر,2016 at 1:46 م

    لقد صدمني المقال حقا ….
    نعم التراكمات الثقافية قد تترك آثارها أين ما حلت لا أحد ينكر ذلك والأمر ليس حكرا على المجتمع الجزائري
    لكن أن نصل في نهاية المطاف إلى “كوكتيل ديني” فالأمر به من الخطورة ما لا ينبغي السكوت عنه
    إذن أنت تطلق على عادات الجاهلية الأولى التي تمارسها العجائز اسم الكوكتيل الديني؟
    وضربت بعض الأمثلة وعممتها على مختلف أفراد المجتمع وكلك اقتناع بانك دارس لعادات المجتمع الجزائري وثقافاته
    وفي بداية المقال قلت بأنك لا تقصد بالديانة التصورات “العادية” كالحساب واليوم الآخر أو “بعض” العبادات كالصلاة والصوم و….. إلخ إلخ !!
    بل إنك قصدت أمرا أسمى وأنفع وهو ما أطلقت عليه اسم الإيمان الروحاني والاعتقادات الميتافيزيقية والعادات الشبه دينية وهي حسب الأمثلة التي ذكرتها: كسر الأطباق في الأعراس، الوشم ، التأشير باليد على شكل صليب …..
    هل أنت جاد؟
    يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !!
    حضرة الدارس لسلوكيات المجتمع أخبرك أن ما ذكرته من أمثلة لا ينطبق سوى على فئة قليلة من العجائز والاميين من مخلفات الاستعمار الفرنسي وهو ما يمارس من طرفهم عن جهل وحسن نية والأمر لا يكاد يتعدي كونه بدعة في الدين الإسلامي لربما اقتبسوا تلك الافكار عن يهود أو مسيحيين وتوارثوها أبا عن جد
    لكن الإيمان محله القلب والتصورات التي سميتها أنت بالعادية هي اركان الإيمان والعبادات التي استقللتها بالبعض هي أركان الإسلام
    أنا لا أنكر بأن البدعة ضلالة لكن هل يكفي ما ذكرته من أمثلة لتقول بأن الشعب الجزائري “كله” ليس مسلما إنما هو مزيج من الديانات ؟؟؟
    مثال: الخامسة أو شكل اليد الذي يعتقد بانه يحمي من العين والحسد هي مما يطلق عليه اسم التمائم ومفرده تميمة وقد عرف في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وهي محرمة في الدين الإسلامي …. لقوله صلى الله عليه وسلم : من علق تميمة فلا أتم الله له ….. لكن لم يقل من علق تميمة فهو ليس مسلما إنما ممتزج دينيا

    • nacim
      14 يناير,2019 at 2:42 م

      شكرا اختي امينة ردك كان في محله واكثر عقلانية من تخريفات هذا الشاب الطائش الذي حول نزوة شاذة الى محرك يجعله يخوض في ماهو أكبر من عقله الصغير ويحاول ام يبرر سلوكه المشين ونزوته التي تقوده بدلا ان يقودها هو بان يحولها الى ارهاصات الفكرية وان هي الا تخريفات تنطوي الا على الاطفال ممن لم يبلغوا الحلم وتم اغتصابهم في سن مبكرة فشذوا عن طريق الطبيعي حتى يقال انه يفكر وان له قضايا فكرية المولتيرولوجيا او التعددية تريد ان تضحك على الاطفال بهذه المسطلحات الغامضة لماذا لاتكتفي بمسطلح “متعدد الديانات” او ربما تريد ان تقنعنا انك “مولتيلانغويج”

  3. هلال سعيد
    25 يونيو,2018 at 6:23 م

    ربي يحفضك ويخليك لينا أختي رد في منتها الروعة

  4. zinedine
    18 سبتمبر,2018 at 6:43 م

    لذا انت تشك في دين الجزائريين

  5. أ.لخضر بن حمدي لزرق
    26 يونيو,2019 at 9:14 م

    ما ذكره صاحب المقال صحيح من حيث التوصيف، لكنه بعيد نوعا ما من حيث الحكم، إذ أن أي ديانة إذا ما تشربها مجتمع ما، لا يمكن لها أن تكون إلا كذلك، فالإسلام الأندنوسي غير الإسلام السنغالي أو النيجيري، وانعكاس التعاليم في المجتمع، لا يمكن أن يمحو تلك العادات والتقاليد المتراكمة، قصارى ما تملكه أن تهذبها، أو تشذبها، فيبقى التدين ظاهرة مجتمعية لها خصوصية معينة، وهذا ما يدفعنا إلى القول بأن الجدل الكائن بين المجتمع والدين قوي إلى حد الغلبة الفائقة للمجتمع، فتتكيف التعاليم بحيث تنسجم مع عادات وتقاليد ذلك المجتمع.

  6. رفرفة
    11 أكتوبر,2019 at 12:59 م

    من أغبى ما قرأت

  7. Eda
    15 يناير,2022 at 2:58 ص

    خ.
    ت.
    ك
    يا ول.
    د
    القح.
    بة

اترك رداً على هلال سعيد إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *