arablog.org

تحليل : استشهاد 11 جندي جزائري في كمين ارهابي

الجيش الجزائري

 

في عملية جبانة لفلول الارهابيين تم قتل احدى عشر جندي جزائري في مقتبل اعمارهم  باسم الاسلام مختبئين وراء افكار دينية ترفض الاخر و ترى في مؤسسة الجيش الجزائري مؤسسة كافرة و هذا بعد ايام فقط من وعيد داعش للجزائر التي كفرتها و كفرت شعبها بعمليات انتقامية من هذه الاخيرة

و اثر هذه العملية الارهابية يجب على النخب الجزائرية و كذلك الشعب عامة اعادة النظر في النمط الاجتماعي الذي ولد لدينا هذا النوع العنيف من البشر كون هاؤلاء الارهابيين لم يسقطوا من السماء بل هم جزائريين هم كذلك و هم نتيجة و عرض لمرض اعمق يقع في عمق البنية الحضارية للمجتمع

هاؤلاء الارهاب هم نتيجة لمناهج دراسية تقلل التحصيل المعرفي العلمي الحداثي لصالح البوتقة الدينية التطرفية التي ما فتئت ان عصفت بارواح مئتين و خمسين الف شهيد في التسعينات و مزالت تدعم نفسها تلقائيا بسبب تراخي الدولة في التعامل معها و محاولة منها للتعايش مع مشروعها اللاوطني و احتوائها في صفوف اللحمة الوطنية

و لكن ما ما حدث و يحدث ان تلك الجماعات اخذت بمصلحتها و ذابت في الطبخة النضامية عندما شعرت بتقهقرها و تراجعها في  المخيال العاطفي لدى الشعب و خسران الحركات الاسلامية لتواجدها القاعدي بعيد المجازر التي ارتكبت في العشرية السوداء في الجزائر  على يد هذا التيار الاسلامي و لكن بمجرد استفادة هذه الجماعات من المصالحة الوطنية و من دعمها المالي للارهابين التائبين و اندماجهم في المجتمع اعادت تنظيم نفسها من الداخل و مولت نفسها و استطاعت السيطرة  على بعض المنشاءات الداخلية و الرئيسية منها الجامعات و المكتبات و المدارس  ممررين لخاطبهم التحريضي ضد قيم التعايش و التمدن و تقبل الاختلاف موزعين لصكوك الغفران لمن يواليهم و لاساور السجون لمن يختلف معهم

تلقى هذا التيار دعما لا مثيل له من طرف مؤسسات اعلامية في الداخل كالشروق التي لا تستحي عن جلب رموز ارهابية لبلاتوهاتها ضاربة عرض الحائط كرامة كل ضحايا الارهاب و بدون اي رادع قانوني و كذلك مؤسسات اعلامية من الخارج كالجزيرة التي تعمل على تشويه سمعة الجيش الوطني الشعبي الجزائري و تمرير افكار معادية له محاولين تزوير الرواية الحقيقية و تلبيس المجازر التي ارتبكبتها الجماعات الاسلامية المسلحة في التسعينات بصدر هذا الجيش الباسل الذي يرابط ن اجل وطنه

و حسب ما صرح به الارهابي الكبير مدني مرزاق عبر قناة الشروق فان  الكثير من الارهابيين التائبين تم دمجهم في مناصب تعليمية منها في معهد الائمة مما يفسر ايضا انتشار الفكر المتطرف اواسط   الشباب عن طريق استنطاق عاطفتهم و جذبهم نحو المزيد من الرجعية و عدم تقبل الاخر المختلف حيث ان اغلبية الائمة في الجزائر يقمون بافعال عكس تلك التي يبدونها من خلال ابراز وجه حسن يمررون من خلالهم افعالهم الدونية تحت الطاولة مستغلين فجوات في عقلية الشعب الجزائري للتضحية به و الزوج به في مستنقع التطرف الديني خدمة لاجندات اجنبية

في حين يتم محاسرة النخب التقدمية و عدم السماح لها بالنشاط العادي و محاسرة فكرها و غلق الابواب القانونية للابداع عن طرق سن قوانين مفجعة تحول دون تحريك الوعي العام و تدفع به نحو الجمود الفكري و الانغلاق في الزاوية الدينية

ان تكرار نفس الاسباب ادت لنفس النتائج فان الخلل الحقيقي فهو في كل المنظومة الاجتماعية في كل جوانبها التعليمية و التربوية و غيرها عن طريق الرضوخ للمشروع الثيوقراطي ذو البعد الاجتماعي المتخلف و تعزيز سلطة المجتمع على الفرد الذي تبقى حريته سجينة الايمان الشخصي للاخرين

( الي مات الله يرحمو و لي عاش نشالله يفطن )

انور رحماني

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *