ها هو رمضان يودعنا و نودعه في ليلة شك هي احدى ليالينا الثلاث الوحيدة التي نشك فيها في كل السنة و للاسف نشك فقط من اجل بطوننا لا من اجل العقول نشك لكي ناكل او لكي نصوم  و هي ليلتنا الوحيدة التي نراقب فيها الفضاء ليس من اجل البحوث العلمية الفلكية بل لكي نشاهد ثبوت الهلال بكل بساطة عقولنا في بطوننا

انتهى رمضان حيث تكثر العبايات الافغانية و التكفير و مطاردة المفطرين و حيث توزع الجوائز على احسن الاعمال التطوعية القيمة المالية للجوائز فيها اعلى من قيمة الاعمال التطوعية في حد ذاتها و اغلب تلك  الاعمال ليست سوى توزيع بعض الخبز اليابس على الصائمين الهدف منها هو الترويج الاعلامي و التسويق السياسي

رمضان حيث يتجار الكل باخلاقه و مبادئه و حيث يزني الشر مع الخير و يمارس الحلال زنا المحارم مع شقيقه الحرام

رمضان شهر التجارة و المال و الربح شهر النفاق بكل درجاته حيث يصلي الكل من اجل ان يظهر على صورة الانسان التقي المؤمن امام الاخرين و لكي يشكره الناس على ظاهره و يسر ما في باطنه شهر التطرف الديني و البشاعة الانسانية حيث يتخلى الانسان عن عواطفه و عن عقله و ينصب نفسه حاكما و قاضيا على الاخرين رمضان حيث يصبح الائمة اعظم قيمة عند المسلمين من الله رب العالمين و حيث يصبح فيه المنافقون اكثر عددا من حبات الطحين التي توزع على الفقراء و الايادي المرفوعة للتجارة تدعي بلا خجل انها مرفوعة للسماء

انتهى رمضان ككل سنة و ستتناقص اعداد العبايات الرجالية الافغانية التي لا علاقة لها بملابسنا التقليدية الجزائرية و سينقص مسلسل النفاق الديني و لكننا سنراه فقط ايام الجمعة يوم يلبس الكل نفس العبايات و يضعون سجدات الصلاة فوق الاكتاف يمازحون الناس بنكتة الايمان و التقوى

في عصرنا من السهل ان تقتل ان تسرق ان تكذب و ان تنشر التطرف و ان تتجار بدين المجتمع و ان تنافق ولا يلزمك في النهاية سوى عباية افغانية و سجادة سعودية و مسواك و سواك و كتاب قران (زعما تقراه) لكي تقنع الناس انك تقي و انك انسان طيب

انتهى رمضان و سيزورنا النفاق بعده في الكثير من الاحيان و سنغافره يوم العيد و ببرودة دم و وجه (مقشر ) سنقول لمن اذيناهم طيلة السنة (صحا عيدكم و كل عام و انتم بالف خير ) و بعد العيد فذلك يوم جديد و نفاق من جديد

انور رحماني