لم يتبقى لنا في الجزائر من الطفولة سوى عيدها ففي الوقت الذي تقدس فيه الامم الطفل و تحافظ على انسانيته يبقى الطفل الجزائري يعاني كل انواع التضييقات النفسية و تكرس عليه كل انواع التعذيب العقلي و البرمجة العصبية مذ يومه الاول فلا يتبقى من طفولته سوى سنه للاسف
فالطفولة في الجزائر اصبحت مرتعا للتجارب السياسية و الاديولوجية و لم يعد الطفل سوى تجويفا يتم حشوه بالبرامج التي يؤمر بتطبيقها بطريقة الية
عن اي طفولة يتكلمون ؟ في بلد حوادث الاغتصاب فيه لم ترحم البراءة في بلد يقطع فيه لحم الاطفال و يوضع في الحقائب و يرمى في المزابل في بلد تحرض فيه الكلاب و الحيوانات المفترسة على الاطفال في بلد تتم فيه سرقة اعضاء الاطفال و سرقة الرضع من المستشفيات عن اي طفولة تحدثونا ؟ عن تلك القصص الموجهة الاطفال التي تطبعونها وتحمل في محتوياتها تحريضا على العنصرية و الكراهية لتجعلو من الطفل الجزائري مشروع ارهابي بكل ما تقتضيه الكلمة معنى
نسبة كبيرة من اطفال الجزائر يعملون من اجل مساعدة اوليائهم على مصروف البيت نرى الكثير منهم يخاطر على الطرق ليبيع الخبر او الورود الكثير منهم يقطع كيولمترات من اجل الالتحاق بالمدرسة المدرسة التي لن يجد فيها الطفل مدفئة في فصل الشتاء ولن يجد فيها اساتذة يحترمونه و يعامولنه كبشر فالمستوى المعيشي يؤخذ دائما بالحسبان من طرف اشباه الاساتذة اللذين يجلسون الاطفال الفقراء دائما في اخر الصف
حدثونا عن الطفولة حتى خيل لنا انهم يقصونا لنا عن اساطير تاريخية الطفل الجزائري يولد كبيرا و يكبر لكي يصبح انسانا فاشلا هذا ما تصنعه المدرسة الجزائرية للاسف و هذا ما تخلقه المستويات المعيشية المتدنية التي تعيشها الاسر الجزائرية فالطفل الجزائري هو كذلك يفكر في اهله و يؤلمه المهم في هذا الوطن الذي لا قيمة فيه للاطفال حتى في الحافلات فهم لا يحق لهم حتى في مقعد يسند ظهورهم و يعاملون دائما و كانهم حيوانات و حتى في الافراح دائما في الدعاوات لا يستحي الجزائريين بان يطلبو منك عدم اصطحاب الكلاب و الاطفال
عن اي عيد للطفولة تتكلمون ربما اطفال الاغنياء و النخب العالية او ربما ابناء الوزراء و الشقق الغالية اما ان تكلموننا عن طفولة حسبنها من القصص الغابرة فلا ارجوكم خذوا انتم العيد و اتركوا للاطفال الطفولة
انور رحماني