لقد ادى حادث مرور صبيحة اليوم (6 فيفري ) لشاحنة لنقل السلع على طريق سيار ( الجزائر بدواو ) الى سقوط حمولتها المتمثلة في شحنة كبيرة من الخمر ، مما جعل افراد غفيرة من الشعب تتجمع حول المكان و تغتنم الفرصة و تسرق ما يمكنها سرقته من حمولة هذه الشاحنة من الخمر “المحرم في الاسلام” ، غير ابهين للكاميرات ولا للشرطة (الكل يؤخذ و الكل يشرب ) مما يثير فضولنا حول سبب هذا النفاق الموجود في الجزائر حاليا ، الذي يجعل الشعب يبدو على غالبيته متطرفا و متعصبا و لكن (الكل يصلي الكل يسكر) .
هاته ليست اول مرة تكون فيها حوادث تدل على النفاق الاجتماعي الكبير الموجود في بلاد المليون و نصف المليون شهيد ، فهناك العديد من الحوادث الدالة على ذلك ، او كما يقول احد الفلاسفة ” ان اكثر الشعوب تحريما لشيء هي اكثرها هوسا به ” فهذا هو نفس الشعب الذي لا يريد حقوقا للمراة و هو نفسه الشعب الذي يقيم المظاهرات نصرة “لنبي الاسلام” و هو نفسه الشعب الذي “يحقر” المثليين .
ان النفاق لعدو لنا، و الرضا بالاختلاف و التعايش هو الحل، فمهما كذبنا على انفسنا و قلنا ان شعبنا لا يشرب الخمر ستبقى الجزائر احد البلدان الافريقية الاكثر استهلاكا لهذه المادة، و مهما كذبنا على انفسنا و قلنا ان شعبنا كله مسلم ستبقى الاحصائيات تقول ان الجزائر فيها اكبر نسب الالحاد في شمال افريقيا، و مهما كذبنا على انفسنا و قلنا ان المثليين مجرمين سيبقى تقرير منظمة الصحة العالمية يتحدث عن الطبيعة السوية للمثليين و انهم حالة طبيعية و سيبقى المثليون موجودون في الجزائر، و مهما كذبنا على انفسنا و قلنا ان النساء الغير محجبات “عاهرات” فهذا لا ينفي التقارير الدالة على ان اغلب الامهات العازبات و كذلك الفتيات اللاتي تمارسن العهر و الدعارة في الجزائر هن من المحجبات -حاشا النساء الشريفات- ، و مهما كذبنا و كذبنا لنغطي على نفاقنا الرهيب هذا لا يجعل من امنياتنا حقيقة .
في الاخير اريد اعترافا من الشعب ، اننا ككل الشعوب لسنا مثاليين و لسنا كاملين، ولا يمكننا ان نكون ملائكة ، و ان الاختلاف حق و علينا احترامه ، و كفانا من النفاق الذي جعل مجتمعنا يغرق في الجهل و الظلم و الامية .
شعب منافق
واحد فيهم معندو كوراج يخرجها طاي طاي ، ديما مخبيين و ينافقو وهوما فاسدين