arablog.org

مستقبل المجتمع البشري

العنصرية

منذ فجر التاريخ و الانسان يربط نفسه في مجتمعات ، اخذت في التطور مع مرور الزمن ، فمن مجتمع قبلي الى مجتمع مدينة الى مجتمع دولة ثم الى مجتمع امة ثم الى حضارة ، و كما نلاحظ من خلال هذا التطور الزمني الملحوظ ،  ان فكرة المجتمع اخذت في التوسع من حدود الاسرة الى مفهوم المجتمع الحديث المبني على اساس المواطنة ثم الى مجتمع دولي يحمل في كيانه مجموع مجتمعات تربطها علاقات و قوانين دولية ، و ان الملاحظ الجيد يرى ان هذا التطور لن يتوقف عند هذا الحد ، بل سيكون مستقبله مجتمعا بشريا موحدا ، تندمج فيه كل المجتمعات المجنسة في مجتمع واحد يكون مجتمعا بشريا ، يحمل جنسية واحدة و مفاهيم واحدة و اخلاقا واحدة و قوانين واحدة و موحدة : حيث ستصبح الحدود بين الدول واقعة تاريخية قابلة للدراسة لماضي الانسان ، و ستصبح اللغات و القوميات مواد دراسية فقط ، بينما ستصبح الانسانية الجنسية الموحدة لكل البشر و سنصل في ذلك الوقت الى ” المجتمع البشري” الذي سيكون ثمرة التطور الزمني لرابطة الانسان بالانسان .

و ان هذا التنبؤ لا يخرج عن نطاق الوقائع و متتاليات بادية لاي انسان و ان يحاول اغلبية البشر دحضها (فكرة المجتمع البشري) بسبب نعرات طائفية او قومية او حتى دينية  ، و لكن كل هاته المسببات ستبدو في المستقبل مجرد اسباب انانية ادت بالمجتمع البشري في العديد من الاحيان الى الحروب و الدمار و العنف الغير مبرر كما هي بادية اليوم  ، و من امثلة ذلك كثيرة عبر التاريخ ; النازية و الفاشية و كل الطوائف الاديولوجية او الاثنية او العرقية او القومية او الدينية ادت كنتائج حتمية لطغيانها على الوعي العام الى كوارث و خسائر بشرية و مادية و كذلك معنوية من توقف تحرك عجلة التاريخ نحو الامام ، و تصلب الذهنيات و تقوقع العديد من المجتمعات على نفسها و انغلاق الاخرى بشكل تام و ظهور الدوغمائية بشكل فردي و على نطاق واسع .

و ان المرور من مجتمع الجنسيات الى مجتمع بشري يتطلب تضحيات جمة من كل البشر و على دوائر واسعة ، و لعل فكرة المجتمع الدولي هي اول خطى هذا التطور الحتمي ، الذي سيكون في النهاية حلا الزاميا للبشر لانقاذ ما سيتبقى من انقاض حضارتهم البشرية ، ولتوزيع عادل لما سيتبقى من ثورات كوكب الارض ، و لجر المجتمعات المتخلفة الى نفس التطور البشري المتقدم عند المجتمعات المتقدمة او على الاقل  على الجزء البشري المتقدم ان يقدم تنازلات حقيقية للجزء البشري المتخلف من اجل الانطلاق معا في بناء مجتمع بشري موحد ، و ايضا من اجل توحيد الجهود البشرية من اجل ايجاد منافذ اخرى للانسان عبر الفضاء و منها تعمير الكواكب الاخرى و استصلاحها و تطوير التكنولوجيات من اجل التسريع في هاته العملية ، و ايضا من اجل تسهيل و تسريع السفر و الانتقال في الفضاء و الزمكان ، و لتحقيق هذا على الضمير الجمعي ان لا يصبح مقترنا بافكار اقليمية متداولة في منطقة دون الاخرى كما هو اليوم و بما في ذلك مفهوم الاخلاق ، حيث عليها ان تخرج من النسبية و تدخل الى حالة توازي و تساوي مع حالة النضج البشري العلمي و عليها ان تكون مقترنة بالعلم و خاصة العلوم الدقيقة و علم النفس و الاجتماع منها ،  للخروج باخلاق موحدة تكون بمثابة قانون اجتماعي و على اساسها  تربط العلاقات الانسانية حيث يكون القانون الطبيعي و الاخلاق البشرية الموحدة المصدرين الاساسيين لاي تشريع دستوري او عضوي فيما بعد لتنظيم الحكومة العالمية .

انور رحماني

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *