هو حلم من احلام اليقظة و سؤال اخر من الاسئلة الكثيرة التي لا اجد لها اجوبة هو نتبؤ قريب و بعيد سهل و صعب خيال و ذاكرة لا اقوى على التعبير عنه فحتى التعبير يبدو مستحيل و لكنني اهوى ان اسبح ضد التيار الذي يجب ان يسبح معي احيانا احب ان اكون كتلك المربعات المجنونة التي تعيش ضمن الدوائر كتلك العصافير التي لا تقوى على الطيران و لكنها تطير احب ان احلم فهو كالتنفس فعل الى الان لن نطاب بدفع رسومه او ضريبة عنه
من حقي ان احلم ابي كما كان من حقك ان تحبس نفسك طيلة حياتك في حجرة السفينة من حقي ان احلم ايها القبطان فان ارى يوما ما بحارك التي سافرت فيها بحر واحد لا احمر ولا ابيض ولا اسود ولا ميت ولا هاديء ولا هندي و لا عربي ولا اطلسي ولا هم يحزنون للبحر لون واحد هو لون الماء الذي جعل به كل شيء حي و لون ازرق هو انعكاس لون السماء التي ابدا لم و لن يغيرو اسمها فسماء لندن هي سماء الجزائر و سماء بيروت هي سماء سان فرانسيسكو و سماء ابيجان هي سماء بكين و سماء طوكيو هي سماء بوينس ايرس و سماء سيول هي سماء بيونغ يونغ فنحن البشر نتقاسم نفس السقف نفس الغيوم نفس الماء نفس الحياة نفس الموت و لكننا نضن اننا لا نتقاسم نفس الارض نضن اننا لا نتقاسم نفس الوطن
وطني هو الارض هو هاته الؤلؤة الزرقاء الحية التي تعيش و تسبح وسط كون ميت و شعبي هو البشر هو الانسان شعبي هو كل كائن حي يعيش على نفس الكوكب كلنا اخوة سمير العربي و جورج الاوروبي و تاكفاريناش الامازيغي و احمد الكردي و سارة الامريكية و موسى و عيسى و محمد و كل البشر اخوة لهم نفس الاعضاء الحيوية نفس المشاعر نفس الاحلام تقريبا
وطني هو الارض و كل من يتنفس فيه من الكائنات الحية نباتات و حيوانات و حشرات وهم ابناء عمومة للبشر كلهم من اختراع الطبيعة في ملايين السنين من التطور البيولوجي و هم كائنات لها مشاعر و نظم حياة كالبشر تستحتق الاحترام و الحب و الحنان كالبشر
دعني احلم سيدي الرئيس في المسجد في الكنيسة في المعبد في البرلمان في الحكومة في البيت القصديري في فنجان قهوة في الوسادة في السرير في مخفر الشرطة في السجن في كل زمان و مكان دعني احلم بجمهورية واحدة تحكم الارض جمهورية برلمانية لا حدود فيها ولا دول لا جنسيات فيها سوى البشر لا قانون فيها يعلو فوق قانون الحب و التسامح و الاخاء فما في الارض من ثروة الى الان يكفينا و لكنه لن يكون لالاجيال بعدنا
لربما هو قدرنا ان نفهم بعد عناء طويل اننا سنكون على افضل حال لو كنا دولة واحدة ولا شك ان الطاقة الذكية التي صنعت الكواكب ميتة امامنا لم تكن مخطئة فهي كانت تنتظر من البشر هاته اللحظة الكبرى في ترايخهم بعد الاف السنين من الحروب الدينية و الطائفية ان يعلمو ان الانسان شعب واحد و الارض هي الوطن بل الكون هو الوطن بكل كواكبه و ينتظر منا ان نزرع فيه الحياة
يمكنني ان احلم بانتخابات لتقرير المصير لكل شعب الارض لكي نؤسس جمهوريتنا الموحدة الديمقراطية البرلمانية العلمانية لكي نشغل انفسنا بالحضارة و العلم و الثقافة و الفن و الحياة عوض ان نشغل انفسنا بالقتل و النهب و السرقة ان نشغل انفسنا بما ينتضرنا من ملا الكون بالحياة المستقبل ليس هنا بل في الفضاء فتحيا جمهورية كوكب الارض
انور رحماني