arablog.org

ساحبك يوم القيامة..!

    

آخر صف الموتى الأحياء , أقف بين الملايير , يوم الحشر… العري يملاء المكان لم يعد للحياء دق في القلوب لا احد يتامل الاخر لا ادري ما يجري و لكني اعلم اني مت و الان أعيش لكن ليس هذا برزخي الذي تعودت عليه و لا وجوه الدنيا التي كانت تمر عليا فوق الرصيف و في شوارع و ازقة بيروت انه يوم يختلف عن باقي الأيام اين هي تلك الشمس التي التي كانت تزيد وجنتاي احمرارا و تكسب جلدتي السمرة على الشواطئ ولا اضن كذلك المكان مقبرتي فبالأمس لا بل بغابر الزمان دفنت و غادرت الأرجل باحتها كل ما أتذكره أني انتحرت عندما قرأت رسالة حبيبتي ” حبيبي حسين اودعك توديع مفارق للحياة انك كنت حياتي احبك هذا كان قسمي عندما كنا نستمع لفيروز سويا عندما كنا نبكي سويا نضحك سويا احبك هذه كانت نغمتي عندما كنت اغني في شفاهك و نحن نتبادل قبل الحب احبك هذا كان عقدي عندما ملكتك على قلبي و كتبته باسمك حبيبي احبك هاته رسالتي التي اودعك فيها الى الابد هاته اخر رسائلي التي ستقراها بعد ان تركتك تتعذب طيلة تلك الايام ضنا منك اني قد سافرت لما وراء البحار وليتها كانت كذلك لاني لن اكون بعدها ابعد عنك بقدر ما ساكون بعيدة عندما اسافر لما وراء السموات اعذرني اني اخفيت عنك مرضي و لكني اردت ان تكون ابتسامتك آخر ما أراه قبل ان اموت و اليوم اربد من صوتك ان يزورني مرة في كل عيد في مضجعي الأخير لكي اشعر بالحياة هناك لكي يعود قلبي ليخفق من جديد حبيبي حسين عش حياتك سعيدا ستجد من بنات جنسي الحالمات بك اللائي احسدهن علاما سيعيشونه معك استطيع ان اتخيل اولادك يلعبون معك كرة القدم استطيع ان اتخيلك و شييك يغطي راسك بعد ان يستعمر الهرم كتلتك تمنبت ان اكون اخر امراة تشد يدك و و تهمس في اذنك احبك حبيبي حسين لقد ذرفت ما يكفي من دموع الوداع لي و لك و انا اكتب هاته الرسالة التي انساب فيها القليل من روحي فارجوك لا تبكي لا تبكي حبيبي فانا لست جديرة بحبك فانا لم اقاوم المرض طويلا لاجلك ارجوك لا تبكي فالحب لا يموت مع الموت فما الموت الا بداية أخرى لرحلة العشق الابدية التي بدأنها سويا حسين احبك هي شهادتي عندما الفظ اخر أنفاسي احبك ملقانا هناك يوم القيامة. ” عندها توقفت اعضاءي كلها عن العمل و شعرت و كان قلبي يجف و يخرج على شكل دموع و بشوق كبيريمزق احشاءي و حب قاتل يقطع عني انفاسي لم اكن ادري ما افعل حينها و لكني قمت من مكاني و نزلت من العمارة مسرعا و كل من في سلم حبيس دهشته “انها حيبتي يا ناس حبيبتي” صرخت باعلى صوتي بالله” لم اصدق فحوى الرسالة فبالامس كانت هي حبيتي و حياتي و صديقتي و امي و اخوتي بعد ان عصف بي اليتم في طفولتي و انا بالميتم من يبنادني حسين حبيبي ثانبة ركبت سيارتي و كاني مسافر اليها ورحت اسوفها في ضواحي مدينتي كالمجنون لم اكن ادري الى اين انا ذاهب كان جسدي يعبر عن حبه لها بعدما استنقذت روحي في دموع تنهمر كالشلال وصراخ هرقلي بصوتي المبحوح لقد شعرت حينها بالخط الفاصل بين الروح و الجسد وكانها كانت خيطا حريريا بريط بينهما والان قد تمزقت قماشة حياتي الى الابد لقد طفت بكل شوارع بيروت و عكرت صفو الهدوء النسبي للياليها الشتوية و اصبح حزني اقوى خلية رعدية قصفت لبنان وقد وصلت الى زقاقي الاخير و رحت اعود بسيارتي الى الخلف و اعود باقصى سرعتي مرار و تكرارا لارتطم بالحائط و الناس تحاول نجدتي الى ان تفجرت بي السيارة و ارتحت فغادت روحي تسكن مقبرتي لكني لم اجد روح حبيبتي و انا باحث عنها بين صلبان القبور و اشجار المقبرة التي أصبحت مخبئا لعشاق المدينة و بقيت كذلك الى ان حل اليوم يوم الميعاد بوم الملقى يوم القيامة زمن مر لا يصح تقديره بالساعات و الدقائق حيث لا وجود لشمس او قمر او ليل او نهار هنا لا توجد ساعات و لا منبه ليقضني ولا اوقات لنصليها و لكنه قد مر كالزمن فقد كاشبه به الى حد ما وفتحت السماء ابوابها و رحنا نصعد سلاليمها كلنا معا الى فوق الى الله بخطى عسكرية نصعد نحوها في مسيرة كان يلزمنا إليها في الدنيا لمس المستحيل و ملايين الملايير السنوات الضوئية لكننا بخطانا تلك اليوم نتحرك صوبها صوب السماء و وصلنا اليها غير منهكين وانا بين رجال و نساء من كل زمن و حين الكل ينادي و يصرخ “نفسي نفسي” الا انا ان شذى حبيبتي بالتأكيد هنا بين هاته الشعوب الطائرة الى عرش الرب ساجد جنتي و رحت انادي باعلى صوتي “حبيبتي حبيبتي” و كانت كل الاصوات تبدو للوهلة الاولى انها صدى لصوتي ففقدت السمع فاصبحت لا ارى الا شفاها تنادي من كل صوب و ملائكة و جنا و اصفادا و عربات تتنقل هنا و هناك الكل ذاهب لحسابه و انا ذهب الى شوقي ابحث عن محبوبتي في كل جهة في هذا الزخم الذي لم ارى كمثله قط … زمن تحركت فيه قدماي بحثا دون كلل او ملل الى ان بدا صوت يشبه صوت الربابة بنادي “حبيبي حبيبي” انها حبيبتي هذا هو ملقيانا هذا هو وعد رسالة عشيقة بتحقق في ملكوت الله رحت اتبع دبدبات صوتها وانا اصرخ “حبيبتي حبيبتي” و هي تصرخ “حبيبي حبيبي” كان الكل في خوف شدبد الا انا فعندما كان يقترب صوتها من اذني اشعر بفرحة الحب تسكنني “حبيبتي احبك في كل مكان و زمان بين اناشيد القيامة و ترانيم الرب في الجنة و الجحيم احبك وانا امشي على الصراط المستقيم احبك وانا انادي باعلى صوتي قسمي احبك كل تلك السنين لنكمل انا وانت قصة بدأنها في الدنيا لنكملها في الآخرة اخبك كعدد السلالم التي صعدنا بها من الارض الى السماء لنكون اخر قصة حب كانت الاولى قثة ادم و حواء ولكن حبنا كان ارقى فحبهما قد طرد به الى الدنيا ليبدأ اليشر ولكن حبنا نحن قد اقتادنا الى هنا الى السماء السابعة حيث سنشهد بداية حلق جديد لنكون انا وانت ابويه خلق جديد لا يؤمن الا بالحب” اقتربنا من بعضنا البعض بخطى متسارعة كلها لهفة الى صدر الحبيب و حينها سكث كل المصتفين في السماء و توقف الحساب و العقاب وصرخنا بصوت كان اعلى من نفخة السور ” احبك”.

انور رحماني 300941_294289443915563_472680495_n

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *