لقد كانت تجربة الربيع العربي تجربة مرضية، دموية، جعلت الشعوب تصاب بالخذلان وفقدان الأمل، فالعنف الذي شابها بدءً بتونس إلى مصر، ثم إلى سوريا وليبيا واليمن وغيرها قد حول المنطقة إلى بؤرة خراب متواصل، وهذا ما جعل من المجتمعات ترفض الثورة مجدّدًا خوفا على مصالحها وعلى الإستقرار، فكما بدأت الثورة في سيدي بوسعيد بتونس عن طريق حرق العجلات وتكسير الأملاك العمومية والخاصة وما حدث بتونس من تقتيل وترويع للناس من طرف عصابات بن علي، أكملت ثورات الربيع العربي على نفس النسق في عملية لسقوط الدومينو ، كما مارست الأنظمة في مواجهة هذه الثورات العربية كل وسائل القمع والقتل والتعذيب.
وبعد سنوات من هذه التجربة، خرج الجزائريون في ثورة ليست هي امتداد لِمَا سمّي بالربيع العربي وإنّما امتداد لثورات عرفتها هذه الدولة منذ استقلالها، مستفيدة من تجاربها الطويلة مع الثورات عكس الشعوب العربية الأخرى، فصنع ذكاءها الإجتماعي شكلًا جديدًا للثورة، ثورة فكرية وثقافية هزّت كل أسس الثورة في العالم، إذ لم يستعمل الجزائريون العنف في ثورتهم، بل على العكس استعملوا الفن والغناء والرقص، ووزعوا الورود وتضامنوا فيما بينهم بكل أنواع التضامن ولم تسجل الجزائر في ثورتها أي قتلة أو جرحى، الأمر الذي ساعد السودانيون على إعادة ظبط خوارزميات ثورتهم لتصبح سلمية وفنية على الطريقة الجزائرية بعد ان سادها العنف في البداية.
بعد أشهر قليلة من الثورة في الجزائر، حاول العراقيون أن يثوروا على الطريقة الجزائرية الجديدة ولكن النظام هناك حال دون ذلك، واستفاق اللبنانيون على ثورة جديدة مشابهة لثورة الابتسامة في الجزائر وبنفس أداواتها وكأنها مشاهد مكرّرة بفعل سينيمائي مستفيدة من السينوبسيس الجزائري في الثورة، وبعد أيام ثار الكتالونيون بنفس الطريقة ورفع الفرنسيون الأعلام الجزائرية وثار الشعب التشيلي في وجه الديكتاتورية بالرقص والغناء.
لقد غيّرت ثورة الإبتسامة في الجزائر مسار الثورات في العالم، وكانت نقلة نوعية في شكلية الثورة، فقبل فيفري 2019 أي قبل أن يثور الجزائريون كانت الثورات في العالم تقام على المولوتوف والتهشيم والتكسير والحرق وبعد هذا التاريخ سار العالم يثور بالغناء والرقص والتعابير الفنية، وعندما كان الربيع التونسي عربيًا، سار الربيع الجزائري عالميًا وقد حملت ثورة الابتسامة في الجزائر أملًا جديدًا لشعوب العالم في الثورة على الظلم والإظطهاد.
أنور رحماني
maybe you should google the Lebanese revolution “al Arz Revolution” in 2005 before anything could be called Arab Spring..
u should read about the algerian spring in 1988 and the black spring in 2001 and the war of the states in algeria in 1963 before writing a comment like that.
احيانا أشك بأنك تكون مثلي ، فقط سؤال هل انت مسلم ، انفكرك فقط انت اريد جواب فقط
انت حر في ديانتك، أريد الجواب فقط