لم يكفهم اني انير ظلمتهم بصمتي المتحدث و سكوني المتحرك لم يكفهم ان اكتب لهم الحياة و الحب لم يكفهم اني اصدع بالحقيقة و الصراحة في جو عام من النفاق و الكذب فراحو يجوبون شوارع المدينة السوداء حاملين راياتهم السوداء محاولين اسكاتي لا لشيء سوى لانني لا اشبههم لست مثلهم سوى لان صوتي لا يليق بمستوى صراخهم

الامس بعد منتصف الليل خلعت ملابسي و بقيت عاريا اشاهد نفسي في المراة ابحث عن نقاط ضعفي فلم اجدها جسدي ليس بالغريب لدي يدان رجلان وجه شعر في بعض المناطق عينان ارى بهما العالم و اذنان استمع بهما لانين الضعفاء و لسان واحد لا يبدو مني الا اذا تجرات و فتحت فاهي و تكلمت لاعبر عن كينونتي لاعبر عن وجودي لاقول بصوت رائع لا تحملوا انفسكم ما لا طاقة لكم به فكلماتي سوط قاطع و رعد صاطع يمجده الكون و يعليه و ترفعه الطبيعة و تزكيه

رقصت عاريا و كانني شفاف تماما رقصت مع الارواح التائهة امامي الشاردة بين احزاني و الامي تحملني كضيف معها الى البرزخ الاخير لاجرب الموت و اعود للحياة  لكي لا اهاب الموت و لكي يهابني

تمردت البارحة بعد منتصف الليل على ديكتاتوريتكم الاجتماعية و على وصايتكم الدينية تمردت على قبحكم و على نفاقكم تمردت على حسدكم و غيرتكم تمردت على همجيتكم و سميتكم تمردت على الحرف الاول من اسم كل شخص فيكم فالابجدية تمردت على كل ما تحملونه من افكار سوداء تمردت على كل القيود

البارحة بعد منتصف ليل سرت اكثر حرية من اي وقت مضى اذا لا يحلو التمرد الا بعد منتصف الليل بعد ان يحل الظلام لكي تبزغ شمس الحب و الحياة و يعكس وجه القمر المحبة

فذوقوا فلن نزيدكم الا حرية

انور رحماني