arablog.org

بارانويا انا و ميغالومانيا المجتمع

المجتمع

يصفعك المجتمع كل مرة على خدك الايمن و ينتظر منك ان تسعر له خدك الايسر يحاول تقييدك بكل وقاحة و ينتظر منك ان تستسلم له بكل ادب لا يناقشك البتة يعتبرك مجرد مشروع فرد فاشل يحاول الغائك او وضعك على الهامش كي لا تحدث شرخا في ترسباته الفكرية المقدسة المحنطة البعيدة عن النقد المحاطة بالتبجيل

انه بالفعل مجتمع سخيف قد يرى في الفرد مجرما لانه يبدو ضحية و قد يري في المجرم ضحية لانه يبدو متسلطا باسمه مرتاب هو ذلك المجتمع المكبوت المغلوب على امره القابع في كهوف السحر و الشعوذة الذي يرفض العلم و يرفض ان تريه المراة بشاعته انه اشبه بتلك المراة البشعة التي ترفض ان ترى وجهها في المراة لكي تقنع نفسها دائما انها الاجمل

احدثكم عن مجتمعي المصاب بجنون العضمى و ليس لشيء سوى لانه لا يستطيع ان يكون اضعف من ذلك يرى مجتمعي انه احسن المجتمعات في العالم بينما هو احد اسوءها على الاطلاق بسبب افكاره الهدامة و رفضه الاختلاف و محاولته تغذية التشابه المتكرر و تقسيم الشعب على اساس اجتماعي مجنون ينتهي في النهاية دائما بماساة وطنية لا يرى اليها المجتمع سوى على انها من قبل الشيطان و ان الله غفور رحيم

ففي وطني قتلت الجماعات الاسلامية ازيد من مئتي الف جزائري لكن الكثير من افراد المجتمع المنافقين مزالوا يثقون في قيادات تلك الجماعات و كان ذاكرتهم قصيرة و كانهم لم يفعلوا شيئا على الاطلاق في وطني الذي يعيش على ريع البترول و الغاز يضن انه خير المجتمعات على الاطلاق احسن من الالماني لمذا لانه يقال ان المنتخب الجزائري لكرة القدم سبق و ان هزم المنتخب الالماني في احد كؤوس العالم

سيجد لك هذا المجتمع التافه اي مبرر ليثبت انه على صواب و ان الميغالومانيا التي يعاني منها ليست اختلالا بل يراها ميدالية ذهبية اخذها باستحقاق و ان اي فرد فيه يحاول التشكيك بهذا الاستحقاق و يشير لنفاق المجتمع و اخطائه يعتبر خائنا و يهمش

و في هذا المجتمع هناك انا المصاب بالبرانويا على اقل تقدير المجازف بحياته من اجل نقد هذا المجتمع انا الذي اصبح لا يثق في اي فرد هنا يعتبر الكل جنودا لوحش المجتمع  و غولة رجال الدين المتسلطين و هناك الكثير مني في الحقيقة البارانويا لم اعد اعتبرها مرضا بل اعتبرها سلاحا كان من اجل البقاء ففي مجتمع مليء بالمتسلطين و المنافقين من الاحسن ان يجد الانسان لنفسه مكانا للانزواء و ان يجد في راسه قدرا من الحذر يصوبه و يمنعه كيد الكائدين فالبرانويا هنا هي كاعوذ بالله من الشيطان الرجيم

عندما يصفعني المجتمع لن اسعر له خدي الايسر بل ساصفع مرتين لكي يفهم اني لست لعبة بين يديه انا انسان و بدوني لن يكون للمجتمع اي وجود فليحضر اذن المجتمع كل ميغالومانياتو لاحضر له انا كل بارانوياتي

انور رحماني

  1 comment for “بارانويا انا و ميغالومانيا المجتمع

  1. 8 مايو,2015 at 3:08 ص

    مجتمع يكره النقد

اترك رداً على رشيد خياطي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *