arablog.org

أنور رحماني: رسالة الى أميرة بوراوي

لا يوجد قرن في جبهتك، الأخيرة ربّما، ربّما الأولى، وستنزعين قرون هذا الشعب النائم قرنًا قرنًا، رسالتي لك، لجبهتك الملساء، لعيونك العريضة، وعقلك المنير، لأنّك لم ولن تكوني وحيد قرن، أو تيرانوصور، أو ديناصور، أو أي كان، لن تكوني جزءً من تلك المسرحية، ووحدك من ستفهم هذه الكلمات

لقد شاهدت صور تعرّضك لضرب من قبل الشرطة فقط لأنّك ارتديت تيشرت يذكّر بالمادة مئة واثنان من الدستور، الدستور الجزائري، ليلاقي جسمك كل أنواع الهروات، أليس غريبًا أن تدافعي عن شعبٍ، يرى فيك عورة، يراك ناقصة عقل ودين، أن تقحمي القرن برأسي النظام لتخلصي الشعب منه، وهذا الأخير لا يراك سوى عاهرة، سوى ماجنة، سوى سافرة، سوى امرأة بدون محرم تطالب الرئيس الذكر، الرجل، بالرحيل هو وحاشيته وعائلته، لعدم قدرته جسديًا، وأخلاقيًا، ودستوريًا على رئاسة الجمهورية، انّي افهمك، أنت تفهمين اللعبة جيدًا، تعلمين أنّك لو بقيت وحدك بلا قرن بين هؤلاء لن تنظمّي لهم أبدًا، لكي لا تخسري شرف المقاومة…

أنت شجاعة بالحجم الكافي لتجعلي الجميع يخجل من مواطنته، ونحن لا نقدّم شيئًا بسيطًا أمام تضحيّاتك، ستتغيّر الأجيال سيّدتي، ستتغيّر، وستتغيّر معها الأفكار، سيفهم جيل ما أنّك ضحّيت لأجله، وليس لأجل الشهرة أو المكياج، سيأتي جيل سيخلّدك حتمًا، لأنّك أوّل من تجرّأ على قول لا في وجه كل من قالوا نعم، وعلّمتي بعضنا الشجاعة، بينما اكتفى البعض الآخر بتبرير جبنه وخوفه وخنوعه بذكورته، أو ليست الشجاعة أنثى، والخوف ذكر؟

أكتب لك هذه الرسالة من كل قلبي، وعقلي كذلك، لأعبّر لك عن مدى اعجابي بشخصيتك، وقدرتك على تنبيه الرأي العام، ولأنّك مثال يحتذى به، ولأنّك امرأة فأنت تساهمين في صناعة الوجه الجديد لها في الجزائر، وكذلك تجعلينها تتخلّص من قيودها الفكرية شيئًا فشيئًا، فمن خلالك نفهم جيّدًا بكون المرأة أقدر على القيام بأشياء يعجز عن الرجال عن القيام بها، كالدفاع عن الوطن والشرف مثلًا

أميرة، الدكتورة أميرة، سيفهمك الشعب يومًا ما، عندما سيجرّب كل شيء، الّا أنتِ

أنور رحماني

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *