arablog.org

كيتي حمّود في حوار: رسالتي هي تغيير الأديولوجيات و الأسس التقليدية للمجتمع

كيتي حمود

على الرغم من مضاعفات مرضه الصدري الرئوي، لم يفوت كيتي حمود الكاتب المستنير حوارنا هذا، بل استقبلنا عن طيب خاطر وكانت أجوبته أحدّ من السيف على رقاب الظلمة والطغات، فهو الذي عرف بتفانيه من أجل قضيته وشجاعته القوية وأحيانا حتّى ارتجاله وعفويته في مواجهة الأكثر ابتذالا، نفس الابتذال الذي قد يجده البعض أحيانا في مناشيره الذي قد تعتبر الوجه الصادم لحقيقة المجتمع الذي لا يخفيه، وصرامته في مواجهة الأقل صرامة أتاحت له ، تقنية قد يجدها البعض استفزازية، ولكنّها في حقيقة الأمر تنم عن صدق القضية التي يؤمن بها حد الشغف، قد يمثل البعض دور المشمئز من منشوراته ولكن لا أحد يستطيع أن يخفي حقيقته كمدون شاب مؤثر حتى على ألائك اللذين يدّعون الاشمئزاز، اشمئزاز من مذا؟ في أغلب الأحيان من صدقه ولغته المباشرة.

جلسنا وأيّاه غير مبالين بنفاق المجتمع، وحدثنا على شجاعة فذة وقراءة ذكية لأحوال المجتمع فكان هذا الحوار

 

لما اخترت التدوين وما هي الرسالة التي تسعى الى بثها عن طريق تدويناتك؟

 

اخترت التدوين كأسهل طريقة لنشر الافكار التي ادافع عنها و التي تدور حول حقل دلالي واحد و منبع واحد هو الحرية التي لا تفهمها مجتمعاتنا للاسف نتصدر قائمة الدول الاكثر انتهاكا للحريات الدينية و الفكرية و الجنسية بسبب طغيان التيار الاصورلي الذي كان سببا في العشرية السوداء التي مرت بها الجزائر و انا كمدون جزائر اسعى جاهدا لاحداث تغيير طفيف للمساهمة في انماء التيار المحدث الجديد الذي ينمو ببطئ بسبب محاربته من طرف الدغماتيين و الاسلاميين الذين داع صيطهم هذه الايام و اصبح لهم نفود كبير في شتى المجالات خاصتا في مجال الاعلام بجلباب جديد جاهدين لجر شعوبنا نحو التخلف المقدس

اما الرسالة التي اريد ايصالها هي لا خوف بعد اليوم يجب الانقلاب على كل ما هو مقدس سواء تقديس ديني او اجتماعي ..الاعراف .التقاليد ….. و اخذ ما ينفعنا منها فقط

رسالتي هي تغيير الاديولوجيات و الاسس التقليدية و انشاء تيار جديد تنويري نستطيع من خلاله النهوض بمجتمعاتنا و ان نفهم الحرية التي نبعد عنها 1400 سنة

 

في كتابك الالكتروني مزامير داود جمعت اهم مقالاتك حدثنا عن هذا الكتاب؟

ان الملفت للانتباه القارء هو عنوان الكتاب لمذا مزامير داود و المعروف انها تسابيح الله التي ذكرت في الكتاب المقدس و منها ما جاء في سفر الخروج و المعروف ان المزامير ترتل و تمجد الله الذي ينقد الامة. من هذه الفكرة انبثقت فكرة الكتاب فالانسان الظعيف هو الذي يلجئ للتعاويد و التراتيل للتعبير عن ضعفه الداخلي فالله كان بمثابة الاب لدى الانسان القديم الذي يشتكي له من ويلات الحياة و يشتكي بذلك من ظعفه هذه الفكرة نجدها عند المسيحيين فيما بعد بحيث جعلوا الله الاب و كثير من الديانات الاخرى التي ترى الموضوع من نفس الفلسفة

يظم الكتاب واحد و عشرون مقالا تتنوع بين الفلسفية و الدينية و التاريخية و تصب في قالب واحد هو الكشف عن المستور و الدفاع عن الحريات و تنوير العقول التي هي في امس الحاجة لنزع الجبس المقدس المغلف لها

و لمحاربة التطرف الديني و تشويه الحقيقة الذي يسعى اليه بكل جهد الاسلاميون و التيار المحافض تحت غلاف القدسية و لخلطهم لبعض المصطلحات منها الحرية بحيث اصبح القارء العربي عموما و الجزائري خصوصا يعاني من الامرين اولها نرجسية ظاهرة يبرر بها ركوده الحضاري بالاقتراب من التدين و ثانيهما ذكورية بارزة بحيث اصبح يقدس الذكر بشكل بارز تحت غلاف الدين و العرف و لا حكم للمرأة و لا لماشركتها في الحياة الاجتماعية و السياسة و حتى الساحة العلمية و الادبية هذه الذكورية تتجلى خطورتها في عدم الاكتفاء بمنع الجنس اللطيف من هذه الميزات و الحقوق المدنية فقط بل في الاعتداء على المرأة لفضيا و جسديا يقابله ذلك بالصمت الرهيب على الذكر و الصاق التهم بنصفه الثاني

رغم كل هذه الاسائة و الانتهاكات نجد غياب الوعي عند العنصر النسائي و رفض بعض النساء لتحريرهم من قيودهن التي رسمها المجتمع الذكوري و هنا يجب التلميح بأهمية انماء الوعي النسائي و كسر الطابوهات و الاعراف التي تسيئ للمرأة

كما اشرت الى شخصيات تاريخية تلقى تهميشا في منظمتنا التربوية و هي الشخصيات الامازيغية التي نعتز بها حين نعلم ان الرواية الجزائرية على سبيل المثال لا الحصر هي اول رواية في التاريخ ل أبوليوس . يجب ان يثور المجتمع على الافكار السلبية التي ترى ان معطوب الوناس كافر و لا يجوز ذكره بحيث اصبح البطل في نظر المجتمع صعلوكا و صاحب الافكار التجيدية منبوذا هذا العمى الذي اصاب المجتمع هو العمى الاصولي و الديني حين يتحول الداعية الى بطل قومي و الدجال الى شخصية مشهورة يشاذ بأعماله التي لا تمثل سوى ورقة من اوراق التخلف و الرجعية و الاخطر من هذا يصبح مؤله كلامه لا يحتمل الخطئ معصوم و من المجتمع فقط السمع و الطاعة

هذا التخلف يعود الى عدة اسباب منها ابتعاد الجزائري عن الكتاب و تغيير مفاهيم الفضيلة و الرذيلة لديه بالاظافة الى هذا بعض مخلفات العشرية السوداء و انتشار المد الوهابي من الحجار هذا ما جعل شبابنا اليوم دغماتيا يقاطع اي فكرة تتعارض مع دينه الغالب

 

كيف تريد للجزائر أن تكون وكيف ترى مزج الدين في الاعلام والسياسة اليوم وهل في الأمر خطورة على الأجيال القادمة؟

الجزائر الغالية على قلوبنا نريدها فقط ان تعود لايام السبعينات و ان نقتبس من تاريخ اجدادنا ما يفيد الجزائر و نعيد كتابة التاريخ بجرئة اكثر و موضوعية و التجرد من الذاتية علما ان بقايا عصر الديناصورات لحزب جبهة التحرير الوطني يمنعنا من هذا الا ان التغيير يكون من الفرد عليك ايها الجزائري ان تكون سيد نفسك و تكون نفسك الثورة ليست حمل السلاح و قلب النظام بل الثورة هي قلب المفاهيم فتكون الثورة فكرية بالدرجة الاولى

على الجزائريين ان يكونو اكثرا تصالحا مع الجسد وان يعيدو النظر في اعرافهم و ان يبعدو رجل الدين عن حياتهم العامة و الحياة السياسة على الجزائري ان لا يكون ضحية لصكوك الغفران و محاكم التفتيش فالتاريخ يعيد نفسه فأوربا في فترة العصور الوسطى عانت من طغيان الكنيسة لكن لما جاء الانسانيون في العصر الحديث ثارو على الكنسية و ظلمها و جبروتها و اعادو كتابة التاريخ و القانون و العلوم الاخرى هذا ما يجب ان نقوم به في الجزائر علما ان مجموعة الاسباب تأدي الى مجموعة نتائج و النتئج قد مررنا بها في فترة التسعينات لذلك لا يلذغ المرء من جحره مرتين

اما قضية مزج الدين في الاعلام فهو خلط السم بالدسم بحيث تنتهج بعض القنوات المأجورة سياسة الاستحمار باسم الدين و كن حمارا يقول الله اكبر و ما نراه من دعم رجال الدين اليوم في الساحة الاعلامية هو دعم لفناء الجزائر و تحويل المجتمع لقطيع يرفض كل ما يختلف عنه في العقيدة و هذا الحشر و التعبئة ستظهر تداعيتها في المستقبل بحيث يصبح المواطن المعتدل ارهابيا عندما تتسنى الفرصة له على سبيل المثال حين يتعرض كاتب لنقد نصوص دينية او عند ظهور نزاع طائفي تظهر نتائج التعبئة الدينية

اما الشيخ فمهمته مهمة الدكتاتور لا يختلف معه في نقطة او فاصلة الاول يضفي القدسية على الثاني و ما نراه في الجزائر خير مثال حين يعود سارق الملايير الى الجزائر بتقديس الزاوية التيجانية او الطرقية

فرنسا دعمت الزوايا و الطرقية لان الطرقية تقول اعتقد و لا تنتقد كذلك نرى اليوم دعم جديد نفس الفكر

اما الاجيال القادمة نرى فيها الامل خاصتا ظهور جيل جديد يرفض الخرافات و لا يقدس الميتولوجيا خاصتا مع استعماله السريع للاعلام الالي و الانتر نت يكون الجيل الجديد اكثر وعيا و اكثر جرءة من جيل التسعينات الذي خوف من طرف اصحاب العمائم

 

ما أخبار صحتك طمنا عليك؟

صحتي بخير و سوف انتقل للعلاج في مستشفى عن قريب بسبب تقدم المرض الى المرحلة الاخيرة . في الحقيقة لا يخيفني المرض بقدر ما يخيفني الجهل و تحول شبابنا الى التطرف الديني لهذا الكتابة تبقى الاكسجين الذي اتنفس به خاصتا لما علمت ان الكثير غير مفاهيمه ووجهات نظره لعدة امور بعد قراءة ما كتبت

تبقى مهمتي مهمة تنويرية الى اخر نفس اتنفسه في هذه الحياة و الغاية من الحياة عندي هو تغيير ما امكن من عقول و توجيهها للطريق السليم ان اعلم الجيل الجديد ان لا احد يتامر عليهم وان التأمر يكون بالتأمر على الذات حين تمنع عقلك من غذائه الكتاب و تمنع الروح من الحب و الجسد من الجنس باسم المقدسات

 

لقد تعرضت السنة الماضية لهجوم من السلفيين ما سبب ذلك وكيف تعاملت الأجهزة الأمنية معك؟

 

كان سبب الهجوم كتابتي لمقال نقدت فيه العقلية السلفية و الثورات العربية و اسميتها باللاثورات و الحقيقة انه كان في بروفيلي ارهابي مختفي بين الاصدقاء يسكن بمدينة دلس بولاية بو مرداس و قد تعرضت لعدة تهديدات ارهابية في الايمايل و حسابي على الفيس بوك رغم هذا لم اعر اهتماما للموضوع و ضننت انه مجموعة من المتطفيلن

كان اول هجوم تعرضت له بسيارة رباعية الدفع بالقرب من مسكني لم اتقدم للسلطات المعنية حينها لانني لم اتعرض لاعتداء جسدي اما المرة الثانية فقد تعرضت لهجوم بالسلاح الابيظ على مستوى العين حين كنت بالعاصمة في شهر افريل المنصرم بعد صلاة المغرب مباشرة بحيث كان هناك ملتحيان في سيارة رباعية رقم ترقيم ولاية بومرداس كان الاول يصور و الثاني ينعل اقتربت منها و رفضت التصوير و حاولت جمع الناس ضدهم لكن لم يتفاعل اي منهم معي بالعكس كانت النتيجة كارثية حيث قام احدهم بضربي بسكين حاد على مستوى العين بعدما اشتبكت في الثاني بكلتا يدي محاولا نزع الهاتف من يده . رغم الجرح الذي تعرضت له الا انني قاومت بشدة حتى فر الملتحيان رغم هذا لم اجد تعاطف في المكان قابله سكوت المارة و العابرين و لم يتدخل احد لمساعدتي

اسرعت للمستشفى العاصمي مصطفى باشا لعمل جراحة استعجالية للعين و استدراك الوضع بحيث اخبرني الطبيب انني قد لا  ارى مستقبلا و بتدخل الفريق الطبي المختص في جراحة العيون انقذت عيني و لكن سبب لي عاهة مستديمة و عجز عن الرأية بمعدل 7/10  و قد تلقيت علاج بالليزر كلفني مبلغ طائل من المال لاخفاء الندب بعد شهرين من العملية الجراحية الدقيقة

بعد يوم من ذلك تقدمت ببلاغ لقسم شرطة ال8 بالعاصمة بالقرب من مقر الحادث و رفض صاحب محل اعطائي نسخة من الفيديو بحجة ان الكامرا تحذف افيديوهات بعد مرور خمس ساعات

و قد قدمت شهادة عطل ب 21 يوم زائد عطل مدرسي لنفس المدة بحيث تعذرت لدي القراءة و الكتابة طوال هذه المدة

تحولت القظية الى قظية رأي عام و قد تم القبض على الارهابي و قد تظخمت القظية بسبب دخول شبكة ارهابية و قضايا قتل و سلاح  في انتظار امر وكيل الجمهورية و قد طلب مني السرية التامة في بعض المواضيع سلامتي الشخصية بحيث اصبحت اواجه خلية ارهابية كاملة تنشط بين كل الولايات خاصتا بين الجزائر و العاصمة ضف الى ذلك حالة الطوارئ التي تعيشها الجزائر هذه الايام و العلميات المكثفة ضد الارهابيين

 

كلمة أخيرة كيتي حمود

 

و هذا في نقاط

كلمتى الاخيرة انا لا احارب الدين بل احارب وصله بالسياسة .

كن مسلما كن مسيحيا او يهوديا او بوذيا ..فقط كن انسان

الحرية ليست عودة للمرحلة الحيوانية

الحب للجميع و الجنس للجميع

الجسد مقدس و ليس مدنس

لا يوجد شيئ اسمه استر نفسك بل غير نظرتك للجسد

التغيير يكون منك انت

لا أحد يتأمر عليك بل انت من تتأمر على نفسك

لا تقراء ما يخدمك فقط اقراء ما يعاكس افكارك

اذا كان لك لغة اكتب و حرر افكارك لا تتركها سجينة الذاكرة قد تغير حياة شخص ما

لا تخف من عذاب الله ما دمت انسان طيبا

اتخذ الانسانية دين لك

سبق قيمة الانسان على العقيدة

تعلم ان تتعايش مع من يختلف عنك

اسبح عكس التيار ستجد نفسك

الدين حرية شخصية و ليس اكلاه

كن انسان فقط

 

حاوره الكاتب والروائي أنور رحماني

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *