arablog.org

أغنية لهوى لحسين عيدود: صوت فريد وأداء مبدع في وسط ثقافي ظالم

حسين عيدود

يبدو الفنّان في الجزائرعلى هامش الثقافة، فغالبا ما يقدم المسؤولون على هذا القطاع أهمية أكبر للفنّان العربي و الاجنبي دون القيمة الدنيئة التي يقدمونها للفنّان الجزائري، فالمسؤولون هنا  يقولون بصريح العبارة يسبب عقدة نقص التي فيهماو شيء آخر ربما، أنّ الفنان العربي أفضل وأعلى قيمة من الفنّان الجزائري، فيجلدون الثقافة الجزائرية بكل مازوشية، جاعلين من الفن في الجزائر مجرّد فن هواة بسبب سياسات الحقرة والتهميش لكل ما هو جزائري

وفي ظل هذا المناخ الأسود الذي يغلف الثقافة في الجزائر، يرتقي الفنان الجزائري حسين عيدود على الانحطاط الذي يشهده الفن، في أغنية تبدو للوهلة الأولى على أنها اغنية جزائرية عاديةومن ثم تضعك أمام الأمر الواقع لتتأكد أنك تواجه وحشا موسيقيا وفنيا بصوت فريد وبصمة غريبة يبعث على الشعور بالقوة و الضعف في نفس الوقت

وهنا أريد أن أتحدث عن صوت هذا الفنّان، الذي استطاع بقوة سحرية ما،أن يجعلني سارحا فيه، قوة حبال صوتية أشك في طبيعتها اذ يبدو أنها مجهزة بمغناطيس ما يجذب أي شخص يبحث عن فن جديد في مزيج من البلوز و الكناوة والجاز و الاغنية الصحراوية و رجولة اغنية الشعبي الجزائرية واكسجين الراي الصافي مع نسيم ما من أصوات الاوبيرا، اذ صوت هذا الفنّان يبعث على الحيرة وأستطيع أن أجزم أن صوته فريد ونوعي ووحيد في الجزائرـ تامبر صوتي وستيل خارق للعادة بكل ما تحمله الكلمة من معنى

الّا أنه ويبدو أنّ الأغنية لم تأخذ حقها الكافي من الاستماع ولا للاعلان ولا حظها في البث في الاذاعات الوطنية وهنا نفتح تساؤلات عديدة عن الطريقة التي يتم من خلالها التسويق لبعض الاغاني على الاذاعات الوطنية دون الأخرى؟ وما سبب هذا التمييز

أغنية لهوى تقدم صورة فنية متكاملة حتى في الفيديو الكليب البسيط الذي يقدم المغني في اطلالة بيضاء في وسط موسيقيين ورسّامين كرسالة واضحة على ضرورة انقاذ الفن الجزائري ككل من العنف المتواصل الذي يكسر الثقافة في الجزائر بسبب سياسات (الغيرة والتهميش والتمييز) الذي تعمه اذ يبدو أن المسؤولين الجزائريين على الثقافة يسمحون للفنان الجزائري بكل شيء الّا أن ينجح أو أن يكون له قدر من الكرامة

أنور رحماني (مجرد رأي)

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *