arablog.org

الرواية الجزائريّة…كوّر وأعطي لعور

الرواية الجزائرية

تبدو الرواية الجزائرية في الآونة الأخيرة راكدة على الرغم من زيادة كبيرة في عدد الروائيين أو من يحسبون كروائيين في ظرف من المدح العام الذي جعل الرواية الجزائرية تتخبط في الرداءة واهتمام باللغة اكثر منه بالأفكار حتى أصبح القاريء الجزائري ينفر من الرواية الجزائرية الى الروايات الأجنبية أو الروايات المترجمة، وهذا تعد وسائل النشر في الجزائر وسائل مثبطة للعزيمة حيث تشجع السيء بينما تقوم بحجز الروايات ذات الأفكار القوية امّا بالتسويف أو بالوعد والوعيد ومن ثم تقوم بسرقة الأفكار وتوزيعها حسب المعارف و (الأكتاف)

فأغلب دور النشر هي أمّا دور محتكرة لبعض الأسماء ومن يأتي من لدنهم، أو دور تجارية تشفط المال من الكاتب الى أن يجف عرقه، أو دور لوصصة فكرية وبلاجية مقنعة تقوم على احتقار الكتّاب الشباب و تعويم أفكارهم، وفي هذا الأمر العديد من التجارب المأساوية للعديد من المواهب الشابة، وفي حين تنخرط بعض الدور في الحروب البينية بين الكتّاب فتشجع أحدهم دون الآخر لكسب وده وعادة ما يكون هذا الكاتب صاحب نفوذ اعلامي أو سياسي

وفي ظل هذا الفساد الكبير الذي ترعاه المنظومة الثقافية في الجزائر خاصة في مجال الرواية يذهب الدعم المباشر لبعض الدور لنشر بعض الروايات لتظاهرات ما والذي يكون على حساب الأخلاق فهو عادة ما يكون دعما تحت الطاولة برشوة لجان التقييم

ومن الظواهر العجيبة التي تشهدها الرواية الجزائريّة وجود قصص في ثوب روايات حيث يتم تكبير الخط بشكل قليل الأدب، من أجل تضخيم عدد الصفحات واستخدام ورق خشن للطبع للتحايل على القاريء في حين أغلب هذه الأعمال لا يمكن تصنيفها في خانة الرواية لافتقارها للحجم الكافي على الاقل كنوفيلا او رواية قصيرة ولافتقارها للأسلوب الروائي ككل، وهذا وبغض النظر عن استعمال جمل وتعابير والفاظ من روايات أخرى وكأن الأمر جمع لستاتوهات الفايسبوك وتوريط هذا المناخ الأزرق في عملية غش للقاريء تحت شعار (رواية جديدة)

وقد سجّل بعض الكتّاب الكبار امتعاضهم من ما قد يسمّى تعويما للرواية الجزائرية وتشويشا على الروايات الحقيقية بينما هم فقط يخافون على المكانة التي منحها لهم احتكار هذا المجال لمدة طويلة بسبب سياسة الكتاف والمصالح والسرقة الادبية و(الحقرة) التي كانت تتبع ضد بعض أبناء الطبقات الهشّة في المجتمع

وهذا دون الحديث عن افتقار الساحة الأدبية لأفكار جديدة وخلّاقة فأغلب الاعمال هي قطع ولصق لأعمال سابقة فاهتمام النقّاد بالرواية يكون عادة في اللغة والسرد في الجزائر بينما تناسو و تغافلوا النقطة الأهم وهي الفكرة الرئيسية للنص وعبقريتها أو غبائها، وهذا هو صلب نجاح الروايات او فشلها في المجتمعات الأخرى، فالناقد الجزائري يسعى لمديح من يخدم مصالحه وتدمير من لا فائدة منه على صعيده الشخصي من أجل الظهور بثوب الناقد الفذ بينما الأمر مجرّد (حقرة) و تغطية لللشمس بالغربال ودون الحديث عن صحافة زوج دورو

 

فالى متى تبقى الرواية الجزائرية في مجال كوّر وأعطي لعور؟

أنور رحماني

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *