arablog.org

مذا لو عاشت نهال و أصبحت شابة كيف كان سيتعامل معها المجتمع؟

نهال

وقع خبر مقتل الطفلة الصغيرة نهال بولاية تيزي وزو بالجزائر كان كوقع الرعود المدوية على مسامع الشعب حيث تناولته الصحف ووسائل الاعلام بتعاطف كبير و عبر جميع الجزائريون عن تعاطفهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي منذ اللحظات الاولى للاختطاف الى غاية تأكيد خبر مقتلها و التنكيل بجثتها و في حين كانت البريئة تنام في صمت كان بعض المحسوبين على تيار الاسلامي يحاولون الظغط بسبب القضية من اجل اعادة تقنين عقوبة الاعدام في الجزائر اذ راحو يدكون الحديد و هو ساخن و لم تاخذهم الرأفة بأهل الضحية و لا الرحمة بها و بالصدمة التي يعيشها الجزائريون فهم يعلمون بكل تأكيد ان الشعب الجزائري كغيره من الشعوب يستطيع الاقدام في الحالات العصبية على القيام ببعض الامور بكل عاطفية و بدون عقلانية و هذا ما يريد القيام به تجار الدين و أتباع هذا التيار اللذين توغلوا في وسائل الاعلام و تغولوا فيها

كلنا متعاطفين مع نهال و في حالة غضب للماساة و لاجلها و لكن ما باليد حيلة لا يمكننا ان نعيدها ثانية للحياة كل ما يمكننا القيام به هو اصلاح حالة المجتمع الذي هو الولاد لهذه الظواهر المتوحشة عن طريق استنساخ كل انواع الكبت في اوصاله و جعله يعيش في حالة عنف وراثية المجتمع برمته غير مستقر نفسيا و هو المسؤول الأول عن خلق هذه الافات الخطيرة و اصبح ايضا مصدرا لها فكما قتل في التسعينات الجزائريون ثلاث مائة الف من اخوانهم الجزائريون بدم بارد باسم الدين و الشعارات الدينية هم يقتلون الان الاطفال انها حالة من العنف الذاتي التي يتعايش معها الجزائري عن طريق زراعة فكرة القتل الجميل فيه عبر الاعلام و المدرسة و المساجد عن طريق تزيين القتل في بعض الاحيان امام عينيه و عن طريق تشجيع العنف ضد افراده المختلفين و ضد الاطفال و النساء و غيرهم

و لكن مذا لو عاشت نهال و اصبحت شابة هل كان هاؤلاء الاسلاميون ليدافعوا عنها و عن حقوقها؟  لا بل كانوا ليحاولو منعها ابسط حقوقها في التعليم و حرية لباسها و سيضعون لها القيود من كل جهة فلن تمثل لهم كغيرها من النساء سوى ((عورة)) و ((جسد)) عليه ان يغطى من اخمص اقدامه الى لب عقله لو عاشت نهال بالتأكيد كانت لتعاني ايضا مثلما عانت و تعاني كل النساء و مثلما ذبحت النساء في منطقة القبائل في التسعينات لرفضهن ارتداء الحجاب

نهال البريئة سنتذكرك دائما لنتذكر ماساتنا في المجتمع بعد عشرين سنة من الان او اقل ستكبر صديقاتك اللائي كنا يلعبن معك بالدمى و سيحنطن و سيعيشون المر مع مجتمع لا يحترم المراة و لا يرى فيها الحياة في الاصل عزيزتي نهلة نامي بسلام غدا يوم اخر و ستفتحين عينيك يوما ما في مكان اخر و زمن اخر أفضل من هذا المكان البائس و الزمن الهمجي الذي نحن فيه باي باي نحبك

أنور رحماني

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *