arablog.org

الجزائر : انعدام وسائل الترفيه للشباب يجعلهم فريسة سهلة للاسلاميين المتطرفين

الشباب الجزائري الضائعفي حين يجد الشباب في الدول المجاورة كتونس و المغرب و دول اوروبا كل وسائل الترفيه التي تناسب هذا السن من اجل توسيع ادركاته الفنية و وعيه الجمالي يجد الشاب الجزائري نفسه مجبرا على اللجوء الى ثلاث وسائل لا رابع لهم ( او المسجد او مقاهي الانترنيت او المقابر ) فبالمقارنة بالمدن الاوروبية او حتى العربية فان المدن الجزائرية تبدو خالية على عروشها لا موسيقى تدب فيها الا في بعض المواسم ولا مسارح ولا سينما لعرض الافلام ولا نوادي رياضية حقيقية و لا نوادي رقص ولا مقاهي رياضية ولا ادبية ولا مراكز ثقافية تقوم بدورها الحقيقي

اذ يسيطر المسجد من بداية التسعينات على الشباب في الجزائر و يتوسع دوره كل يوم على الحياة الاجتماعية العامة اذ يفقد الشباب حياتهم الشابة و يضحون بها لاجل ارضاء ائمة الرجعية و الهوان اللذين ما لبثو ان سيطرو على الحياة العامة و حولوها لمقبرة كبيرة و حولوا المدن الى مدن شبيهة بمدن الزومبي حيث لا يفكر الشباب اليوم سوى في امرين الموت و ميتافيزيقا النار و الجنة او في الحرقة و الهجرة الغير شرعية الى الضفة الاخرى

يقول امين و هو شاب من الجنوب الشرقي للجزائر انه يتمنى و اصدقائه ان يجدوا يوما ما وسيلة ترفيهية تقضي على الروتين الذي يعيشونه كل يوم اذ لا يجد هاؤلاء الشباب سوى المسجد صباحا للصلاة و كذلك للهرب من حر الجو اذ تتوفر المساجد على اجهزة تبريد لا تحوزها جميع العائلات او بلعب كرة القدم من الصباح الى المساء او عبر الاتصال اليوم باكمله على الفايسبوك اما من بيت احد الجيران او من (السيبار كافي ) يقول امين انه يشعر ان  شبابه يمر بين عينيه بسرعة البرق اذا لا حياة هنا على حد تعبيره و ان الحفلات المؤقتة التي تقام لا تفي بالغرض فهي في غالب الاحيان تسقط في الشعبوية كما انها لا تليق باحلام شاب في العشرينات من عمره

يقول امين انه يحلم ان يشاهد فيلم في السينما مع اصدقائه او ان يستمتع بعرض مسرحي حقيقي يحمل رسائل هادفة فنية لا دينية و لا اديولوجية كما يتمنى امين حسب قوله ان يتمكن من السهر مع حبيبته بكل ادب على ضوء شموع في مطعم عادي دون تاويل اجتماعي سلبي كما يتمنى ان يجد مراقص حقيقية او ملاهي ليخرج الطاقة السلبية و يستبدلها بطاقة اجابية للسعادة

ان المتامل لحالة امين يفهم بكل وضوح ان الشاب الجزائري يعيش بين مطرقة الفراغ الترفيهي الكبير الذي تعرفه المدن الجزائرية و سندان رجال الدين اللذين يسعون بكل طاقتهم لخلق جدار ديني بين كل شاب و طموحاته المشروعة في ان يعيش شبابه بكل سعادة فهم يحرمون الامل او كما يسمونه طول الامل كما يحرمون التشبث بالحياة و طالما يذكرون في خطب الجمعة من كل اسبوع حيث يهيم الشباب الضائع في خطب الكراهية و المذكرة بالموت فيتحول الشاب المليء بالحياة و الطاقة الى شيخ ينتظر الموت الذي يتربصه من كل جهة و دافعين الشاب الى نكران شبابه و التخلص من طاقته في امور سلبية بحتة كالتجارة اليومية و النفاق الديني مكرسين لثقافة مادية بحتة تحول دون الشاب و الحياة بمنعه من اكتساب الذوق الفني

تستغل الحركات الاسلامية المتطرفة هذا الفراغ الذي يعيشه الشباب الجزائري من اجل الاستثمار في طاقته المهدورة في نشر افكار متطرفة تهدد الاستقرار الوطني و تزيد من تخلف الوطن وسيطرة مشايخ الدين على الحياة الاجتماعية فيتحول الشاب في الزمن الذي كان يجب عليه فيه التحكم في مصيره الى امعة و دمية يحركها تجار الدين كما يشاؤون لغاية مصالحهم الدين و نشر افكارهم الهدامة و العنصرية اواسط المجتمع

انور رحماني

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *