arablog.org

اورلاندو : مرة في امريكا و دائما عند العرب

اورلاندو

 

جاءت الهجمة الارهابية على نادي المثليين في الولايات المتحدة الامريكية لتؤكد لنا حجم البؤس الاخلاقي الذي وصل اليه الانسان و المسلم  على وجه الخصوص اولا قبل اي انسان اخر فهاهنا المسلمون يثبتون للعالم كل مرة ان وجودهم علة على البشرية بتبنيهم لأفكار اقصائية تنبذ الاخر و لانغلاقهم على نصوصهم الدينية المكرسة في الكثير من الاحيان للقتل و العنف و لكراهية كل ما هو مختلف و خاصة ضد هذه الشريحة (المثليين) و التي اثبتت جميع البحوث العلمية اليوم مدى طبيعة سلوكياتهم و ذلك ما اقرته منظمة الصحة العالمية سنة الف تسع مائة و واحد و تسعون

في الحقيقة ما عاشه المثليون بنادي اورلاندو بفلوريدا من قتل و ترهيب يعيشه المثليون كل يوم في الدول العربية و الاسلامية حيث يقتل المثليون في السعودية و حيث يتم التحريض ضدهم في معظم المنابر الاعلامية العربية و تجريمهم في مختلف القوانين العربية و غيرها من السلوكات الاجتماعية العنصرية ضد هذه الفئة المسالمة

بعد الهجمة الارهابية على نادي المثليين و التي تبنتها داعش لم يقم العرب في تعليقاتهم على مواقع الصحافة العالمية سوى بالترحيب بالعملية و بالتعبير عن سعادتهم بها متناسين ان لهذه الصفحات اجهزة دراسة لسلوكيات المجتمعات العربية فجاءت تعليقات المسلمين لتثبت حالة انفصام الشخصية التي يعيشها المسلمون الذين من جهة ينكرون تمثيل داعش لهم و من جهة يرحبون بعملية ارهابية اودت بحياة خمسين شخص بريء و بالتالي هم يثبتون لكل لاصحاب النزعة الاسلاموفوبية انهم كانوا على حق دائما مما يزيد من البروباغندا ضد المسلمين في الغرب مما لا يخدم مصلحة المسلمين البتة

مهما كانت النصوص الدينية المحرمة لفعل ما او المعاقبة له تبقى نصوص دينية قابلة لعدة تاويلات و يبقى الدين دائما قناعة شخصية لا يلزم بها الاخرون بالاكراه فما يعيشه اليوم المسلمون من حالة تسلط رجال الدين و المسجد على الحياة العامة عاشته اوروبا في القرون الوسطى و ثارت ضده و الامر غير بعيد نهائيا عن التكرار هنا تحت قاعدة  (نفس الاسباب حتما نفس النتائج)

الم يحن الوقت بعد للعرب و المسلمين ان يفتحوا تساؤلات عميقة حول افكارهم و اديولجتهم و نظرتهم للحرية و اتجاه الاخر  تنجيهم من نظرة الكراهية التي بات العالم يحوزها ضدهم و يكتفو من هذا الغرور الديني الذي جعلهم في ادنى ترتيبات الامم و في مؤخرتها دائما ان المثليين كشريحة اجتماعية اولا هم بشر بالدرجة الاولى ولا يحق لاي شخص ان يدني من كرامة اي انسان مهما كان دينه او فكره او لون بشرته او جنسه او ميوله الجنسي لبد للمسلمين اليوم ان يقوموا بخطوة جريئة للامام و ان يحفظ النص الديني في حدوده الدينية لكي يحصر التطرف الديني و العنف باسم الدين الى الابد في هذا المناخ الاسود الذي يعيش فيه المسلمون اليوم كما على المسلمين اليوم التصالح مع انفسهم اولا و مع العالم لان هذا الاخير لن يتوانى مستقبلا عن ابادة اي علة تهدد الحياة البشرية على وجه الارض

انور رحماني

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *