arablog.org

القضية الفلسطينية-الاسرائيلية اكثر تعقيدا مما يبدو …

فلسطين و اسرائيل
منذ فترة توقفت عن النظر للقضية الفلسطينية الاسرائيلية بشكل ديني او قومي او متحيز فالقضية معقدة جدا ليست قضية احتلال بسيطة كما تسوق لنا يوميا او ان هناك شعب سرقت ارضه و انتهى بل هي قضية شعبين كلاهما يعاني ما يسمى اللجوء الشعب اليهودي عان اللجوء منذ شتاته و الشعب الفلسطيني عانى اللجوء منذ نكبته و كلا الشعبين يدعي احقيته بتلك الارض بشكل ديني او بشكل اخر الحركة الصهيونية عملت جاهدا على ما تسميه اعادة الوطن التاريخي لليهود في ارض فلسطين التاريخية و العرب طلبوا من الفلسطينين الرحيل من الفلسطين على انهم سيشنون حرب استنزاف على كل الجبهات على اليهود خسر العرب الحرب فخسروا الارض و بقي الاسرائيليون يفوزون بالحرب و بالارض
في السبعة و الستين استطاعت القوات الاسرائيلية اقتحام القدس و الضفة الغربية التي كانت تحت احتلال الاردن ليعوض احتلال باحتلال اخر و اقتحمت غزة التي كانت تحت السيطرة المصرية و عوض الاحتلال المصري باحتلال اخر العرب لم يقدموا دولة للفلسطينيين في تلك الارض لكن بعد الاحتلال الاسرائيلي باتو يطالبون باقامة دولة فلسطينية على تلك الارض بعدها مباشرة منحت اسرائيل المواطنة و الجنسية للعرب الفلسطنيين في اراضي ثمنية و اربعين ليسموا لاحقا بعرب ثمنية و اربعين و منحتهم جميع الحقوق المدنية و السياسية نصبت اسرائيل اول نظام ديمقراطي حقيقي في المنطقة بينما العرب من حولها كانوا يتخبطون في الديكتاتورية و الفساد الى يومنا هذا
الاسرائيليون قدموا من كل دولة في العالم  من شرق اوروبا بالخصوص و المانيا هروبا من الهولوكوست و شمال افريقيا و الولايات المتحدة الامريكية و زادهم طرد اليهود من الدول العربية فزادو العرب بغبائهم هذا في اتساع اسرائيل الدولة الحاضنة لليهود
الفلسطنيون كانوا اصحاب الارض قدموا هم  كذلك مع غزوة صلاح الدين الى تلك الارض بعد فتحه للقدس اورشالاييم و طرد الصليبييين منها و ان سالت اي فلسطيني عن اصله سيقول لك اصل اجداده من اي منطقة من العالم الاسلامي ( كردي مغاربي سعودي مصري الخ )
في الاخير هناك حرب بين شعبين كلاهما ينظر للارض بقداسة و كلاهما يدعي احقيته بالارض لا يشعر الاسرائيلي بانه يحتل ارضا ليست ارضه و بالتالي هو لا يشعر بتانيب الضمير عندما يحارب اي نوع من المقاومة الفلسطيينية فهو بذلك يشعر انه يدافع عن ارضه و الفلسطيني لا يشعر اثناء المقاومة انه يقتل انسانا اخر لانه يعتبره محتلا و غاصبا لارضه فبالتالي كلاهما ينظر لحربه بمشروعية الدفاع عن النفس و الارض 
لست على الحياد انا مع المظلوم دائما طبعا المظلوم في القضية كلها هو الشعب الفلسطيني و الابرياء المدنيين الذين يسقطون من الجانبين فلا فرق عندي بين طفل فلسطيني او اسرائيلي فكلاهما طفل وجد ليلعب ليمرح لا ليقتل  
و لكن القضية ليست بتلك البساطة فالقضية هي قضية تاريخية طويلة و الحل فيها يستلزم عبقرية حادة في ايجاد مناخ ايجابي و اندماجي للشعبين الاسرائيلي و الفلسطيني فمن حق الفلسطيني المهجر من ارضه قصرا ان يعود اليها كريما و معززا و من حق اليهودي من الاجيال الجديدة ان يعيش في تلك الارض ايضا كونها وطنه الذي ولد و ترعرع فيه و من حق الشعبين امتلاك سلطة و دولة تضمن له حقوقه و تكفلها و تحميها و من حق الاجيال الجديدة من الشعبين في السلام فلا ذنب لهم فيما ارتكب في الماضي 
السلام لارض السلام
انور رحماني

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *