ليس توهج الشمس بشيء امام النور الساطع من اعماقي يدفعني للتحرر من الظلام يحرك بداخلي حيواناتي المنوية كبشر لن اسمح لهم ابدا بالوجود لن اسمح لهم بالحياة لن اسمح لهم بالعذاب ليتكرر الخطا الطبيعي لمليار مرة و لاني احبك امي ساكون الابن الاخير الابن المتطفل الذي اتى بعد ان هرمت ليقبلك على الجبين = لن اكون ابدا مزهرية لن اكون بستانا لن اكون انسانا حتى كابسط انواع الجماد لا اريد صدقيني لست سوى سنبلة تحرس حقل الفزاعات

نعم مازلت اتذكر امي كنت مريضا كنت اشبه الموتى كنت تحملينني من طبيب لاخر في نعش الاطفال تبحثين لي عن علاج لم تكتبي لي وصية لم تدفني جثتي امام قبر جدتي الكبيرة بالخطا كل ما قمت به انك استنجدتي بي ليظهر لك وجود الخالق كلما كنت اضع ما تبقى من الحياة بداخلي في الحفظات كنوع من الاعجاز العلمي و الخرافات

كنت انا لا شيء كنت حينها لك كل شيء كبرت بين عينيك لا اعرف كيف كبرت ولكني فعلت كنت تقولين لي دائما ( ستكبر يا ابني لتصبح رجلا ) لا افهم لما فعلت ذلك  و لكني بعدها لم اكن كذلك

سامحيني امي لم اكبر لاصبح رجلا فهذا الهدف التافه لحياة انسان عان مطولا في خصية ابيه ليحمل معه لعنة البشر اجمعين مدى الحياة لم يكبر ليصبح رجلا الرجولة ليست سوى اضحوكة ( الزب ) لا شيء فيها يغريني لا تقمصها كغاية للوجود تغريني و لا تغني الشعب العربي الذي خصى بها يشجيني سامحيني امي و لكن ما قمت به لاجلي كل تلك السنين لن يذهب لاجل هدف مريض مقمع بخيل تافه كهذا صدقيني

لا لم اكبر لاصبح رجلا كبرت لاصبح جانكيز خان لاصبح عاصفة التاتار و المغول كبرت لاصبح كوكبا لاصبح شمسا لاصبح عالما لاصبح شهيدا لاصبح كل المعاني كل المفردات لاصبح مناضلا لاسعى جاهدا لاتالم لاكون انا كانا لا رجلا ولا امراة لا حيوانا ولا جمادا لا شيء الا انا

كبرت يا امي لاصبح السنبلة الاخيرة لانثر حباتي في حقل الفزاعات

تامليني

انور رحماني