arablog.org

حملة إعلام جزائري من اجل الإنسان : دعوة للتصالح مع الحرية

انور رحماني

تعرف الصحافة الجزائرية في الاونة الاخيرة انحطاطا فكريا و علميا كبيرين و يعزو ذلك عن كونه قلة في التكوين بل يعدو ذلك الى حدود بروباغندا موجهة بغية تحضيض الوعي العام و انزاله الى مستوى متدني جدا و فقير و معسر من الحوارات الهامة و المفيدة و على راسها المواضيع الفلسفية و العلمية و التي تخدم الانسان و حريته و كرامته
فالاعلام الجزائري اليوم اصبح للاسف يخاطب القاريء بلغة دون المستوى المطلوب بهدف اضعاف ذكائه و تشتيت نظره عن قضياه الانسانية و صرف رؤياه عن الحقيقة منتهجا اي الاعلام اساليبا غير اخلاقية بغية تمرير رسائل مبطنة تمزق الصف البشري المفكر الذي يقبل الاختلاف و مدشنة لسياسة تحريضية للشعب ضد افراده المختلفين تحت غطاء ديني او شعبوي
و قد ظهر اثر هذه السياسات الاعلامية في الجزائر جليا خاصة في الاونة الاخيرة حيث بات الجزائري يستعمل في نقاشاته اليومية لغة ادنى مستوى من اللغة التي كان يستعملها فيما مضى و كذلك النزعة الدينية المتطرفة التي اصبحت تحوز على هامش كبير من هذه اللغة مستبعدة النزعة الدينية المعتدلة و مكفرة للنزعة الانسانية المجددة


و ان للصحافي و الكاتب و المدون اليوم دورا هاما في ترسيم لمشروع رؤية واضحة المعالم لمستقبل فكري و ثقافي افضل اواسط الشعب الذي يعاني بسبب سياسات التجهيل من ازمة فكرية و جمود و شلل في الطاقة الابداعية لديه و ان هذا الدور ليس دورا مطلوبا فقط بل هو اليوم مسؤولية جماعية و تاريخية من اجل رفع المستوى الثقافي و العلمي لدى الشعب الجزائري و تحرير من المواطن من المخدرات الاعلامية التي يتعاطاها كل يوم عبر وسائل الاعلام التقليدية او وسائط التواصل الاجتماعي و لمساعدته على لفظ تلك السموم العنصرية خارج بنيته العقلية و التي استقرت داخل الوعي العام


هي ثورة اعلامية و فكرية ادعوكم اليها من اجل الدفع بالانسان الجزائري الى التعامل مع محيطه بطريقة انسانية و تقبل الاختلاف و التاسيس لوعي اجتماعي علمي و منطقي و حقيقي بعيدا عن كل انواع الاغتصاب الديني او الفكري للشعب و افراده و بعيدا عن العنصرية و مشجعا لقيم التسامح و تقبل الاختلاف و مشجعا كذلك على حب المعرفة العلمية و تذوق المنابع الادبية الانسانية بكل اختصار هي دعوة لفتح صفحة جديدة في الاعلام في الجزائر تكون لبنة اولى لمشروع اجتماعي متعدد و مثقف من اجل جزائر جميلة و متماسكة و تنعم بالحياة

انور رحماني

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *