حوار مع مغني الراب اللبناني الملقب ب (ثائر الراب) عمر عدوية
تعرفت على عمر عدوية منذ سنة من خلال اغانيه التي كانت تجول عبر وسائل التواصل الاجتماعي بقوة اغاني فردية له او بادائه رفقة اصدقائه من الثائرين في الاغنية اللبنانية ايضا مما حمسنى للتعرف به اكثر و مما دفعني ان اطور علاقتي به من مستمع الى صديق يربض بعيدا عني لمسافات طويلة و لكنه بثورة صوته بسط المسافات لاتعرف بشخص لم اكن اعرف من الوهلة الاولى انه يشبهني في العديد من النقاط و تمرده جعلني اكتب عنه سطورا ليبقى مثالا لابناء بلده من المتحمسين لقيم العدالة الاجتماعية و الحرية الانسانية
هو شاب في كامل قيم الرجولة و الانسانية لا يجعله بدنه الطويل يتطاول على من حوله من بني البشر و لا قوامه الممشوق ان يكون خاليا من الروح المتمردة على المفهوم الاعمى للجمال فهو روح اكثر من جسد تكتب نظرات عيناه الزرقواتان بحرا من الحرية ينسجها بانامل صوته العذب المتمرد القوي و الذي لا يتمثل للعيان سوى كشوكة في حلق كل ظالم في هذه الحياة
بعد قرائته لكتابي الحرية الانسانية طورنا صداقة و اخوة تفوق مجال الفايسبوك الى مجال الاخوية الروحية كما انه بصراحته المتفانية و سعة قلبه و افكاره و تقبله للحب البشري الاسمى بين كل كائنته و انفتاحه التام على كل الظواهر الطيبة جعلني استفيق على نجم قد يهتدي به الاف الشباب في وطنه ليعيد للبنان و كل المنطقة ابتسامتها الضائعة
هو ابن لبنان العظيم لبنان جبران خليل جبران و مخائيل نعيمة بلد الانسانية و الثقافة و الفن بلد فيروز و الاخوة الرحباني بلد الرواية و الموسيقى و المسرح بلد يعتبر شمعة في وسط من الحروب و الدمار و الظلام
عمر عدوية اللبناني يشبه بلده كثيرا و يحدثنا عن تجربته و طموحه في هذا الحوار
عمر عدوية كيف يعرف هذا الفنان الشاب نفسه
انسان طبيعي اجتماعياً، عندي منظور خاص للحياة بيميزني عن غيري بمجتمعنا .. مؤمن بأنو الفنّ للإنسان، و الفن هو يلي بيغيّر حال مجتمعنا للأفضل
لمذا اخترت الراب كنوع موسيقى و ما هو الشيء الذي يميزك في الراب عن غير في المجتمع
بالرغم من ان الراب هو الذي اختارني و لست انا فعلا من اختاره و لو كنت قد اخترته و هذه مفارقة قد اجيب عنها في نقاط
اخترت الراب و اختارني لانه : -فن الشارع و حاضن قضايا المجتمع و كشاب الشارع يهمني للتعبير عن انفاسي الشبابية.. -هو الفن يلي وجدت نفسي فيه و قدرت اتقنو لان ريتمو السريع بلبي رغباتي الجامحة في التغيير السريع ربح الوقت لانقاذ ما يمكن انقاذو من هالمجتمع لي بموت كل يوم بالعالم العربي .. -الفن يلي بنظري بيقدر يغيّر.. بسبب جمعو للكلمة و الموسيقى هو الراب كونو يخاطب بلغة يفهمها جيل من الشباب يمثل سبعين بالمئة من تكوين المجتمع العربي ككل
و الشي يلي بيميزني بالراب هو عدم انحيازي لأي طرف سياسي أو طائفي أو فكري انا انحاز للانسان و الانسان هو قضيتي
لقد قلت سلفا ان الفن للانسان ما هي الحساسيات الانسانية التي لامستها من خلال اغانيك
في مذهبين .. لي بيقول انو الفن للفن .. و يلي بيقول الفن للإنسانو الفن للإنسان .. أي للرسالة و التأثير بالإنسان للتغيير
و من ناحيتي، فيه جمهور معيّن تأثر برسالتي و بتمنّى من قلبي اقدر أثر بعدد أكبر
و اكثر القضايا التي غنيت عنها و لو اني لامست تقريبا كل الحساسيات الانسانية الاخرى فاني قد غنيت عن
1- عن لبنان ضدّ الطائفية .. ضدّ الجماعات الإرهابية و التطرّف و استغلال الدين .. 2- غنيت عن فلسطين و القضية الفلسطينية .. 3- غنيت ضدّ الحكومة اللبنانية بعد ما تأثرت بآخر حراكات صارت
و لكن تبقى اكثر قضية أرهقني الدفاع عنها هي القضية الفلسطينية، بس طبعاً الإرهاق ما خلاني أيأس .. أرهقتني لأن قد ما أحكي ما بيكفي كلامي لفلسطين ..
كنت بارزا في عدة حركات نضالية في لبنان مذا كان انطباعك عن تعامل الحكومة اللبنانية مع الحركة الشعبية و كيف ترى مستقبل الحراك الشعبي في لبناني و مذا قد يقدمه الراب و رسوله لهذا الحراك و للبنان مستقبلا
انا تضامنت مع حملة “عكّار منا مزبلة” و مع حملة “بدنا نحاسب” .. أما بالنسبة لحملة “طلعت ريحتكن” ما رتحتلها لأن رؤوس الحملة كان عليهن شكوك ..بالنسبة لتعامل الحكومة مع الحراكات .. انا ضدّها طبعا .. لأن اسمو همجية لي عم يصير
أما مستقبل هالحراك انشالله رح يعطي ثمار .. انا متفائل عطول
و الراب و رسوله قدّم فعلاً للحراك .. يعني عنّا اغنيتين كل يوم عم يحطوهن بالحراكات 5 مراة .. عم نوعّي الشعب من ميل .. و من ميل آخر عم نحمس الشعب اكتر ..
انت كلبناني اولا و رابور ثانيا ما هي المخاطر التي تراها قد تعصف بالاستقرار الفني و الثقافي الذي يشكل حاضنة قوية للبلد
أولا الحكومة و النظام الفاسد الذي يرهق اللبنانيين و جعلنا نتخبط في نقطة واحدة دون المواصلة التقدمية رغم الثروة البشرية و الثقافية الزاخرة في هذا البلد.. ثانياً العقلية المتخلفة عند فئة من الناس الي تجعلهم يتعاملو مع بعضهم بطائفية و برؤية مغلقة على المظاهر الاجتماعية المختلفة و عدم تقبلهم الاختلاف
سؤال اخر يتبادر لذهني عمر ارى من خلال متابعتي للاعلام اللبناني انه يتحاشى فن الراب في رايك لمذا هذا العنف الاعلامي الذي يعمل بسياسة التجاهل ضد هذا المكون الفني الهام في الحياة الشبابية
يعني الإعلام عنّا تجارة و بزنس .. و الراب مانو مطلوب من الجمهور كتير .. فما بتكفّلو فيه و من ناحية تانية المافيات السياسية تمنع ايّ عنصر ممكن يساهم بأسقاطن و الراب هو عنصر مساهم بهالشي
اذن ترى ان الراب ثورة مكتومة الصوت في بلد فني رائد
ايه إلى حد ما فالراب يمكنه ايصال رسائل شديدة الوضوح للوعي العام و هذا يهدد الاوليغارشية التي لن تسمح لاحد ابدا بترتيب انقلاب عليهم لصالح الفقراء و الراب يمكنه فعل ذلك و سيبقى دائما الراب حاضنة قوية للمظلومين و الضعفاء ليس في لبنان فقط بل في كل العالم العربي و في كل العالم
عمر خارج ايطار الفن كيف تقضي حياتك اليومية
كل يوم شكل فانا متعدد الاذواق الحياتية و استسلم بشراهة لاي جمالية تشدني اليها بنظرات تمرد فانا اعشق الحياة كما لا اهاب الموت فحياتي عندي هي نضال من اجل الانسان و اجد متعة كبيرة في القيام بهذا بس بشكل عام بتلاقى بأصحابي بالأستوديو .. أو بالشارع نناقش قضايا مختلفة و نستمتع بوقتنا كاي شابين في عمرنا
مذا يقول عمر لجمهوره الكبير بلبنان و الجزائر و العالم العربي و بمذا يعدهم
آمنو بالفرج هي الجملة بقولا عطول و لكن افعلوه ايضا اصنعوه بصبركم و قوتكم و بالتاكيد بنضالكم الابدي من اجل عالم يتسع للجميع بدون اقصاء او عنصرية او طائفية ايمانكم بالفرج يجعل العالم اكيد افضل للجميع
انور رحماني