arablog.org

ذكرى استقلال الجزائر : استقلال ام استقالة

 انور رحماني
ثلاثة و خمسون سنة مرت على استقلال وطني استقلال موقع باتفاقيات ايفيان و شروطها المذلة و مخضب بدماء مليون و نصف مليون شهيد متبوع بعار الوطنية الذي دفع برؤى افراده للحرب البينية و التدافع من اجل الكرسي حرب الولايات ة الانقلابات الملونة و المزكرشة و اطماع الاسياد و العبيد   ثلاثة و خمسون سنة من التبعية للاخر تبعية للاتحاد السوفياتي سابقا  في عصر الاشتراكية الى تبعية للحوض الغربي في عصر الراسمالية و بين ذلك و ذاك تبعية لمصالح فرنسا و لنفوذ السعودية و لغربال التناطحات السياسية و التجاذبات في ايطار الحاكم الواحد و الذبذبة الاجتماعية بمستعمر جديد سمى نفسه باسم دين الشعب و اتخذ من بطانته المقدسة سلاحا ليقتل به ابناء الوطن باسم الدين و تحت شعارات الاهية  استقالت من لعب السياسة منذ وقت طويل و لكنهم لا يتعبون ولا يملون عن استغلالها جاعلين من الله كرة يلعبون بها في ساحات السياسة و الهدف الوحيد منه  هو اتيان الفاحشة على جدار مبارك بايات قرانية قد سميت من قبل ( لا ديمقراطية ولا دستور قال الله قال الرسول ) مختزلين الحرية في انفسهم حارمين سواد الشعب او بياضه من حقهم في ابداء الراي و حرية اختيار
ان اؤلائك اللذين ضحو من اجل الوطن قد حرروه و انتظروا الاجيال الاخرى لتحرر الشعب و افراده  ان استقلالنا اليوم ليس بالاستقلال  التام او الكامل بل هو استقلال مزيف كون الافراد اليوم ليسوا احرارا في اختيار حياتهم و اختيار اسلوبها كون الحريات الفردية اليوم تباع على فراش رطب على قارعة طريق تسيس الدين و شمولية الفكرة الدينية التي استحوذت على عقول اصحابها فظنو ان لا حرية لافراد الوطن الا في ضوئها
كيف لبلدي ان تكون مستقلة ان كان الفرد يعيش فيها عيشة الاستعمار محروما في حقه في الحياة يتعايش فيه مع اغلبية تجهل قيمة الحرية  اغلبية مغيبة عن قيم الانسانية متقوقعة على الفكرة الدينية و ما يروج عنها من خطب تجارية جعلت من الحرية تبدو و كانها اثما عظيما و ابشع من الاستعمار القديم و حاشاها ان تكون
كيف يتجرؤون ليقولو اننا مستقلين اليوم في وطن يحرم فيه على من لا يريد تطبيق شعائرا دينيا ان يفعل ذلك يحرم فيه حرية الضمير و حرية الفكر في وطن صودر فيه حق الكتاب بلعنة المادة التاسعة و ازلفت فيه وجوه الموسيقيين و اصبحت وجوه شياطين تطالب بالتوبة كل لحظة
اي استقلال هذا الذي  تعيش فيه نساء تضاف لقائمة الدفتر العائلي مثنى وثلاثا و رباعا كما تضاف رؤوس الماشية الى الحضيرة اي استقلال هذا الذي تمنع فيه طالبة من اجتياز امتحانها بسبب تنورة للركبة بعد ان يمنعها حارس لم ينهي ربا حتى طوره الابتدائي من التعليم اي استقلال هذا في وطن مزالت الامية رقما مخيفا اي استقلال هذا الذي يجعلنا نرمي الملايير في تعبيد الطرق و نرمي الانسان الى التيه و المتافيزيقا العقلية و مخض اسه بافكار متطرفة و عنصرية و جعله يتبوء لنفسه مكانا في زحمة التخلف في وطن الاقصاء
اي استقلال يجعلنا نشعر الاقليات الفكرية و الدينية و الجنسية و غيرهم  من ابناء وطننا ان الجزائر بمساحتها الكبيرة لا تتسع لهم في سكان في قلب صحراء اعطتنا من بترولها ثدي رحمة و قابلنا ابنائها بالجهوية و العنصرية و رفعنا سوط الذل على مواطنينا من البشرة السوداء و جعلناهم عبيدا في ارضهم و حيدناهم عن العمل السياسي و عن ادارة شؤون البلاد و العباد
اي استقلال هذا و لغتنا الامازيغية مازلت لم ترتقي الى لغة اكاديمية تجمع جميع لهجاتها من قبائلية و شاوية و شنوية و شلحية و مزابية و ترقية عن اي استقلال تحدثونني في وطن تعطى فيه الاموال للارهاب التائب و القتلة و يحمل فيها العاشقون من الحدائق الى مخافر الشرطة و السجون في وطن يقول  لك اقتل و لا تحب
عن اي استقلال تحدثونني و ارادة الفرد في الوطن محسورة في اوامر الجماعة و ما تقرره الجماعة في وطن يعيش فيه الفرد بامر من الاعلام و دفع من صفحات تنشر التطرف على الفايسبوك  هل هو استقلال ان يكون الفرد فيه مهما كان ذكرا او انثى او خنثى او مغايرا او مثليا او اسودا او ابيضا او اصفرا او باي لون او من اي مكان او جهلة مكبلا باصفاد الغير
اي استقلال هذا في وطن يتسول فيه الشباب وظيفة فلا يجدون سوى سرابها من اوهام تمويل مشاريع بلا اهمية  اي استقلال هذا حيث يقتل الناس و يحضر القتلة كضحايا الى التلفزيونات  في بلد لا يستطيع فيه الانسان ان يستنشق عبير حريته و لو لحظات في بلد ابتلع مفكريه و مبدعيه و متمرديه و جعل ما قدمو له من عمل عصفا ماكولا و هباءا منثورا
دعونا نسمي الاشياء باسمها الحقيقي و نظبط المصطلحات هل نحن في دولة مستقلة ام نحن في دولة مستقيلة  قدمت استقالتها عن حماية الحريات و حماية افراد و تركت وحوش الظلام تنهش في جسد المختلفين و اسست بذلك لدولة المغفلين دولة شعبها بالكامل  من طنوحة او الطحانين يعيش فيه من يكره البلاد و العباد و يعطي الحرية لنفسه في ان يسلب حرية الغير
واضعا الماكياج على الحقرة مقدمين له عناوينا جديدة كمحاربة الرذيلة مستغلين عاطفة الشعب ليمارسو القهر على الافراد
في النهاية اريد ان اقول انه لا حرية لارض شعبها لا حرية لها لا حرية لوطن افراده مقيدون باوامر فوقية او اسلوب معين من الحياة او التفكير لا حرية لوطن افراده غير محررين ان حرر شهدائنا الوطن فدورنا اليوم ان نحرر الفرد و اننجعله حرا في كل اختياراته و تحرارا من كل الاوهام و الجدران المقدسة يجب على الجزائري اليوم مهما كان و كيف ماكان ان يكون حرا فنصف قرن على
الاستقلال كفيلة بان تجعلنا نتشبع بقيمة الحرية و ان نحترم الانسان هذه هي مهمتكم اليوم ايها النخب ان تحررو الانسان   
انور رحماني

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *