arablog.org

صفحات الفايسبوك تلعب بالجزائريين

كاراكوز

تزايدت عدد الصفحات و المجموعات الجزائرية في الفايسبوك و كذلك الحسابات في اليوتيوب الموجهة للجزائريين في الاونة الاخيرة و لكن الامر الغير عادي فيها انها تبدوا و كانها تستخدم البروباغندا و الاعلام الحربي في طرحها  للمواضيع المختلفة و المشتغلين في قطاع الاعلام يعلمون جيدا عن مذا اتكلم و كيف يمكن عن طريق الاعلام تاليب الراي العام و تجيشه و كذلك تحريفه عن مساره و ذلك خدمة لاجندات في غالب الاحيان اجنبية او داخلية او معا

و لكن لفهم الموضوع اكثر علينا بقراءة الماضي حيث اكثر المشاريع شرا نجحت في تحسين صورتها و تجييش العواطف معها باستخدام الاعلام حيث عمل بول جوزيف غوبلز وزير الدعاية السياسية و الاعلام في فترة النازية في المانيا على تقنيع الشعب بجمال التصرفات الاجرامية التي كان يقوم بها هتلر في حق اليهود و المسلمين و ذوي الاحتياجات الخاصة و المعارضين السياسيين و كان يعمل على جعل الراي العام الالماني و كذلك الدولي يتفاعل مع هذ الارادة الشريرة التي جعلها بالاعلام تبدوا و كانها خيرة بالرغم من كل بذور الالم و الحقد و الكراهية التي زرعتها في العالم و التي راح ضحيتها الملايين و مزالت اعداد ضحايا النازية الى الان في تزايد مستمر خصوصا في اليونان و اصبحت بعض التيارات القومية في كل العالم تتخذ مبدا العنف خطا تحريريا واضحا لادواتها الاعلامية و عندما تكون المشاكل الاقتصادية تؤرق الشعوب فان هاته التيارات المتطرفة تغذي نفسها اعلاميا عاطفيا بالقاء اللومة على الاقليات و على المختلفين و ذلك لتبرير عنفها المستقبلي تجاههم او عن طريق استخدام هوية الشعوب كمطية لركوب الوعي العام كاللغة و الدين و كذلك الاخلاق التي لا تمثل لهم سوى جزءا من الدعاية الاعلامية و نفس الامر كان بالنسبة للفاشية في ايطاليا  و نظام كوريا الشمالية الديكتاتوري الى اليوم حيث في كاس العالم الاخير الذي اقيم في البرازيل لم تتوانى جهاز الاعلام في هذا البلد على الادعاء بفوز منتخب كوريا الشمالية و ان الجماهير البرازيلية قد هللت و سفقت للزعيم الكوري كيم جونغ اون

وفي غالب الضن ان اغلب الجزائريين يضحكون على غباء مثل تلك الشعوب في تصديق تلك الاكاذيب الاعلامية التي تروج من اجل السيطرة على عقولها و لكن لا يعرف الجزائري انه  يصدق اكاذيب اخرى تروج له هو الاخر بكل غباء فيكون مثل الجمل الذي يضحك على حدبة صاحبه و ينسى حدبته

من هذه الاكاذيب التي يصدقها الجزائري مثلا ان جميع الدول التي تتطور تتطور بتطبيق الشريعة الاسلامية مثلا المانيا و اليابان متخلقين لانهم يعملون بالاسلام و كذبة اخرى يصدقها الجزائريون ان تركيا تطبق الشريعة الاسلامية لان اردوغان يستخدم مصطلحات دينية في خطابه متناسين ان تركيا دولة علمانية بالاساس و حزب العدالة و التنمية الاوردوغاني اصلا حزب علماني ولا يمكنه سوى ان يكون كذلك حسب القانون التركي بكل بساطة الجزائري يصدق اي فكرة تقدم له على طبق ديني فالشعب الجزائري مزال كائنا عاطفيا قليلا ما يقراء التاريخ بعين موضوعية بدون مشاعر و بالتالي هو عرضة دائما للنصب و الاحتيال باسم الدين يقول المفكر و الفيلسوف الجزائري العالمي محمد اركون (يكفي ان تغلف اي فكرة بصبغة دينية لتقنع العرب باتباعك ) و هذا امر واضح في الجزائر

و قد لاحظت عدة مؤسسات استخباراتيه و دراسات اجتماعية نقطة الضعف هذه في الشخصية الجزائرية و قامت باللعب على هذا الوتر الحساس مستغلين الاستخدام المتزايد لوسائل التواصل الاجتماعي كالفايسبوك و اليوتيوب  في هذا البلد من اجل نشر التطرف من جديد في الجزائر فلا تتعجب اخي القاريء من يوجد الاف الحسابات على الفايسبوك التي تدعي انها لجزائريين و تدعي مساندتها لداعش او بعض الحركات الاصولية المتطرفة التي تتستر وراء الاسلام في الجزائر فهاؤلاء في الحقيقة ليسوا جزائريين بل هم عناصر اجنبية تفتح حسابات وهمية بعد تعلم اللهجة الجزائرية بهدف نشر مثل تلك الافكار في الجزائر بعدما عرف هذا البلد في الاونة الاخيرة انفتاحا كبيرا و ذلك خدمة لمصالح اجتماعية و بعض قوى الشر في الداخل

و كذلك عشرات الصفحات التي تنشر الكذب كل يوم تقوم بتظليل الراي العام باستخدام الدين لنشر افكار هدامة تشجع على الكراهية و العنف في المجتمع الجزائري و تروج ضد حقوق المراة و حق الاختلاف و ضد الثقافة و الفن و ضد الكتاب و ضد العلم و ليس لاي هدف سوى لوقف تطور بنية المجتمع الحضارية و اعادته مجددا للعشرية الدموية عن طريق دعم المتعصبين و المتطرفين

و اغلب تلك الصفحات لها لايكات (اعجابات) وهمية تشترى من شركات تقوم بمثل هذه الخدمات و ذلك لايهام الراي العام في الجزائر و الراي العام الدولي ان الجزائريون ميالون الى التطرف و ان خط هذه الصفحات هو الخط الاقوى في الجزائر و بالتالي يصدق الجزائريون هذا الامر و بنساقون مع الاغلبية و يستسلمون للفكرة الغالبة التي يحاول ترويج هذا الوصف عليها العاملين في مثل هذه الصفحات الغير حقيقية و التي لا تدار من الجزائر بل من دول اجنبية  و التي استطاعت ان توهم الراي العام الدولي و حتى الداخلي بل و حتى المثقفين الجزائريين ان تلك الجماعات المتطرفة بالرغم من كل ما فعلته في الجزائر في التسعينات من قتل و تذبيح استطاعت ان تكون غالبية مجددا في الجزائر بطريقة من طرق غسيل المخ التي كانت تستخدمه اجهزة الاستخبارات في بعض دول العالم مع المعتقلين السياسيين المثقفين بوضعهم في زنزانة في عزلة و تزييف المعلومات و مصادر الاعلام و ايهامهم ان الشعب يرفضهم و بالتالي يستسلمون للفكرة مع الوقت و يفقدون ثقتهم في قدراتهم على توعية الشعب و بالتالي يهزم الفريق الاخر الذي استخدم هذا الاسلوب في وجه المثقف الذي تدفعه هذه الصفحات و اجهزة الاعلام الاخرى التي تتبنى نفس الخط الى الاستسلام

و مع تصديق الراي العام الدولي لمثل هذه الفكرة يكثف ادوات حصاره على هذا الشعب و بالتالي يزيد من انغلاقه و تموقعه مجددا على نفسه و هذا ما يفسر المعاملة السيئة التي اصبح يعامل بها الجزائريون في الخارج و اخر الامر باسبانيا التي كثفت من اجراءات تفتيش الجزائريين بمطاراتها و كذلك مالطا و عدة دول اخرى بسبب تقارير اخذت بعين الاعتبار ايضا مجال التواصل الاجتماعي في الفايسبوك و اليوتيوب في الجزائر لجس نبض الشارع الجزائري و التي لاحظت فيه زيادة التطرف في الجزائر من خلال تلك الصفحات الوهمية و التي اصلا اغلب المعلقين فيها حسابات وهمية هي الاخرى

و تكمن خطورة هذه الصفحات ايضا في الاديولوجيات المتطرفة و العنصرية التي تروجها تحت شعارات يستحسنها الشارع الجزائري كالمعارضة و البطولة و الشجاعة و كل ذلك هو عبارة عن خطة ممنهجة الهدف منها هو استقطاب اكبر عدد ممكن من الجزائريين باستغلال عواطفهم ثم دس السم في العسل خاصة بين الاجيال الجديدة و الشباب و المراهقين اللذين لم يعايشوا فترة التسعينات و لم يشهدوا على دموية تلك الحركات التي تتخذ الاسلام شعارا لها و هي تغرق في العنف و التطرف بما يشوه صورة الاسلام اصلا

لا تحسبن ان كل ما تقراءه او تسمعه او تشاهده عبر وسائل التواصل الاجتماعي انه يعبر حقيقة عن الراي العام الجزائري فهم يريدونك ان تصدق هذا فان وراء تلك الصفحات الممولة بالدولار و العملة الصعبة من وراءها اجهزة كبرى لا تريد الخير للجزائريين بل تريد جعل الجزائر افغانستان شمال افريقيا عن طريق نشر الجهل المقدس و الافكار التخريبية و التدميرية من اجل ايقاف عجلة التنمية الاجتماعية في الجزائر و عدم فسح المجال للجزائريين للتعبير عن افكارهم و طموحاتهم الحقيقية و جعلهم في معزل عن كل المجتمعات في العالم و ذلك لتكون صورة الجزائري في العالم دائما صورة ذلك الارهابي المتخلف الذي يسهل خداعه باستخدام الدين لاضفاء المشروعية على الافكار الشريرة و هذا الاسلوب القذر اصبح اداة للي اليد في الجزائر فحتى النضام الجزائري اصبح يصدق تلك الصفحات الوهمية و يعطيها الف حساب

استطاعت هذه البروباغندا الاعلامية ان تخدع الكل بان المتطرفين هم الاغلبية في الجزائر بالرغم من هاؤلاء ليسو سوى اقلية قوية فقط لها نفوذها و مموليها و لا يمثلون سوى انفسهم ربما انت ايضا عزيزي القاريء قد خدعوك اعترف لمجال لكبريائك الان لتقنع نفسك انك ذكي ولدرجة انهم لا يستطعون خداعك فليس العيب ان تخدع مرة في حياتك بل العيب ان تبقى مخدوعا الى الابد

انور رحماني

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *