arablog.org

مجتمع في ورق تواليت

ورق تواليت

قررت ان اكتب عن المجتمع هذه المرة من بيت الخلاء من حيث يستحق  اكتب له حقيقته التي يتوارى عنها حقيقته التي تحبس انفاسه و تزيد غضبه اذا ما تجرا احد ليخبره عنها قررت ان اكتب عنه ليس انتقاما و انما شفقة مني عليه فانا بدوري كعضو في هذا المجتمع المهتريء اريده ان يزدهر من جديد اكتب عنه من بيت الخلاء لكي انطلق من نفس مكانه بالظبط فلا يعقل  ان اكتب عن الصينيين انطلاقا من كينيا او ان اكتب عن الاوروبيين انطلاقا من كوريا الشمالية يجب دائما ان نكتب عن مجتمع ما و نحن في قلبه نحاوره و يحاورنا و ليس هناك مكان افضل من الكتابة عن مجتمعي سوى بيت الخلاء

في مجتمع الذي ينظر لاعضائه بنظره ازدراء هناك بنود عريضة لا يجوز لاحد الحديث عنها في اعلى هذه البنود ياتي المجتمع في حد ذاته حيث لا يحق لاحد نقد هذا المجتمع في اي شيء على كل الاعضاء في هذا المجتمع ان يتفقوا على ان مجتمعهم هو احسن مجتمع في العالم و هم يعلمون انهم ليسوا كذلك و لكن لكي يرضوا الضمير الجمعي فيهم يقولون هذا كذبا و بهتانا على انفسهم و لا يسمح لك هذا المجتمع الميت ان توقظه من كابوسه الجميل و تضفي نوعا من الاحلام الوردية و احلام اليقظة على الكوما الغيبية التي يعيش فيها فهذا المجتمع مزال يقنع نفسه ان سبب تخلفه هو ذاته سيكون سبابا لنجاته و تقدمه و تطوره

في هذا العفن الاجتماعي الذي نعيش فيه النفاق سيد الموقف و هو سلطان العقليات لا ينفك الفرد ان يحرسك الا و هو الاخر يرفض الحراس تقبع في مخيلته افكارا سوداء عن الاخر يخشى حريته و لكنه يحب ان يكون حرا الحرية بالنسبة لهذا الفرد هي حرية ان يهين الاخر ان يحتقر الاخر ان يقول للاخر بكل غطرسة انت مرفوض في هذا المجتمع و يسلمه اوراقه بكل سهولة ليقول له انصرف بلا رجعة لو تركت هذه الحرية الجماعية باسم الاغلبية الغبية في المجتمع سيرتكب هذا الاخير مجازرا عضيمة باسم الحفاظ على الاخلاق التي لا تمثل له سوى مطية للسيطرة على الاخرين

ثقافة القطيع هي الثقافة السائدة فلا تنظروا لمجتمعي نظرة البشر للبشر بل انظروا اليه نظرة بشر لقطيع الماعز فهو مزال يرفض ان يكون بشرا بالرغم من انه يرى في نفسه كذلك فبالله عليكم هل هو مجتمع  انساني من يخشى الحرية من يكره الاختلاف من يعلف الكراهية و يجتر العنصرية فان كنتم ترونه كذلك فاكيد انكم جزء منه و لا شك انكم تشعرون بالغضب لانكم تتعبون من التفكير لانكم لا تستطعون مواجهة الحقيقة فالحقيقة تتعب و تجرح فتوصيف مجتمع كهذا لا ينتج لا يبدع يرفض المفكرين و يرفض العلم و يستر نفسه تحت عباءات رجال الدين هو مجتمع نكرة لا يمكننا ان نكتب عنه سوى على ورق التواليت

انور رحماني

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *