arablog.org

الحضارة البشرية القادمة

كوكب الارض

قاد الانسان بنفسه من خلال اطماعه و انانيته الى طريق مسدود و بات من الواضح جدا انه يعاني شر ما قدمت يداه من حروب و نزاعات و عدم اكتراث بالحياة البيئية التي حوله و سقط في فخ الدوغمائية البيولوجية و التكبر النوعي على الكائنات الاخرى كما سقط في فخ الاديولوجيات التي قسمت بينه و بين اخوانه من نفس النوع و قسمت بينه و بين الكائنات الاخرى التي تشاركه نفس البنية البيولوجية تقريبا و تقاسمه الحياة بكل شروطها على ظل كوكب واحد

ان هذا الكوكب الذي عان و مزال يعاني من تسلط كائنه الذكي و الذي قاده غروره الى الغباء فراح يدمر نفسه و حضارته رويدا رويدا و جعل هذه اللؤلؤة الزرقاء المتلالئة في هذا الجزء الصغير من الكون تفقد نورها الذي بدا يخفت شيئا فشيئا مودعا احلام منظومة بيئية اخترعت فيها كائنا بشريا لينقلها من الحيوانية الى البشرية ولينقل الحضارة الى كواكب اخرى كنوع من الالقاح و التخصيب التي تسعى من خلاله الطبيعة الى نسخ نفسها على كواكب اخرى لتنقل الحياة اليها و لكن اليوم تجد الطبيعة نفسها ترواح مكانها بسبب خذلان البشر لها بسبب انقسامهم فيما بينهم بحدود وهمية جعلت الانسان يرى دائما لاخيه الانسان و كانه اخر بينما في الحقيقة البشر كل البشر شعب واحد و كل الكائنات الحية هنا على ظهر هذا الكوكب هي من عائلته “نحن ننتمي الى هذا الوطن الازرق و لم نسقط من السماء و ان لم نستطع ان نروض انفسنا على تقبل هذه الحقيقة سوف ننقرض و ندمر الطبيعة التي منحتنا الثقة العمياء في قيادتها ”

كل الكلمات تبدو بكماء عن وصف حالة الانتكاسة التي تعرفها البشرية و كل الاذان تبدو صماء اذا ما حاولنا لفت انتباه الانسان الى انتكاسته المخزية فبعد الاف السنين من الحضارة و التطور العلمي و التكنولوجي و المعرفي مزال الانسان يقتل اخوه الانسان لاتفه الاسباب منها القومية و اللغوية و الدينية و الاديولوجية و الاقتصادية و الاجتماعية و العنصرية حيث لم يعد للانسان خاطر في ان يعيش في اطار التنوع و في ايطار الاختلاف فافق البشر بات ضيقا لا ينتضر منه سوى المزيد من الطمع على حساب اخوانه البشر و الكائنات الحية الاخرى

و لكن مع حجم التهديدات المتنوعة التي تحوم حوله سيجد الانسان نفسه مضطرا لاقامة نوع جديد من الحضارة او الانقراض بسهولة و من هذه التهديدات التي تحوم حوله يمكننا ان نعدد الاخطار الذاتية كالافكار الدوغمائية و الاديولوجيات الاقصائية و الديانات العنفية و العنف البشري و كذلك الحروب و النزاعات و الاسلحة النووية و الانفجار السكاني و عوامل اخرى خارجية تتمثل في التلوث البيئي و الاحتباس الحراري و ذوبان القطبين و اضمحلال القدرات الطاقوية و الغذائية للارض و استنزاف غباتها و ثرواتها كل هذه هي عوامل تنم عن سوء تسيير للبشر عبر عصور لانفسهم و تقدم لنا استنتاجا واضحا ان الانسان لن يواصل ولن يستمر في اطار نفس النضام و في ايطار تعدد الحضارات و ستهب المجتمعات نحو تشكيل الحضارة الجديدة التي تكون جامعة لا مفرقة هادفة لتخصيب الكواكب الاخرى لا لتدمير ما تبقى من هذا الكوكب حضارة تتسع نحو الفضاء و ليس حضارة الصراع الذاتي البشري كما هو الحال اليوم

ستكون الحضارة البشرية الموحدة الحل للبشرية للخلاص حيث ستضمن الحكومة العالمية في دستور عالمي الحريات الفردية بكامل اشكالها و برلمان كبير يسريها بطريقة تقنوقراطية و جينوقراطية حيث يعطى للطبيعة مكانتها و تشجيع الفكر و الفن و العلم و تركيز الجهود على تطوير البنية الفزيولوجية للانسان و النفسية  و كل البحوث البيولوجية و على راسها الاستنساخ كذلك و على تطوير الحقل العلمي و التسريع في ابحاث الفضاء لنقل الحياة للكواكب المجاورة و الاخرى عن طريق استصلاحها لان الارض الحالية لن تكفي كل البشر في المستقبل كما ان تهديد بقاء الحياة على الارض محتمل جدا فعلى الانسان ان يسعى دائما لبقاء نوعه و هذا لن يكون الا بالتوسع في الفضاء الخارجي و مع الوقت ستتمكن اته الحضارة حتى من التوسع خارج مجالنا الشمسي او المجري و ايجاد حلول  تقنية اذا ما تعرضت شمسنا يوما ما الى الافول كما ستوفر الجكومة العالمية اموال الحروب من اجل تطوير السفر عبر الفضاء و الزمن حسب النظريات الفيزيائية المتوفرة اليوم و سيكون حينا احتمال الاتصال بالحضارات المماثلة في الفضاء الخارجي كبيرة جدا

لا خيار اليوم للانسان اما التوحد البشري و اما الانقراض لن يعيش الاقوى على حساب الضعيف بعد الان ان واصل الانسان سعيه الاناني في تدمير الارض ستلفضه هذه الاخيرة منها لتحافظ على ما تبقى منها او سينقرض هو و كل البيئة الحية الموجودة على الارض و لن يكون هناك الوقت الكافي لاستدراك ما فات

انور رحماني

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *