arablog.org

الجزائر : دور الائمة في تجهيل الشعب

ائمة الجزائر

يولد الناس احرارا في تفكيرهم فيتعلمون من المجتمع الحاضن لهم مجموعة افكار و لغات و دين و تقاليد و عدات فتبقى رسيخة الفكر و الوجدان الا في عقول اؤلائك الفضوليون الذين يعشقون المعرفة فيؤخذهم عشقهم نحو تحرير الفكر من تلك القيود التي يضعها المجتمع عليهم و ينزعون حجاب القداسة عن الموروثات الاجتماعية و الدينية و السياسية فيكتشفون نور الحرية فيحاولون جاهدا السطوع بها لباقي افراد المجتمع لتنويرهم و تحريرهم و جعلهم فاعلين و اخراجهم من وحل الوهم و بطش الجهل المقدس

الا ان هاؤلاء المفكرين يواجهون في مسعاهم حراس المقدس حراس الكتب هم اؤلائك الكهنة و اتباعهم الذين لا يريدون للمجتمع ان يتحرر من القداسة و بطشها لتبقى تجارتهم نشطة فكيف يقتات رجال الدين بلا قداسة على تلك الموروثات فهم يبيعون الجنة كما يشاؤون و لمن يشاؤون و بالمقابل لهم اجورا على ذلك فيصنعون لانفسهم جنات في الارض على حساب الحقيقية و المعرفة الحقيقية و الفكر الحر الذي تبقى اساسياته بعيدة كل البعد عن المجتمع بسبب هاؤلاء فيقومون بتحريض العامة من الناس و يستعملون في مساعهم ايهامهم بالترغيب و الترهيب فيستخدمون الناس كلعبة الشطرنج و يحركونه من اجل اخماد فتيل الحرية الفكرية التي يحاول المفكرون صناعتها و لهم في ذلك التكفير و التدمير و القتل و التفجير و كذلك سلاح الفتوى الذي يحصد كل يوم الابرياء

ان الائمة لا يكترثون للخير و الشر و لا لحقوق الانسان و ليسو باكملهم مؤمنين حقيقة بما يدفعون الشعب للايمان به بل هم تجار و موضفون مهمتهم الاساسية تخدير الشعب بالعاطفة الدينية و منعه من التطور و بلوغ امجاده المعرفية ويتركونه حبيس النظرة الثيوقراطية للاشياء و لتجدن اكثرهم يستغلون الدين ابشع استغلال و تلك الصورة النمطية التي يعطيها المجتمع لرجل الدين كانسان تقي و طيب ليكونو ثروات مالية و لاكتساب مكانة اجتماعية بخداع عقول الناس فكم اكثرهم منافقين و يحتالون على الناس و ينصبون انفسهم حراسا على النوايا و على العقول و على الضمائر فلا يدعون مجالا لاي فرد في المجتمع في ان يزاحمهم في تفسير و شرح الدين الذي جعلوه مطية لهم لتحقيق اطماعهم الدنيوية و جعل انفسهم سفراءا للالهة على الارض فيبطشون باسمها و يسرقون باسمها و يكذون باسمها و يجعلون المجتمع باكلمه عبيدا لهم يخضعونهم الدين نفسه فيصبح الدين مجرد صوت يجلد به المجتمع ليكون خاضعا اكثر للمعبد و لكهنة المعبد

يعمل رجال الدين الكهنة على حبس الفكر في الدين فيجعلوها محسورا بين الحلال و الحرام و يعطيه اجوبة مبدئية غير قابلة للتجريب و غير قابلة للتحقيق و غير قابلة للنقد بل دراستها من حيث هي تبدو صحيحة و من حيث انها لا تحتمل الخطء و تربط بها جميع انواع الدراسات و الحقائق و يخيل من بعد ذلك للجميع انها الحقيقة المطلقة فيبدو الكون صغيرا جدا و الحياة منعدمة المعنى و يبقى دور المفكر المحسور في الدين في طريقة وصوله هو اتباعه الى الجنة بعد الموت فتخدر جميع القطاعات و يدمر الابداع فيصبح التفكير مجرد فعل ثانوي ياتي لتحقيق الدين اكثر ولاكسابه المزيد من المشروعية في التضيق خارجه فيغدو المجتمع من خلال هذا الانطواء و الانغلاق و الانزواء الفكري مجتمعا متخلفا و غير قابل للتقدم و يصبح التفكير خارج ايطار الدين كفرا فيهدد المفكرين في حياتهم و في افكارهم باسم الدين و باسم المقدس

ان دور الائمة ليس اصلاحيا البتة بل دورهم كدور كل رجال الدين عبر التاريخ هو دور تشريفي اولا و تضليلي ثانيا يختبيء تحت جلالبيبهم التخلف و الدمار للمجتمع فهم يعملون على حراسة “المقدس” و ربطه بكل المجالات من اجل زيادة نفوذهم و سلطتهم و هم يرفضون ان يكونو مواطنين و افراد عاديين في المجتمع فمع الوقت يتقمصون شخصية الالهة التي يعبدونها او انبيائها و يضنون انفسهم صور بشرية عن تلك الالهة و صورة حاضرة عن تلك الانبياء فياذنون لانفسهم بالقيام بكل ما تقتضيه الحاجة لبقائهم اكثر و ليحتفظو بمكانتهم الاجتماعية المرموقة لمدة اطول وللابد و لفعل هذا لا يمكنهم سوى حبس الفكر في القوقعة الدينية

انور رحماني

  2 comments for “الجزائر : دور الائمة في تجهيل الشعب

  1. محمد سنوسي - الجزائر
    12 أبريل,2015 at 3:57 ص

    جميل ما تكتبه صديقي! لكن هل تعلم ان كل كلمة يقرؤها مسلم من مدونتك يزداد ايمانه بمعتقده؟ كل فكرة تطرحها تتناقض مع ما يزعم انه الحق، تزيده الثقة بالنفس على انه في سراط مستقيم و نور الرحمان يحيط به، اه لو تعلم كم يتمنى لك الهداية و كم يظن انك في ضلال بعيد.
    هل سيغير مقالك عن وعاظ السلاطين شيء على ارض الواقع؟ نعم ! لكنه ليس تغيير ايجابي كما تعتقد صديقي المدون:
    سيزداد المؤمن ايمانا بمعتقده و تعصبا لدينه و كرها لكاتب الكلمات، و ستفرج كربة ملحد انعزالي كان يعتقد انه الوحيد من نوعه في مجتمعه. هذا هو التغيير لا اقل ولا اكثر. بكلمات اخرى، انت تنفر المتدينين و تستقطب امثالك. ام انني لست على صواب؟!
    لكن، ماذا عن جعل ذلك المؤمن يتقبل افكارك و يسايرك بما تزعم؟ ماذا عن جعل عقله متفتح على عالم لم يكتشفه من قبل؟ كيف تجعل عقله يلين حتى يرى الامور من منظورك؟ كيف تبدد جدار حماية من الافكار تراكمت على مدى عقود؟
    هنا صديقي ادعوك لمزيد من القراءة حول فن الاغراء للكاتب روبرت غرين.

  2. جزائري
    28 أكتوبر,2016 at 4:32 م

    شكرا على المقالة
    احد الادلة التي يطرحها المسلمون انه من الغباء عبادة الاصنام و انه العاقل لا يقلد اباءه لانه لكل مقام مقال و انه من الواجب استخدام العقل و عبادة الله الواحد. في رايي انهم مازالو يعبدون الاصنام و ماهو الا صنم اكبر اسموه الكعبة
    الم يعلمو ان القبلة تغيرت و كانت بيت المقدس و الم يعلمو ان الكعبة هدمت عدة مرات بعد الرسول
    الم يقتلو العلماء و اتهموهم بالسحر والزندقة و حرقو مكتبة الاسكندرية
    تجد المسلمين يطالبون بحقوقهم في اوروبا و امريكا و تجدهم يقتلون المسحين و اليهود في بلدانهم
    اصبحت من الاقليات في بلدي و للاسف سوف اقتل اذا تكلمت
    ارجو من من يقرا هاذا التعليق مهما كانت ديانته او افكاره ان يفكر في حقوق الاقليات و حقوق الانسان و اتمنى لو يستطيع احد نصحي بالحل و شكرا

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *