arablog.org

حرية اللباس في الجزائر

 

المراة الجزائرية

و يبقى اللباس احدى اقوى الاداوات التعبيرية عن شخصية الانسان و عن مكبوتاته و جوارحه و مشاعره و احاسيسه و  اللباس يساعد الانسان على تفريغ غضبه او نزواته و التعبير عما يريده او لايريده و عما يختلجه من شعور ولا شعور و بالتاكيد ان الانسان الذي يلبس بحريته ما يريد يكون اقل اضظرابا من الشخص الذي يشعر بقوة قاهرة تفرض عليه ما يلبس و بالتاكيد ان الانسان الذي يلبس اللباس الذي يريده صباحا قبل ذهابه الى العمل يكون اكثر انتاجية لانه يكون اكثر تقبلا لنفسه من شخص يفرض عليه نمط معين من اللباس قيكون اقل انتاجية من الاول لانه يكون في حالة ضغط متواصل حيث ان اللباس المفروض لا يساعد نفسيته و يزيد من الكبت عنده و يجعله يعيش في انغلاق تام و بالتالي يصعب عليه حتى التعامل مع الاخرين فهو يضن ان الاخر يرى فيه ما يرى هو في نفسه  فان كان هو منزعج من لباسه فسيرى الاخر منزعجا منه بالضرورة و هكذا سيتعقد و يفقد ثقته في نفسه و في الاخرين

و اللباس كذلك هو احد وسائل التمويه و التغطية فاحيانا الانسان يريد ان يغطي على جانب بسيكولوجي او فيزيولوجي في ذاته فيستعمل اللباس و الالوان و الاشكال و تلك الحاجة الماسة في الانسان في التجديد و الابداع بما يعبر و يساعد اكثر الانسان على تقمص ما يرد من خلال لباسه و التعبير ايضا على الفصول الاربعة و كذلك اختراع ملابس تلائم ظروف بيئية معينة اخرجت الى العالم فنانين في تصميم الملابس و اخرون في تنسيقها و تطور اللباس مع الزمن لقبه الانسان الحديث بالموضة و التي هي في الحقيقة اصطلاح يعنى به ذلك التطور الذي يكون حسب الحاجيات الداخلية و الذاتية التي تؤثر فيها العوامل النفسية و الجسدية و الاحتياجات الخارجية البيئية و الاخرى ذات العلاقة بالمحيط الاجتماعي

و منذ القديم بقيت النظرة العامة في المجتمعات لحرية الباس و الجدل القائم حولها نظرة ذكورية فقط تتمركز باغلبها حول المراة باعتبارها “اداة جنسية” بنظرة الرجل منذ القديم الذي كان يمتلك القوة الفيزيولوجية التي جعلته يقهر المراة و يضعها تحت سلطته و قهره و بقي هذا المفهوم المتوارث حبيس الاذهان في العديد من المجتمعات الى يومنا هذا خصوصا مع تكريس الديانات له فاصبح قهر المراة و الحد من حريتها حتى في اللباس بالامر المقدس الذي يصعب تحطيمه في المجتمعات الدينية المغلقة و  بالرغم من ان صانعات اللباس منذ القديم كن نساءا الا انهن كن يصنعن الملابس بما يرتضيه الرجل الذي كان ينصب نفسه حارسا و وصيا على افراد المجتمع بما يحفظ قدرته على قيادته من جهة و بما يحفظ صورة الرجل القوي النمطية فكان  يحدد حتى ما يجب ان يلبسه الرجل ايضا و مزالت هذه العقلية تنتقل من جيل الى اخر الى يومنا هذا للاسف

و ان المجتمع الجزائري منذ القديم عرف تنوعا في اللباس و ما يعرف اليوم بالزي التقليدي و مع انفصال الجزائر عن فرنسا ورث المجتمع الجزائري زيادة على لباسه التقليدي اللباس الاوروبي و بقي هذا التنوع يشغل مساحة كبيرة من عالم اللباس في الجزائر الى يومنا هذا و بقي اللباس الديني لباسا اجتماعيا لم يؤخذ تلك الصبغة الدينية الا مع تصاعد الحركات المتطرفة بين نهاية الثمانينات و بداية التسعينات التي كانت تجبر النساء في المداشر و القرى و بعض المدن على ارتدائه او ذبحهن كما حدث للكثيرات في العشرية السوداء فاللباس الديني لم يكن ابدا ذلك اللباس المقدس في الجزائر فاغلبية النساء اللائي يرتدين “الحجاب” يرتدينه بدافع اجتماعي او انجذابا او اعجابا بشكله من باب تعدد الاذواق و ذلك لان اللباس الديني او حجاب المراة اصطدم مع اللباس التقليدي فالمراة الجزائرية لها لباسها التقليدي المعروف و الذي حافظت عليه الى يومنا هذا ففي منطقة القبائل مثلا النساء لهن لباس خاص بدون غطاء الراس و كذلك في العديد من المناطق في الجزائر لذلك الحجاب بقي محصورا بين المد و الجزر و بين الموضة و التطرف و لكن يبقى الحجاب حرية شخصية لمن ارادت ارتدائه و لها الحرية ايضا في خلعه متى شاءت حيث مع اعطائك حق فعل ما لديك ايضا الحق في رفض الفعل و كذلك لك الحق في التنازل عن فعله بعد مدة من فعله ان كان هذا الفعل شخصي و مرتبط بالفرد في المجتمع

لا يحق لاي فرد في المجتمع مهما كان منصبه ان يتدخل في حرية اللباس لدى الافراد و لو كان وراء تدخله نية او نزعة دينية ما فمن حق كل فرد ان يعبر عن ارادته في كل الميادين مهما كان جنسه او فكره او دينيه او لغته من حق كل فرد ان يلبس ما يراه مناسبا لشخصيته فمن حق المراة ان تلبس ما شاءت و من حق الرجل ان يلبس ما شاء حيث ان حرية اللباس مهمة جدا في صناعة الفرد و شخصيته و هي اول القرارات التي يتخذها الفرد بمسؤولية و ان تقييدها لهو عنف و “ديكتاتورية اجتماعية” يجب ان تقهر فحرية اللباس بالتاكيد هي جزء من الحرية الفردية و الشخصية ولا يحق لاي شخص ان يحدد لباس الاخر بل عليه ان يهتم بلباسه هو كشخص و فقط دون ان يحاول فرض رايه او وجهة نظره او ذوقه في اللباس على الاخرين

انور رحماني

 

  2 comments for “حرية اللباس في الجزائر

  1. 21 مارس,2015 at 10:43 م

    افكار رائعة جدا انت مبدع يا انور واصل

  2. 7 يناير,2019 at 8:34 ص

    افكارك رديئة وتدعوا لنشر فساد اتقي الله

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *