arablog.org

قداسة الكتب ام قداسة الحياة

 

القداسة

ان الكتب مهما كانت مقدسة فهي مجرد حبر على ورق مهما كانت نوعيته و مهما كان شكل الخط جميلا و مهما كانت الافكار التي تحملها تبقى الكتب كتبا فقط لا يمكننا ان نقارنها بالانسان فالكثير من الناس يضنون ان الكتب المقدسة دينيا هي كتب منزهة او كتب فوق حقوق الانسان و يحيطونها بهالة من الخشية و الخوف و يعملون على حراستها و كانها كائنات حية يخشى عليها من الموت فيقتلون لاجلها و يدمرون لاجلها و يتعصبون لاجلها بينما هي لا تفعل شيئا لاجلهم

ان قتل انسان او قمعه باي شكل من الاشكال من اجل كتاب معين مهما كانت قداسته  اشبه بقتل حي من اجل ميت فالورق لا يشعر لا احساس له ولا اعصاب للالم فكل ما تحتويه الكتب عادة هي لغة و مهما كانت منمقة او محسنة تبقى لغة للتخاطب فقط و مهما كانت نسبة الصواب من الافكار التي تحملها تلك الكتب لا يمكننا باي شكل من الاشكال ان نعتبرها افضل من الانسان فهذا الاخير يشعر و له احساس و له اعصاب للالم و مهما كانت ردة فعله تجاه كتاب في ذات الكتاب تبقى ردة فعل بشرية لا يجوز حرمانه منها بالرغم من اني ضد اهانة المقدسات و لكن مهما كان حجم ذلك التعبير النفسي الذي يعتبره البعض “اهانة ” يبقى الحوار الاداة الوحيدة للاقناع و لا يجوز ابدا اهانة انسان لانه اهان كتاب فللكتاب مطابع تنتجه فان ضاع كتاب فتلك نسخ منه تعوضه اما الانسان ان زهقت حياته فلا نسخة منه ولا تعويض

و اذا احتكمنا دائما الى كلمة ” اهانة ” فنحن هنا سنغرق في الاصطلاحات المختلفة لذات الكلمة فالمصطلح ما يصطلح عليه المجتمع و افراده فيبقى لكل مجتمع تعريفه الخاص لكل كلمة فكلمة ” اهانة ” هي كلمة واسعة و كل فرد في ذات المجتمع كيف يشرحها و ما يعتبر منها فهناك مثلا من يعتبر اهانة كتاب مقدس تعني ” حرقه ” او ” رميه ” او تصويره في وضعيات غير اخلاقية و هناك من يرى مجرد نقد الكتاب و افكاره اهانه و هناك من يرى ان “مجرد لمس الكتاب من غير المؤمنين به” او ” غير المطهرين” اهانة اذن لا يوجد تعريف واضح للاهانة مما يفتح المجال لاي شخص ان يحدد مفهومها حسب ضنه مما يشكل تهديد للمفكرين و الفلاسفة و كذا المواطنين العاديين الذين يشكون في صحة “دين” ما او “مقدس” ما مما يغذي الارهاب و التطرف و يزيد الصراعات المذهبية مما يهدد سلامة الافراد في المجتمع و سلامة عقلهم الاجتماعي و مما يزمت العقد الاجتماعي و يجعله متطرفا

لذا فمن الواجب في اي مجتمع يسعى للتقدم العقلي و الفكري ان ينزع هالة القداسة عن الكتب و ان يسع مجهر النقد  فيه كل الكتب و الافكار فكل فكرة مهما كانت مقدسة عند مجتمع ما يجب ان تكون محل دراسة جدية و موضوعية و يجب مصارحة المجتمع بنتائج الدراسة و لو لن ترضيه  و ان اي تعبير كان من اي انسان حول فكرة معينة دون مساس بحياة و سلامة الاخرين فهو امر يجب ان يكون مفتوحا على ابواب الحوار لا على ابواب العقاب فلا يعقل ان يعاقب الانسان لرفضه كتاب او افكاره و عبر عن هذا الرفض و الكتب لا شحصية له الكتاب لغة و اوراق فقط

انور رحماني

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *