يعرف الشارع الجزائري حراك غير مسبوق و الاكبر منذ ثلاثين سنة و ذلك ضد استخراج الغاز الصخري الذي يعتبره العديد من الجزائريين انه مضر بالبيئة و قد يسبب مشاكلا جسيمة على صحة المواطن مع اسرار الحكومة على استغلاله و هذا و قد عبرت العديد من عمليات المسح الجيولوجي بالاقمار الصناعية ان الجزائر تحتوي على مقدرات هائلة من هذا الاخير حيث تعتبر الجزائر في المرتبة الثالثة عالميا من حيث حجم المخزون لهذا النوع من الغاز
و تحاول الجزائر ايجاد طاقات بديلة للبترول و الغاز التقليديين خصوصا بعد بداية نفاذ مخزوناتها من هذين العنصرين مع الطلب الداخلي و الخارجي المتزايد
وهذا ويؤكد الخبير في الطاقة والبيئة عبد المجيد عطار عبر الاذاعة الجزائرية على أن إنتاج الغاز الصخري يتطلب استثمارات كبيرة وتكنولوجيا متطورة وإقامة شراكة مع الشركات الأجنبية التي تتحكم في تقنيات إنتاج هذا النوع من الغاز وهو أمر مهم ولكنه يعتمد بالدرجة الأولى على تخفيف الجباية النفطية لتشجيع الاستثمار في الجزائر وإن لم يتم تخفيفها –كما يقول – “فلن يكون هناك من يهتم بالاستثمار في بلادنا وحتى شركة سوناطراك في حد ذاتها لا تستطيع القيام باستغلال الغاز الصخري على اعتبار انه ليست هناك أي فائدة ستجنيها لأنها ستخسر أكثر ما ستربح في إنتاج غاز يكلفها أكثر من الغاز الطبيعي الذي تنتجه حاليا” .
و تشهد ولايات الجنوب مظاهرات واسعة النطاق تطورت اليوم 28 فيفري الى العنف حيث حاصر مجموعة من الشاباب من ولاية عين صالح احد مقات الشركات المستثمرة في الغاز الصخري و حاسروها مما استدعى تدخل قوات الدرك الوطني
كما تجمعت العديد من اقطاب و قيادات الاحزاب الجزائرية المعارضة ما عدا حزب العمال يوم 24 فيفري في مظاهرة و مسيرة في العاصمة اوقفتها قوات الامن و منعتها من المواصلة
ترجع الحكومة الجزائرية اسباب الحراك الى ايادي اجنبية لا تريد للجزائر ان تكمل مسيرتها الاقتصادية و انها تريد افشال مشروع الغاز الصخري و يقول ان البحث و التنقيب ليس سوى في مرحلته التجريبية الدراسية و ان الغاز الصخري لن يستخرج في القريب العاجل بينما تسر المعارضة على ان الغاز الصخري ليس الحل و على الجزائر الاستثمار في قطاعات السياحة و الزراعة و الصناعة بدل الاتكال على ريع المحروقات
يبدو الكل في الجزائر مسرا على رايه غير ابها بمصلحة البلاد العليا خصوصا مع التهديد الخارجي و تجمع ارهابيي داعش على الحدود الجزائرية في ليبيا و كدلك في مالي