arablog.org

السياسة و الانترنيت ( السياسات الخارجية و الداخلية للدول زمن الرقمنة )

انترنيت

لقد دخلت الانترنيت بيت السياسة من بابه الواسع، و اصبحت ضيفا مؤثرا في قراراتها خصوصا مع تطور وسائل الاعلام الحديثة ووسائل الاتصال و البرمجات و التطبيقات التي جعلت من العالم حيا صغيرا ، تجمع بين افراده كبسة زر، حيث اصبحت تلعب الانترنيت دورا مهما في صناعة القرارات في دواليب الحكم ، في كل بلدان العالم و سياساتها الداخلية و الخارجية، و لكن هذا التاثير قد اخذ تطورات لبلوغه حالته القوية اليوم، و كذلك يختلف مدى تاثر سياسات الدول بحجم استخدام هذه التقنية في بلدانها .

لاغلبية الشخصيات السياسية حول العالم اليوم حسابات الكترونية، و كذلك  حسابات عبر وسائل التواصل الاجتماعي كالفايسبوك و التويتر  للتواصل مع افراد الشعب، بعد ان تاكدو من فاعلية هذه الوسائل في التاثير على الراي العام في القاعدة الشعب.

تمر الدول عادة لتصل لهذا التاثر بمراحل تطورية لتصل لذروة هذه العلاقة التي تصبو في بعض الاحيان الى تزاوج

مرحلة التجاهل :  تكون في هذه المرحلة النخب السياسية في الدول غير ابهة بالانترنيت و تاثيرها على شعوبها، فهي تحسبها تطورا عاديا في منظومة الاتصال لا غير ، فتحاول بطريقة ما تقزيم اهميتها فهي تتجاهل دورها ،فتكون هذه الفترة بمثابة تحضير للقاعدة المدنية لتقبل سلطة جديدة الكترونية تاثر في وعيها  العام ، مما يؤثر بشكل غير مباشر في السياسات الداخلية للدول

مرحلة التنبه : بعد ان تستطيع وسائل التواصل الاجتماعي من احداث تغييرات اجتماعية مؤثرة على التوجهات السياسية للدول، فتتنبه النخبة السياسية لهذا الدور، فتخطط لمجموعة من التدابير منها مراقبة الانترنيت و تكنولوجيات الاتصال، و اقامة دراسات حول اثر هذه التكنولوجيات و كيفية التعامل معها

مرحلة المواجهة : تزيد الانترنيت من حجم تاثيرها على المشهد العام مع زيادة المنتسبين لفضائها و المتصلين على شبكتها فتجد الحكومات صعوبات في تمرير رسائلها مع وجود عادة رسائل مضادة لسياستها عبر الانترنيت مما يخلق مناخ من عدم توازن ،مما يصنع فجوة بين حكومة تقليدية و مناضلين جدد عبر وسائل التواصل الاجتماعي ، تصل افكارهم بسرعة لافراد الشعب ، فلا تجد النخبة السياسية حلا سوى بقمع هذه الوسائل و وضع عراقيل في مدى تداولها اجتماعيا

مرحلة الانصياع : تصل فيه السلطة السياسية في الدول الى قناعة شبه مطلقة على استاحلة التحكم بوسائل التواصل الاجتماعي و التطبيقات المساعدة لانتشار المعلومة،  فتحاول ترويضها لمصلحتها فتقوم هي بدورها بفتح حسابات عليها مخاطبة القاعدة الشعبية من خلالها ،و تحاول اقامة حكومات الكترونية و مواقع الكترونية مشابهة لتجذب اكبر عدد ممكن من المتصلين و التاثير عليهم من خلالها ثم تنصاع تدريجيا للمعارضة الالكترونية او لاعتراف ضمني بوجودها و فاعليتها على ارض الميدان .

و هكذا تتاثر السياسات الداخلية و الخارجية للدول بالانترنيت زمن الرقمنة سلبا او اجابا، فتتغير مواقفها حسب موجة المواقف المعبر عنها الكترونيا، حيث اصبحت هذه الوسيلة معيارا لجس نبض الشارع، و تطلعاته و ارائه و استبيانا واضحا لاراء الشعب، حول الاحداث الداخلية و الخارجية فتحاول السلطة خلق توافق بين مواقفها و اراء مواطنيها الكترونيا، حتى تستطيع المواصلة و البقاء في سدة الحكم  سواءا بطريقة ديمقراطية او غير ديمقراطية .

انور رحماني

 

  1 comment for “السياسة و الانترنيت ( السياسات الخارجية و الداخلية للدول زمن الرقمنة )

  1. التوهامي ح
    21 فبراير,2015 at 2:06 م

    تحليل منطقي وجميل لكن لم تتم الاشارة الى الرقابة الالكترونية المفروضة من طرف النظام وعملية الفلترة وكذا التجريم الالكتروني كوسيلة ردع للحكومات مع بعض الاصوات الناشطة والمزعجة في نظر النظام مما يزيد في عملية التقييد والتضييق على حرية التعبير.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *