arablog.org

العنصرية تهدد المجتمع الجزائري

 

ان بناء اي مجتمع حقيقي يتطلب إقامة العدل بين افراده في توزيع الحقوق والواجبات ولا بد له من تجاوز النعرات القومية والدينية من اجل الصالح العام والتفكير ككيان موحد يعطي استقلالية لافراده في اختيار شكل حياتهم ويوفر لهم الحماية بشكل فردي وجماعي وذلك من خلال القانون الذي هو معطى لفائدة تنظيم العلاقات بين الافراد في ذات المجتمع

بذلك لا بد من نجاح اي كتلة اجتماعية من توفر افراد احرار يعملون من اجل الجماعة التي بدورها تحميهم عن طريق قانون عادل و اي اختلال في هاته المعادلة ينتج مناخ لاعدل يسبب العنصرية كنتيجة حتمية و يهدد بزوال المجتمع و تفككه و في الواقع امثلة كثيرة عن ذلك فمن الحروب الاهلية التي شهدتها عدة دول في العالم التي كان سببها المباشر النعرات الطائفية او العنصرية.

حيث قال التاريخ كلمته باسرار ” ان اي مجتمع عنصري يكتب له الاندثار ” فعندما يشعر اي فرد في المجتمع بانه اعلى قيمة من الاخر و يستحق حقوقا اكثر منه او عندما يشعر اي فرد بانه ادنى قيمة من الاخر و انه لا يستحق حقوقا مثله او عندما يشعر  اي فرد بالمهانة او عندما يشعر اي فرد اخر بانه مجبر على اذلال و اهانه الاخر او عندما يستحسن المظلوم اهانة الاخر الاخر او عندما يعشق الظالم اهنانته للاخر فنحن نكون هنا في العنصرية

و تتخذ العنصرية على العموم اشكال عديدة فمنها العنصرية من اجل دافع ديني او قومي او لغوي او عرقي او لمكان الولادة او لمنطقة او اقليم او هوية جندرية او ميول جنسي و كلها تصب في فعل واحد هو الكراهية الغير مبررة اذا لا تبرير لانسان ليكره انسانا اخر لانه مختلف عنه بشكل او باخر

اما في الجزائر فان العنصرية “ماشاءالله” اشكال و الوان و في بعض الاحيان تعتبر فضيلة فاصحاب البشرة السوداء مثلا لا يجدون عنصرية كبيرة من الدولة بالرغم من عدم وجود اي وزير من هاته الفئة و لكن في المجتمع حدث ولا حرج فالمصطلح الغالب على توصيف هاته الفئة هو “كحالش” او ” نيكرو” في غالب الاحيان يعانون بشكل كبير في الحياة العامة و يجتمعون مع بعض لعدم تقبل المجتمع لهم فظاهريا يدعي هذا الاخير تقبله لهم و لكن من الجانب العملي فهم لا يرون في هاته الفئة سوى بمواطنين من الدرجة الثانية

و هناك نوع اخر مستحدث من العنصرية كذلك تجاه “ذوي الاحتياجات الخاصة ” او ” المعوقين” حيث لا يؤخذ هاؤلاء من المساعدات من الدولة سوى ” اربعة الاف دينار” وهو مبلغ لا يكفي غذاء كلب لمدة اسبوع و هنا نتحدث عن البشر فلكم ان تتخيلو حجم معناة هاته الفئة يوميا خصوصا من فئة الامراض العقلية و اللذين يعانون بصمت داخل المستشفيات و في الشوارع ولا احد يتحدث عنهم و بلاقون معاملة سيئة من طرف الجميع و حتى الاطباء

و العنصرية اللغوية بين الامازيغ و الامازيغ المعربين  و بين العرب و كذلك العنصرية الجهوية فكل لولايته و لمن ينتمي لولايته في كل مكان و الواسطة على اساس الجهة او الولاية التي ينتمي اليها الفرد واردة جدا وعلى اساسها يتم التوظيف او القبول في المدارس و الجامعات الكبرى

و كذلك العنصرية الدينية ضد اصحاب الديانات المسيحية و اليهودية و التي لا يرضى المتطرفون بتركهم يزاولون شعائرهم براحتهم كما كذلك الملحدون او اللادينيون اللذين يجبرون في الكثير من الاحيان على التخفي

و العنصرية احيانا تتعدى هذا الى عنصرية تجاه المراة او المثليين ففي غالب الاحيان يرى المجتمع الذكوري في صاحب “الذكورة ” الاكثر هو الجدير بالحقوق و المزايا من اي مواطن اخر

و انواع اخرى من العنصرية التي لا تريد ان تترك مجتمعنا الجزائري و التي يبدو انها اقسمت على البقاء لصيقة به و لكن اليوم بدات تخرج الى العيان كينات و افراد يحاربون العنصرية بكل قواهم و بدا المجتمع يتجاوب معهم لانه بكل بساطة حتى نبني مجتمع متماسك و قوي لبد لكل افراد المجتمع ان يشعرو بالكرامة فيه و ان لا يشعرو بان هناك تمييزا في تقديم الحقوق

انور رحماني

 

  1 comment for “العنصرية تهدد المجتمع الجزائري

  1. كمال الدين أحمد يحي
    12 مايو,2020 at 9:19 ص

    هل توجد العنصرية في ذهنية العربي و المسلم و هل تعتقد أنه لا توجد العنصرية عند السود، العنصرية هي عبارة عن فيروس لا مرئي و مستجد حسب ما نعلمه ونتعلمه من واقعنا المعاش يوميا في كل المجتمعات في أي مكان في العالم…ولكن السؤال الأهم و الأعم من يحارب فيروس العنصرية و كيف يحاربها…؟؟؟
    تعليق من باب الخبرة… 12 سنة في بريطانيا من سنة 2000/2012…؟؟ هذا الكلام عموما أو تقريبا غير موجود في الدول الغربية الآن، ربما أو أكيد كان موجود في سنوات الستينات أو ما قبل ذالك، ولكن يوجد مناضلين ضد العنصرية في كل الأوقات وأقواهم هم المناضلين من نفس العرق المتهم بالعنصرية…؟؟؟ ولكن بربكم نتكلم على غيرنا وننسى أنفسنا…؟ نتكلم باسم الإسلام وكأن الديانات الأخرى تدعوا إلى العنصرية، وهذا غير صحيح للآن ما شهدته بأم عينى نحن عنصريتنا على الغير مترسخة في حقيقتنا مثلا، الزواج المختلط بين ذو البشرى السمراء و البيضاء أو البنية تكاد تكون منعدمة، ويقال بهذه العبارة (( تزوج بكحلوشة أو كحلوش)) ونوع من النشاز أو احتقار، أما إذا تكلمنا عن الزواج بديانات أخرى تستعمل العنصرية بطريقة دينية وكأنها أمر سماوي…؟؟؟ ومثال أخر على حسب هذه الصورة لتي نعلق عليها هي صورة تعبر عن سلوك المرأة المتزوجة، امرأة تحمل طفلها الصغير وجالسة أمام رجل غريب لا تعرفه، لو كانت امرأة مسلمة هل ستتكلم و تبتسم مع رجل لا تعرفه، التقته بصدفة في قطار أو طائرة خلال سفرها، وهل زوجها أو أخوها أو حبيبها المسلم سيقبل بأن تتكلم أو تنظر أو تبتسم مع رجل غريب عنها، حتى واذا كان يبتسم مع طفلها الصغير…؟؟؟ في نهاية البعير ينظر إلى حدبة ظهره قبل أن ينظر إلى حدبة غيره مهما كان ولو كان عدوه…؟؟؟ وكفانا نشر الكراهية على غيرنا بجهل و نحن نعيش بينهم بمآت الألاف أو حتى الملاين كمسلمين و يتحملوننا أكثر مما نتحملهم و هذا هو واقعنا و هذا ما أشهد عليه أمام الله و بالخبرة الطويلة عنصريتنا نبرئها باسم الدين واللغة وكأننا خلقنا كلنا لكي نكون على ملة واحدة و كأننا نحن البواب أو عندنا مفاتيح الأبواب السبعة للجنة والجهنم
    12/05/2020

اترك رداً على كمال الدين أحمد يحي إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *