arablog.org

ان تكون مختلفا في الجزائر …. بقلم انور رحماني

u1

وقفت على شرفة العمارة و انا ضيف عند عائلتي بالجزائر العاصمة مرتديا ملابسي الداخلية  مع الصباح  اردت للهواء ان يلامس اعضائي بعفوية و ان ترى مساماتي الداخلية سيارات الطاكسي بالمدينة بعد سنوات من  التعتيم …. تحت شرفة كان هناك رجل يضرب زوجته بعنفوان كبير لا احد تحرك في الشارع الا امراة كانت امامي في الشرفة المقابلة قالت بصوت كله اشمئزاز ” لا يستحي” و اغلقت باب الشرفة بقوة …. في باديء الامر فرحت بردة فعلها لاني كنت اضنها تتحدث حول ذلك الرجل المجرم الذي يضرب زوجته في الشارع لكن بعد ثواني قليلة خرج رجل يصرخ من نفس الشرفة اضنه زوجها يطلب مني بطريقة فضة “ستر نفسي” ”

هذا المشهد المزري يتكرر في الجزائر مرارا و تكرارا و في كل مكان و في كل الاحوال فالافعال الشريرة تبدو للعامة على انها افعال طبيعية بينما اي فعل يعبر عن حرية فردية يرى فيه على انه فعل شرير ففي الجزائر يمكن لاي عائلة ان تجتمع معا لمشاهدة فيلم رعب بينما ترفض العائلات مشاهدة فيلم حب مع بعض قد يروق لاي اب ان يشاهد مع ابنائه لقطة فيلم حيث تقتل الضحية و تنكل بجثتها بينما يرفض ان يشاهد مع ابنائه قبلة في فيلم

كل شيء جميل يعبر عن الحب يقابله استنكار اجتماعي بليغ بينما اي شيء يعبر عن العنصرية يتلقاه المجتمع بصدر رحب فالعاشقين يتقابلون في السر في الحدائق و في الشواطيء و في المقابر و قد يتعرضون لمضاياقات الشرطة و بعض الاطفال بينما يفتخر اي شاب في ان يدخل في معركة حادة باستخدام الاسلحة البيضاء مع شاب اخر من باب الرجولة و القوة و الشجاعة

تختلط المفاهيم في الجزائر بين الابيض و الاسود لغط كبير شرير انت ان احببت طيب انت ان كرهت

مجرم انت ان كنت  مسيحيا او يهوديا و عبرت عن ذلك

مجرم انت ان كنت ملحدا و عبرت عن ذلك

مجرم انت ان كنت مثليا و امسكت حبيبك من يده في الشارع

مجرمة انت ان قلت رايك بصراحة انك ترفضين تعدد الزوجات

ففي الجزائر ان شاهدت منظر رجل يقبل رجل اخر و هو مشهد نادر فانت اذن سنتضر من الشعب ان يسبهما او يشتمهما على الاقل بينما لاي متطرف دينيا الحق في تكفير اي شخصو تجد العامة تسانده بالرغم من ان مئات الالاف ماتو في الجزائر ذبحا على يد المتطرفين في التسعينات

ان تكون مختلفا في الجزائر يعني انك تستحق العقاب فحتى اغلب القوانين العضوية في هذا البلد لا تعطيك هذا الحق و الذي من المفارقة العجيبة ان الدستور يمنحك اياه و لكن بالرغم من سمو النصوص الدستورية على القوانين العضوية تبقى تلك الاخيرة تفرض اهوائها على الجزائريين

ان تكون مختلفا في الجزائر حتى في اللباس او تسريحة الشعر فانتظر على اقل رد فعل سلبي من المجتمع الذي يدير ظهره لقضاياه الرئيسية و يرمارس العنصريةو ” الحقرة” تجهاه الاقليات و المختلفون

الاختلاف ليس جريمة الانسان مختلف بطبعه الجريمة الحقيقية هي عدم تقبل الاختلاف

  4 comments for “ان تكون مختلفا في الجزائر …. بقلم انور رحماني

  1. 19 أبريل,2015 at 8:38 م

    بالتوفيق لك

  2. 4 يوليو,2016 at 2:18 ص

    مريض روح داوي روحك وتوب لربي قبل ما يخسف بينا الارض على جا لك انت واللي كيفك

  3. 17 أكتوبر,2016 at 7:16 م

    شكرا لك على المقال الرائع اخي الفاضل نحن شباب الجزائر معظمنا نشاركك الرأي و نوافق على كل مواقفك و ارائك السليمة لقد مضى عهد ابا جهل و كلام الكتب الماضي عنها الاف السنوات نحن مع العصرنة و ضد بعض المنافقين الذين يتعصرنون في ما يفيديهم فقط و يريدون ارجاعنا الى الخلف في اشياء اخرى نعم لحقوق الملحدين في الجزائر و نعم للاختلاف غصبا عن اي حاقد كان

  4. 22 مارس,2017 at 11:49 ص

    هذا ليس اختلاف بل هو شذوذ وانحراف وما تدعو اليه ليس حرية بل هو انحلال

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *