arablog.org

انا شارلي و انا محمد

je suis charlie et je suis mohamed

لقد ادت هجمات شارلي ايبدو و ما تبعها من هزات ارتدادية الى زيادة التطرف من الجهتين و زاد الاستقطاب معه ففي فرنسا استغلت بعض الاصوات العنصرية و المتطرفة الاحدات لتروج للعنصرية ضد الجالية المسلمة في فرنسا او ضد المسلمين الفرنسيين و ضد كل ما هو مسلم في بعض الحالات اما في العالم الاسلامي فقد استغل المتطرفون و الراديكاليون الاسلاميون الاحداث لزرع البلبلة و الافكار التخريبية اوساط الشباب في عملية ركوب امواج الاحداث و نقلها الى الصراع السياسي في اوطانهم

ان المتمعن في رسومات شارلي ايبدو بدون حساسية يفهم من الوهلة الاولى ان اسلوب السخرية الذي تعتمده المجلة لا يمثل خطرا على الاطلاق بل بالعكس يقتل التطرف و الدوغمائية و يقدم نقدا باسلوب مضحك لكل السياسات و الاديولوجيات و الديانات مما يعطيها نكهة جديدة و يخرجها من حالة الجدية المغلقة و المطلقة و الانغلاق و التقوقع على الذات و المتمعن ايضا في الرسم الكاريكاتوري الاخير الذي اعتبرته الكثير من الاصوات مسيئا لنبي الاسلام فانه يصور نبي الاسلام في مشهد انساني حزين على ما وقع في احداث الجريمة الشنعاء على المجلة

و من ثم لا يمكن ابدا ان يرسم نبي الاسلام على حقيقته في اي رسم كاريكاتوري لانه كشخص لا يمتلك احد صورة عنه و تبقى كلها رسومات خيالية و لكن اعطاء الامور اكثر من حجمها من كرف بعض المتدينين المسلمين يعطي للصور مصداقية و اعلانا اعلاميا مما يكسبها الشهرة

انا شارلي و انا محمد لان شارلي الاسبوعية لم تقم الا بعمل فني كاريكاتوري بغية نشر الضحك و السعادة و محمد في سيرته نرى انه كان رحيما و يقبل الراي الاخر و الدين الاخر فكما يعلم جمهور المسلمين انه كان لنبي الاسلام محمد جار يهودي كان يضع له الاذى امام بيته و كان نبي الاسلام دائما يؤخذ الاذى و يضعه بعيدا عن البيت و في مرة مرض جاره اليهودي فزاره محمد فهل يعقل اليوم ان محمد كان ليغضب بسبب رسم كاريكاتوري انا اقول انه كان ليضحك و ليعطي الجميع درسا في تقبل الراي الاخر و حرية التعبير كما عودنا في سيرته ولا يقبل ابدا ان يحمل سلاح في وجه قلم فهاته اكبر اهانة للاسلام

شارلي و محمد هما ضحيتين للتطرف المتزايد ضحيتي التزمت و الارهاب ضحيتي بشر لم تصبح قلوبهم تفهم المزاح ولا الضحك فهم لا يعرفون سوى لغة العنف

كل سنة و العالم شارلي كل سنة و العالم محمد

انور

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *