arablog.org

مزبلة التاريخ

مزبلة التاريخ

 

البارحة وأنا أغط في نوم عميق قررت أن أركب أول تاكسي الى مزبلة التاريخ لأني وبفضولي الذي يمنع عني الأوكسجين.  أردت أن أعرف سر هذا المكان السحيق من ذاكرة الشعوب وخيال البشرية لقد كان الطريق شاقا ولكنه كان مسليا. لم تكن أشجار الصنوبر تزينه كطرقنا و لكنه طريق anyway

فوجدت بعض الديكتاتوريين يتسارعون للوصول اليه بعضهم على سرعة أحلامي كان أسرع مني والبعض الاخر كان أحيانا خطوتين للامام وخطوة للخلف لقد كان الكل مسرورا وهو يذهب بنفسه للتسليم على جدران هاته المزبلة العتيقة والتي كانت الى حد ما الجزء الأكبر من التاريخ وأحد أكثر أبعاده حيوية.

وجدت في هذه المزبلة كل رجال السياسة المفسدين وديكتاتوريين وجدت من جزوع شعبه ومن أعلن الحروب وجدت من كفر الناس ومن قتلهم وجدت الارهابيين والمتطرفين وجدت من يحتقر المرأة ومن يغتصب الاطفال وجدت كل أولئك اللذين اضطهدو شعوبهم وجدت كل أولئك اللذين ينشرون العنصرية ضد المثليين او اصحاب البشرة السوداء.

مزبلة التاريخ امرأة جميلة شعرها أسود طويل وعيناها حور كبير تحرس المبحرين على شواطيء التاريخ فتصيد ” الحقارين ” لتنقذ المساكين فتبتلعه للأبد في بطن شره للعقاب الأبدي الذي ستدرسه الأجيال المتتابعة و تتذكره.

مزبلة التاريخ ليس سيئة هي مسكينة ابتليت بأسوء البشر فهي بالتالي ليست مسؤولة عن أفعالهم فهي أرض فكرية جميلة تستحق الاحترام والتبجيل.

ما تعلمته من رحلتي هاته بكل صراحة مزبلة التاريخ أجمل من الوافدين اليها.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *