arablog.org

هل ستتجه الجزائر نحو التوريث

سعيد بوتفليقة

 

ان المتتبع لسلوك الرئيس عبد العزيز بوتفليقة يعلم بالتاكيد انه انسان مرواغ و سياسي ماكر و داهية في علم النفس السياسي يعرف جيدا كيف و متى بعطي ضربته القاضية لخصومه و يعرف جيدا باي طريقة يمرر طموحاته و لا يخفي عبد العزيز بوتفليقة حبه الشديد في الحكم و التزامه بالكرسي الرئاسي الذي لم يتركه طيلة ثلاث عهد و هو الان في الرابعة بالرغم من مرضه الا انه لا يزال متشبثا بالحكم فهو الذي غير الدستو من اجل فتح العهد و قدم تنازلات ديمقراطية و اغراءات اقتصادية للشعب اثناء ثورات الربيع العربي جنبته اي ثورة لاسقاطه

لقد احاط عبد العزيز نفسه بحاشية من المقربين فوضع في الاستشارة اخوته و عائلته و نصب في اغلب الوزارات و الحفائب الادارية الاكثر اهمية في الجزائر باشخاص من ولايته تلمسان و من منطقته و اصدقائه و ناس يثق بهم و يضمن ولائهم كما اقترب في بدايات حكمه من رجال الاعمال فضمن مصالحهم و هم بالتالي دعمو اغلب حملاته الانتخابية

و من اكثر المقربين لعبد العزيز بوتفليقة اخوه سعيد  او الدكتور سعيد بوتفليقة و يلقب برجل الظل و هو حسب الممتتبعين للوضع السياسي الجزائري هو الرجل الثاني في قصر الرئاسة و لم يعد اي قرار في الدولة الجزائرية الا بموافقته المبداية و في حالة المرض التي يعاني منها الان رئيس الجمهورية فان سعيد بوتفليقة يلعب الدور الرئاسي في قصر المرادية

لقد بدا الاعلام الجزائري المقرب لعائلة بوتفليقة و الرئاسة الجزائرية على تعويد المشاهد و الجمهور الجزائري على تقبل سعيد بوتفليقة في الواجهة السياسية في البلاد فهو الذي لا يمتلك اي مهمة رسمية فدوره كمستشار رئاسي هو فقط دور رمزي غير مرسم الا انه اصبح يظهر كثيرا على المشهد الاعلامي مصاحبا لاخيه كما بدات بعض وسائل الاعلام الجزائرية كقناة و جريدة النهار على تلميع صورته حيث ظهر اسمه في العديد من قضايا الفساد و تبييض الاموال و الرشوة و قد كشفت احدى القنوات السويسرية على انه يمتلك ارصدة في سويسرا تصل لواحد مليار دولار فجريدة النهار التي اجرت معه حوار حاولت تفنيد الخبر حيث قال انه لا يمتلك ارصدة في الخارج و ان هناك شخصية تستخدم اسمه للتحايل و قد بدا واضحا من الاسلوب التعبيري للمقال على انه كان استقصاءا بالوضع هدفه الدفاع عن هاته الشخصية التي يثال انها تمتلك اسهما كبيرة في هاته الجريدة و في قناتها التلفزيونية و من اهم مموليها

قبل ثورات الربيع العربي كانت نوايا التوريث الهاديء واضحة في قصر المرادية في الجزائر و لكن مع بدايات الثورات العربية التي صاحبتها حالة من الاحتجاجات و المطالب في الجزائر اعنفها كانت “انتفاضة الزيت و السكر” نسف هذا الحلم البوتفليقي و تزعزعت اركانه فاصبح التعامل مع الشعب الجزائري بطريقة حذرة جدا و اصبحت القرارات ترسم بطريقة هادئة جدا من اجل تحقيق التوازن السياسي حتى لا تخلط الاوراق خصوصا بعد مرض الرئيس و نقله الى مستشفي ‘فال دوكراس”  بفرنسا و لكن مع تطور الاحداث في كل من سوريا و العراق و بروز حركات اسلامية ارهابية بتلك المناطق قد قلب ميزان الخوف في الجزائر فالشعب الجزائري يمتلك حساسية بالغة من الحركات الاسلامية المتطرفة حيث عان من تجربة مريرة معها ادت بوفات مئتين و خمسين الف جزائري في العشرية السوداء على يد الذراع المسلح لجبهة الانقاذ الاسلامية و المتعاطفين معها فعاد الحلم الى الوجود فحاول اصحاب هذا الحلم اللعب على الوتر الحساس و تفجير بعض بؤر التوتر كغرداية مثلا و السماح لبعض الشخصيات الاسلامية كحمداش و علي بلحاج بالتحرك بحرية و ممارسة العمل السياسي على الارض و في الميدان و التضييق على الحركات العلمانية كحركة بركات من اجل استخدام الاسلاميين كفزاعة لتخويف الشعب و اطالة امد الخوف خصوصا بعد محاورة ارهابيين سابقين في التعديل الدستوري الاخير و كل هذا من اجل تمرير التوريث بسلام على حساب الارادة الحقيقية للشعب و بدا وضحا هذا ايضا بطرد بلخادم من العمل السياسي بسبب عدم اخفائه نواياه في الحكم بعد بوتفليقة

و يرى الكثير من الخبراء عكس ذلك حيث يرون ان الشخصية التي ستحكم الجزائر ستكون شخصية جديدة او من محيط الرئاسة يكون عملها الحفاظ على المصالح الحيوية للعائلة الحاكمة حاليا  بالتاوازي مع الشخصيات الاكثر نفوذا في اركان الدولة الجزائرية حيث يضن هاؤلاء ان بوتفليقة لن يتجرا على القيام بحركة خطرة كهذه على ماضيه و حضاره و على مستقبل العائلة و البلاد

كما يرى بعض المدافعين عن رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة ان الرجل قدم الكثير للبلاد ولشعبها و انقذها من انياب الاهارب الاسلامي و كل ما يقوم به هو اخلاص و تفان للجزائر هدفه الحفاظ على الجزائر و مصالحها الحيوية فهو المجاهد الذي قدم حياته من اجل الوطن لا يمكنه الا ان ينهي حياته السياسية بحب كبير و احترام للوطن

يبقى السؤال الكبير من سيحكم الجزائر بعد عبد العزيز بوتفليقة من سيختاره الشعب ام دواليب الحكم و هل ستتجه الجزائر للتوريث و تقوم بهاته المغامرة السياسية التي تهدد كيان الدولة الجزائرية و الامن القومي للوطن و الوحدة الترابية خصوصا بعد تنامي الشحن الطائفي في البلاد من ايادي يسمونها اجنبية اسميتها انا ايادي المصالح الشخصية

انور رحماني

 

 

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *