arablog.org

تسونامي الالحاد في العالم العربي

يتزايد عدد الملحدين واللادينيين في العالم العربي بشكل رهيب في الاونة الاخيرة تزامنا مع تزايد التطرف الديني. استقطاب فكري يولد أزمة حقيقية بين العلم والجهل بين الشمعة الفكرية وظلامية الفكر الديني.

شمعة

 

توضيح “يقصد بمصطلح العالم العربي ضمنيا بالمنطقة المتحدثة باللغة العربية التي يجيدها أغلب سكانها كتابة وقراءة وهي مجموعة الدول العضوة في الجامعة العربية ولا تعني هذه الكلمة الأصول العربية للسكان البتة فأغلب سكان هذه الدول من أصول غير عربية (أمازيغية مصرية قبطية نوبية كردية فنينقية عبرية فارسية ولاتنية  تركمانية ) “.

 

لقد عرفت المنطقة العربوفونية في الاونة الأخيرة  عدة تحولات اجتماعية وسياسية مست عدة جوانب فمن الربيع العربي الذي أحرقت وروده الأخضر واليابس إلى موجة التطرف الكبيرة التي أخذت في التنامي الى غاية أن وصلت لحد كبير في  اخر المطاف  بتكوين تنظيمات وجماعات ارهابية مسلحة وصل بها حد التنظيم والتموبل الكبيرين الى إقامة ما يشبه الدول على أجزاء كبيرة من هذه الأوطان ” داعش بسوريا والعراق” تتبنى أفكارا دينية أصولية تكفيرية.

و بسبب غياب تعليم حقيقي في هذه المنطقة بناءا على أسس علمية حقيقية بقيت شعوبها في تغييب عن العديد الامور العظيمة والاكتشافات الهائلة في الميادين العلمية والطبيعية و كذلك الميادين الفكرية والفلسفية وذلك حسب رأي تلك الدول في السابق الذي كان يحاول حماية الدين من التلاشي وحماية ما يسمى ضمير المجتمع بسبب اعتبار الدين جزء من هوية الوطن وهذا الاعتبار الكارثي الذي أدى في اخر المطاف الى تنامي ظاهرة العنصرية والتطرف واحتقار العلم الحديث والفكر الحر والعقل المنير.

و مع بروز وسائل التواصل الاجتماعي بات من السهل وصول هذه المعلومات الى عامة الشباب حيث استفاق معظمهم على تلك الأمور التي كان يجهل حقيقتها من قبل والتي بقي مغيبا عنها لمدة طويلة كنظرية التطور والبيغ بانغ اللتان تشرحان الكون والوجود بطريقة جد مختلفة عن الديانات المتواجدة في المنطقة وعلى رأسها الاسلام  فراح هؤلاء الشباب يعبرون عن ارائهم عبر الشبكة العنكبوتية واتجه معضمهم نحو الالحاد أو اللادينية أو اللادراية أو على حد بسيط التدين العاطفي والالحاد الفكري مما زاد من خوف تجار الدين من حراس المعابد وغيرها على خسران عدد كبير من زبائنهم من المؤمنين فزاد التحريض ضد هؤلاء “المتحررين من أغلال الدين” كما يسمون أنفسهم و اللذين معهم نسبة كبيرة من المتعاطفين بسبب الحروب الدينية و الجرائم ضد الانسانية التي تقوم بها الجماعات الاسلامية المتطرفة والأحزاب الاسلامية الراديكالية و الجمعات السلفية والوهابية.

ان العديد من هؤلاء الملحدين في العالم العربي قد ألحدوا ليس لأسباب علمية فقط بل لأسباب انسانية وخيرة حيث يرفضون قتل الاخر تحت أي شعار ولو كان دينيا ويرفضون التشريع الاسلامي الذي يدعو الى بتر الأعضاء وقطع الرؤوس والايادي والرجم والجلد والعنصرية ضد المرأة و اتباع الديانات الأخرى والملحدين والمثليين وأغلب الشباب المغرر بهم في الجماعات المتطرفة الاسلامية يتم استهوائهم بأساليب عاطفية في أغلب الأحيان كحماية الدين من النقد من خروج اتباعه منه  فكلاهما الى حد ما هو نتيجة و رد فعل للاخر الى حد ما غير أن الالحاد لا يقتل ولا يؤذي أي شخص بينما التطرف الديني يفعل ذلك.

بدأ تسونامي الالحاد في العالم العربي مع الطبقات المثقفة والكتاب والشيوعيين  ولكن مع بداية موجة التطرف في الجزائر في نهاية الثمانينات وبداية التسعينات والكم الهائل من الجرائم ضد الجزائريين التي ارتكبتها الجماعات الاسلامية المسلحة في الجزائر ضد الاطفال والنساء والشيوخ أدى في هذا الى ظهور نسبة كبيرة من الملحدين منهم المغني القبائلي الجزائري “معطوب لوناس” الذي مات مقتولا على يدهم الذي لم يكن يترك فرصة الا ليحارب من خلال أغانيه سمومهم الفكرية التطرفية والذي اصبح الان رمزا وطنيا يقدسه و يمجده الجزائريون و خاصة الأمازيغ. وهو نفس الامر الذي يحدث الان في مصر حيث الالحاد في تزايد مستمر في هذا البلد حيث وصل عددهم الى الملايين بسبب التطرف الاعمى الذي كانت تمارسه الجماعات الاسلامية وعلى رأسها الاخوان المسلمين في هذا البلد وكذلك تونس وسوريا والعراق ولا عجب أن الدولة العربية التي تحوي أكبر نسبة للملحدين حسب عدة احصاءات هي السعودية المصدر رقم واحد للتطرف الديني الاسلامي للعالم.

بات جليا الان أن المنطقة العربية تشهد ثورة فكرية وتسونامي الحاد مقترن مع تطور المنظمات الارهابية الاسلامية التي تعيث في الأرض فسادا وتقتل وتهجر الناس بات الالحاد واللادينية أسلوبا تنتهجه شعوب هذه البلدان للدفاع عن أنفسها وللبقاء.

انور رحماني

  11 comments for “تسونامي الالحاد في العالم العربي

  1. الملك أكسل
    13 سبتمبر,2014 at 7:26 م

    شكرا لك على هذه المقالة الرائعة و لابد من أن أضيف بعض النقاط أنه من أسباب الإلحاد هو توفر المعرفة و الأنترنت في هذا العصر فمن السهل متلا أن تبحت الأن بسهولة في الدين و كل أديان العالم و أنت جالس في غرفتك دون أي منع أو تسلط من طرف رجال الدين حراس العقيدة الحمقى الأن يستطيع الإنسان أن يدخل الأنترنت و يقرأ ما يريد و يقرأ كتب الملاحدة و كتب الفكر و الفلسفة و أعتقد متلا لو أنه تم طبع بعض الكتب القوية في الإلحاد متل كتاب و هم الإله و كتاب محنتي مع القرأن لكان الأن سكان شمال أفريقيا والشرق الأوسخ ملاحدة أو لا دينيين بالنسبة لي أنا لاديني و فخور بأني تحررت من خرافات كتيرة كانت تخلق مشاكل في حياتي و شكرا لك

    • طالب علم
      5 أكتوبر,2014 at 9:41 ص

      عفوا مع احترامي لوجهة النظر المعروضة هنا، ما الدليل على صحة هذه الافتراضات؟ فتلك الاستنتاجات في غاية الخطورة ولا يجب تداولها بدون دليل علني ودراسات دقيقة ليس فقط للوقوف على الأسباب، والتي قد تفضل الكاتب بعرض بعضها، ولكن لعلاج هذا ال”التوسنامي” كما اسماه الكاتب.

  2. شكيب
    14 فبراير,2015 at 3:48 م

    إنها بداية نهاية الإسلام هدا الدين السخيف الدي سيطر على النفوس و العقول و زرع الرعب في القلوب إنها نهايته حتما و لينتهي في الجحيم هو و أتباعه

  3. انور منصوري
    24 مارس,2015 at 5:38 م

    اغبى حقيقة هي الالحاد هروب من الواقع و تحرر من القيم الانسانية للتمكن من عيش حياة بهائم

  4. 21 مايو,2015 at 12:47 م

    *ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
    *مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ
    *أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ

    *لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الْخَاسِرُونَ
    *ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اسْتَحَبُّواْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ وَأَنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ
    *إِنَّ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ لاَ يَهْدِيهِمُ اللَّهُ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

    *إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ

    *مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

    خسئتم تبا لكم ولكذبكم أيها الخاسرون

  5. سميرة
    3 يونيو,2016 at 5:01 ص

    تدعون أنكم مثقفون و منطقيون و تتحكمون إلى العقل وانتم لم تقدموا رقما واحد من إحصائيات عددية لذلك الذي تسمونه تسونامي ….

    • Rania
      3 يوليو,2016 at 12:44 ص

      2.1 بليون، و التوقعات تقول سيصبحون 2.2 بليون بحلول 2020 (في العالم و ليس الدول العربية فقط )

  6. لا أدري
    7 نوفمبر,2016 at 6:19 م

    شكرا على هذه الصفحة.
    أريد التعرف على لادينيين جزائريين (ألوهيين , لا أدريين , ملحدين …..)

    • mustafa
      13 أبريل,2017 at 5:19 م

      انا جزائري لا ادري

  7. 14 يونيو,2017 at 1:42 م

    يا صاحب المقال منين جايب هالحكي من @@ امك وين الاثبتات والمصادر يا دجال

  8. هدى
    14 ديسمبر,2017 at 9:05 م

    كلام عاطفي يفقتد لابسط تستليب التوثيق عن اي تطرف اعمى تتحدث !! الحقيقة اتعجب كل العجب من هذا الكلام المرسل فمنذ ما يقارب ٥٠ -٧٠ عاما على الاقل وهذه الجماعات مغيبة في السجون يمارس ضدها اقسى انواع التعذيب واشد انواع التشويه والتلفيق وفي التخير يخرج لنا جاهل يتحدث بهذه السذاجةووالسطحية الله المستعان والواقع الذي ستشهدخ باذن الله هذه الدول العربية قريبا تسونامي الوسطية والدين الحق والاسلام السمح الملتزم بشرائع الدسن القويم المستقيم

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *