arablog.org

رحلة في منصة التدوين العربية arablog

Logo_Test_Arablog
منذ بداية مشروع المدونات العربية أرابلوغ المدعم من طرف اذاعة مونتي كارلو الدولية وفرانس 24 وعدة مؤسسات أخرى، وأنا أكتب في مدونتي وأقرأ في المدونات الأخرى. في بداية الأمر كانت تبدو منصة التدوين قليلة المحتوى وضئيلة الشجاعة مما سبب لي نوعا من الاحباط ،لكن سرعان ما بدأ الاندرنالين يتدفق في عروقي عندما شاهدت وقرأت لأقلام شابة كانت منذ مدة مدفونة تحت تراب مجتمعاتها.

لقد كتبت هذه الأقلام بكل الطرق وفي كل المواضيع ولكني قد التمست في اكثر المقالات نوعا من الشعر الغنائي والارتجال الادبي فأغلبها كانت خواطر أو قصائد على شكل نثر تلطخ بها أحلام القراء بمزيد من ألوان الحياة تارة و تارة تأخذهم الى انكماش ضيق في هامش الحياة خصوصا تلك المقالات التي تأخذ صبغة سوداوية ظلامية.


حاولت من خلال مدونتي  كسر العديد من “الطابوهات” في بلادي واستخدمت المدونة من أجل الصالح العام، من أجل تنوير بعض الافكار والدفاع عن الشرائح المهمشة هنا فكتبت عن المرأة وكتبت عن المثليين، كتبت عن اليهود بوطني وعن ظواهر تسيء لجمال بلادي أو لضمير الجمع الذي بات اليوم أكثر انفتاحا أكثر من أي وقت مضى حيث حاربت وسأحارب من خلال مدونتي كل أشكال العنصرية أو من يحاول تشجيعها.


كما أعجبتني الكثير من المقالات لدي العديد من المدونين و لكن ما شدني أكثر هو المدونة سنا مبارك لا اعرف جنسيتها ولكنها الى حد ما تبدو محظوظة فهي تبدو مدللة لجنة التحكيم ربما لاختيارها المواضيع الانسب ام لتعبيرها الجميل الذي حقيقة اعجبت به من اجمل ما كتبت و على بساطته يبدو رحلة في التفكير هو ” وطن في بيروت” و الجميل هو طريقة اختيارها للعناوين المناسبة و الجميلة التي تقوم باستمالة القاريء بسرعة و التي يبدو انها استمالت كذلك فريق منصة التدوين و نتمنى لها عيد ميلاد سعيد وكذلك نتمنى لها ان تكون قامت من فزع الكلاب الاربعة.


كما اعجبتني كتابات المدون الليبي وسام سالم الذي يحاول تقديم أخبار بلده بطريقة صحفية جد مهنية و كأنه صحافي محترف بأتم معنى الكلمة كما تبدو عليه الثقة والخبرة في تسيير المدونات كما أسرني احد المدونين المصريين محمد فتحي في تخبطاته الداخلية وحربه النفسية وثورته التي يبدو أنه يريد منها أن تكون ثورة على الظلم حسبما يراه كذلك فاختياره لمواضيعه تبديه وكأنه لا يعجبه شيء في بلده أو أنه يريد أن يصلح شيئا ما في هذا البلد.


كما برزت أصوات رائعة حديثا على المنصة و أروع ما جذبني هو مدونة ثالولا التي ظهرت أخيرا في المدنة بتدوينتها “هجينة كغيري من أبناء بلدي” حيث يبدو على المدونة نوع من الحرية الفكرية الجسدية التي تبرز ميولاتها الفنية الجمالية من خلال كلماتها التي تبدو أنها لطالما خبأتها في جعبة أفكارها لتخرجها للحياة كما يبدو عليها حبها للسفر وهذا ما يدعم نظريتي حولها انها انسانة تحب الحرية ولا تقبل بالحدود حتى تلك الجغرافية ومن هنا تظهر انسانيتها العميقة وأتوقع انها تمارس فنا ما في حياتها لا اعلم ما هو ولكن حدسي يخبرني أنها فنانة وهذا الشعور لا يمكنني أن أتملص منه.


كما برزت مها سالم الجويني كعلامة تجارية نسوية تدافع عن المرأة و تبذل بطولاتها القلمية من أجل هاته المرأة التي من خلال كتاباتها نلاحظ أنها تريد أن تنتصر تريد لتاء التأنيث أن تحلق وكأنها لم تعد تطيق القفص فلعل نظرة المجتمع الذي يحتقر المرأة جعلها تعلن ثورة قلمية لاسترداد حقوقها الضائعة في مجتمع يبدو أنه ذكوري لا يرحم مشبع بثقافة الفاليس وثقافة الرجولة المنافقة “الحقارة”.


كما تخصص بعضهم في التكنولوجيا كصلاح الدين حميدي وراح يعدد انجازات العلم في القرن الحديث فيجعلنا في اطلاع مستمر عليها واخرون في الشعر والقصة والنثر وكل أنواع الفنون الأخرى على غرار التصوير كما ظهر العديد من المدونين من الصومال والتشاد ومن افريقيا السمراء ككل.


إن أكثر ما شد انتباهي في هاته المنصة أن أغلبية المدونين عليها يقدمون مواضيع أدبية أو مواضيع لا تقيس الواقع العربي او في المنطقة ككل فرغم كل شيء يبقى الالتزام شيئا ضروري في الذهاب للامام وهذا ما  احاول تقديمه من خلال مدونتي بطريقة مباشرة “انا ضد العنصرية”.

ولكن هناك الكثير من المدونين اللذين يقدمون من خلال مدوناتهم أفكارا تخدم المجتمع وذات رؤية فلسفية عميقة ولكن الاطار الادبي المنمق والجميل بمحسناته الأدبية الكثيرة وكلماته المدفونة في القواميس تجعل أغلبية القراء لا تفهم الهدف من المحتوى كما تمنيت لو كان بامكاننا الاطلاع على عدد الزيارات بمدوناتنا كان هذا ليحفزنا أكثر و أرجو أن يأخذ الفريق المشرف هذا الطلب بعين الاعتبار ان أمكن ذلك.


اخواني المدونين في منصة اربلوغ إن أهم ما يجب أن تقدموه من خلال مدوناتكم هو أعمال تحارب الكره والعنصرية فمنطقتنا بأمس الحاجة الى أقلامكم الموهوبة لانقاذ العقول المنكوبة والمغسولة بالفكر التكفيري السام… إن على عاتقكم مسؤولية كبيرة فلا تضيعوها هباء منثورا… إن حبكم للحياة هو ما جعلكم تكتبون فأنتم وحدكم بكتباتكم  يمكنكم تحسين الصورة النمطية التي تعيشها مجتمعاتنا في الاونة الاخيرة فأرجوكم لا تحرمو هاته الشعوب من ملكاتكم الفكرية.


اخوكم المدون انور رحماني

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *