بعد الحجم الرهيب من الفتنة و التطرف الديني و العنصرية  البرامج الرديئية التي تبثها القنوات العربية الجزائريون يخرجون هاته السموم من بيوتهم و يقررون تغيير القمر الصناعي من النايل سات  العرب سات و نور سات و بدر سات الى الهوت بيرد و الاسترا

العودة للاصل فضيلة  ……قبل موجة القنوات الفضائية العربية كان الجزائريون يشاهدون القناة الارضية الجزائرية و مجموعة من القنوات الفرنسية في بعض الاحيان الاسبانية و الايطالية و يستمعون الى الراديوهات الجزائرية و الاسبانية التي يصل اثيرها للجزائر و هذا كان احد الاسباب الرئيسية في تمكن الجزائريين من اللغات الاجنبية و على رئسها اللغات اللاتينية حيث احتك الجزائريون منذ بدا التاريخ بنظارائهم الاوروبيين من زمن لوكيوس ابوليوس الى زمن الاحتلال الفرنسي و غيره و هذا بسبب القرب الجغرافي و هذا ما العلم ان الجزائر تنتمي الى قارة افريقيا جغرافيا و لكن جيولوجيا الجزائر تقع في الصفيحة الاوروبية

و بعد موجة التطرف و بيع الريح و الخرافة للمشاهدين للقنوات العربية و كذلك الحملة الشرسة في وجه الجزائريين في هاته القنوات عبر احداث زمنية متفاوتة فمن سب الجزائريين في الاعلام المصري من اجل لعبة كرة القدم و سب الجزائريين في الاعلام العربي على العموم و حرق العلم الجزائري في كل من سوريا و ليبيا و اتهام الجزائريين بالزندقة و بعد فتاوي قناة اقرا الارهابية ضد الاباضيين المزاب في الجزائر مما ادى الى مقتل عشر جزائريين من هذا المكون الامازيغي وصل الشعب الجزائري الى قناعة مطلقة انه ليس لديه مستقبل مشرق له ولاطفاله مع قنوات اعلامية كهاته فقرر التخلص منها بكل بساطة

كما ان اعمال التخريب و الدعاية الفاشية التي تقوم بها بعض القنوات التلفزيونية العربية التي ادت الى تقاتل طائفي في المنطقة ادى بالجزائريين الى النفور من هاته القنوات خشية من تكرار سيناريو التسعينات في الجزائر كما لاحظ الجزائريين ان رداءة البرامج تعم هاته القنوات العربية و ان النيلسات لم يعد الا سوقا شعبيا للبضاعة القديمة و الرديئة و او متجرا وضيعا للارهاب و التعصب و التعفن كما لاحظ الجزائريون ان هاته القنوات لا تهتم بهم فحتى برامج الواقع و المسابقات لا تقوم بكاستينغات في الجزائر كما انها لا تقوم باشراك اعداد كبيرة من الجزائريين خوفا من اكتساحهم الركح و النجومية و تغيير النمط الفني المتعاهد عند المشارقة

لذا قرر الكثير من الجزائريين تغيير القمر الى الهوتبورد تيمنا باغلبية سكان العاصمة الجزائرية و منطقة القبائل و تيبازة اللذين اختارو منذ البداية القمر الاوروبي و هاته الحملة التي يقوم بها الجزائريون تلقى صدى كبير في الجزائر حيث لم تعد القنوات العربية تلاحظ لا في المقاهي و لا في النوادي ولا حتى عند الحلاق كابسط شيء و اصبح المشاهد الجزائري يشاهد القنوات الجزائرية و الاوروبية و لا يشاهد في القنوات العربية الا المسلسلات التركية او برامج الحيوانات و الرسوم المتحركة الغربية المترجمة

الحملة في انتشار مستمر و الجزائريون يتجاوبون معها رغم انها عفوية و بدون منضم فالجزائريون اتخذو قرارهم خصوصا و ان القنوات الاوروبية تقدم برامج افضل و متنوعة اكثر كما انها تسمح للانسان  بان يطور مهاراته الثقافية و اللغوية على عكس القنوات العربية التي تنشر الفكر الهدام و الخطاب التطرفي و التي اوقعت الفتنة و التخلف و الارهاب في العديد من الدول العربية و هذا بالتاكيد ما لا يريده الشعب الجزائري لابنائه او اطفاله

انور رحماني