arablog.org

الحراقة: حلم الحياة بدون قيود المجتمع

حراقة

 

 

يعيشون طفولتهم و مراهقتهم وشبابهم في الجزائر ياكلون مما يأكل الجزائريون، يستفيدون كغيرهم من نفس حقوق الجزائريين ولكنهم في الاخير يقررون ركوب الامواج في قوارب الموت في هجرة تسمى غير شرعية، أسميتها أنا بصيص الامل إلى الضفة الاخرى من المتوسط إلى اسبانيا وايطاليا وفرنسا او مالطا عن طريق تونس. يتساءل الكثير من الجزائريين عن سبب هروب الحراقة من وطنهم الجزائر الى بلدان اخرى بالرغم من ان بلادهم توفر لهم بعض من الحقوق كالتعليم المجاني والصحة المجانية وكذلك الحق من الاستقادة من قروض وكالة “لانساج” التي تصل الى مئة وخمسين الف دولار للشاب الواحد وحق السكن في عدة صيغ توفرها الدولة كالسكن الاجتماعي او السكن التساهمي بصغة “عدل” او تقديم قروض بدون رهن لبناء منازل فكل هاته الامور تحفيزية لن يجدها الجزائري ابدا و هو يهاجر سرا الى البلدان الاوروبية.

ما لا يفهمه هؤلاء الناس ان الحراقة، هؤلاء الشباب الذين يبحرون في المجهول ويعرّضون حياتهم للخطر لا يتركون أحباءهم واهلهم من اجل بطونهم، فدولتهم توفر لهم كل متطلبات العيش على الاقل وهم يفرون الى دول تعيش في ازمة مالية خانقة ونسب بطالة تجاوزت دول الجنوب في بعض الاحيان الحقيقة انكم تسيئون للشاب الجزائري عندما تضنون انه حيواني لهاته الدرجة ليترك بلاده من اجل بطنه ان هؤلاء الحراقة الشباب يحلمون بحياة افضل في الضفة الاخرى يتمنون ان يعيشو بدون كلام جارح بدون حراسة شخصية طول اليوم “وين كنت وين رحت واش درت واش لبست واش قلت عيب” هاؤلاء اللذين يفرون هم الشباب الذي لم تفهمه بلادي شباب يريد الحب الحنان يريد ان يتسنشق عبير الحريات الفردية في اوروبا من هؤلاء الحراقة ستجد النساء اللاتي يحرمن من حقوقهن باسم الشرف المثليين اللذين تصادر حقوقهم في الحب العذري و الارتباط هم اؤلئك اللذين لا يشعرون انهم يعشون بوطن شاسع في الجزائر فالجزائر لا تمثل لهم بحجمها الكبير سوى سجنا خانقا يمنعهم شبابهم و حريتهم حيث العائلات تفكر باسم شيخ القبيلة والاسلاميين يتدخلون بكل صغيرة و كبيرة في حياتهم حيث الشرطة تمنعهم من التقبيل من العناق بكل بساطة هم سئمو من كل عادات و تقاليد المجتمع و يريدن ان يعيشو ولو للحظة و من ثم يموتون في عرض البحر انهم احرار من قيود المجتمع.

بكل بساطة مجرد الظن ان الحراقة يغامرون بحياتهم من اجل بطونهم هو اهانه للشباب الجزائري ان الشباب الجزائري يريد الحياة فاغلب الحراقة يقدمون امولا باهضة من اجل الزوارق ومعدات السفر والامر واضح ان سبب هروبهم ليست البطون الخاوية بل عيون المجتمع المتخلف الذي لا يرحم هذا هو السبب الحقيقي.

انور رحماني

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *