arablog.org

الشواطيء العسكرية و مراكز راحة المجاهدين تقتل السياحة في الجزائر

تيبازة TIPAZA

تيبازة TIPAZA

 

عندما اتجول في سواحل ولايتي تيبازة ارتاح نفسيا حيث اعيش في الارض التي ولد فيها اجدادي و بنو فيها حضارة طويلة عبر الزمن ولايتي التي تعتبر لؤلؤة الطبيعة ولايتي حيث عاش اب اللغة الاسبانية سارفونتاز و كتب فيها اجمل ابدعاته ولايتي التي عشقها الروم و البزنطيين و دفنت فيها كليوباترا سليني المصرية ولايتي التي ياخذك سحر طبيعتها الخلاب الى العالم الخيال السحري الى عالم اليس و بلاد العجائب جبال تتداخل مع البحر شواطيء رملية تحد غبات الصنوبر بغطاء كثيف من الاشجار و انواع نباتية و حيوانية نادرة في كل العالم و مغارات يفوق سحرها الطبيعة
قد سماها الفنيقيين من قبل بارض النكاح لجمالها الذي يوقد شهوة الانسان و جنسانيته بكل بساطة ولايتي اقوى من الفياغرا ارض قد تشعلك لهيبا و تدمعك نبيذا و تجعلك تغرد كالمجنون في عالم السحب و الالهة
و لكن ولايتي كغيرها للاسف من ولايات الجزائرية الاثرية و الجميلة تحطمها كل يوم البروقراطية و سوء التسيير و وسوء التخطيط لا ادري ان كان للامر علاقة بالحقد و الانتقام من كل ما هو جميل و لكن للاسف هذا ما يحدث في وطني الجميل اثار تعاني التدمير و مناطق سياحية تعاني المحو و التدليس عندما تمر بسيارتك بسواحل ولايتي تيبازة قد تفاجيء من الكم الرهيب من الجمال الطبيعي الاخاذ الذي يجعلك تبحر في عالم الاحلام و لكنك ستفاجئ ايضا بعدم توفير مراكز سياحية كثيرة او فنادق تكفي عدد الحجاج المعتمرين كل سنة للاصطياف في سواحل ولايتي و من كل الجنسيات حيث ولايتي لم تتوقف فيها السياحة ابدا حتى في احلك ظروف الجزائر و لكن الامر المحير هو ان اجمل المناطق و اجمل الشواطيء بولاياتي ستجد بها مراكز تسمى مراكز الراحة للمجاهدين او شواطيء عسكرية لا يسمح لعامة الشعب بدخولها بل هي تمنح الترخيص بالاستمتاع فيها فقط لذوي البطاقات العسكرية و عائلاتهم و يمنع حتى سكان المنطقة نفسها من دخولها و الاستمتاع بها و مناطق اخرى تجعل مراكز للتدريب العسكري “حقول رماية ” في مسرحية راديكالية قلما تشاهد في بلدان المتوسط او العالم و هذا دون الحديث عن تقديم صعوبات جمة للمستثمرين في مجال السياحة في المنطقة حيث ترفض كل مشاريعهم بطريقة سخيفة جدا و قد تبنى ايضا في مناطق اخرى سياحية سابقا مراكزا كبيرة للحماية المدنية او الشرطة او احياء جديدة للسكان في مشاريع السكن التساهمية و الاجتماعية
و هكذا تنتشر الجريمة في حق هذا المورد الاقتصادي الهام في كل العالم و هو السياحة وسط صمت الكل في الجزائر غير ابهين ببشاعة ما يحدث في ولايتي تيبازة و غير مهتمين بالواقع المرير الذي تشهده التنمية ككل في بلادي التي حسب ما ارى هي ضحية ليس فقط للبروقراطية و التسيير الفاشل الذي هو مستفحي في بلدي بكثرة و لكن ايضا للحقد الطبقي و الاجتماعي و كذلك للعنصرية

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *