arablog.org

اربعة و عشرون ساعة ( يوم مجنون لمصور فوتوغرافي )

صورة جميلة

حملت نفسي ككل يوم و قمت من السرير كما قامت سفينة نوح فوق الطوفان و ابحرت فوق التي الفوتوغرافية في رحلة المكان رحلة البحث عن الجمال لبست ملابسا خفيفة و رقصت مع الرياح الحفيفة و على غناء الاغصان و في نوادي الضل لم اجد موضوعا لصورتي الجديدة فقد بت اكره المواضيع البليدة و اقتادني شعاع الشمس نحو جنة الخلد البعيدة في خيالي في اعلى سفح جبل مطل على المدينة الفاضلة و في طريقي التمست لنفسي بعض الاماكن لعلي اصطاد بعض اللحضات لاسجنها في قلب صورة ملاتني لحضة كانت صورتي فيما بعد صورة طفل متسول حافي القدمين يعطي الحليب من رضاعته “البيبرون” في قالب ياغورت مرمي لقطة صغيرة التقطت الصورة و لكني كنت اريد ان التقط معها صوت الحليب المتدفق و صراخ القطة الداخلي و زحمة السير اردت ان احبس الكل في الصورة و لكني عندما حبست انفاسي و التقطتها استوقفتني صورة اخرى لحمامة تجر عصفورا جريحا الى الرصيف لقد كانت الصورة اعضم من ان التقطها و لكني رضيت بالذنوب و دخلت مجال الحرام و التقطتها مشيت و مشيت و مشيت و التقط عشرات الصور من كل ساحة و في اعشاش العشاق و بحثت عن نبي يمشي بين الناس و بحثت عن حذاء ذهبي عن روح تتنزل من السماء بخيوط فرايت بين عمارتين تقابلان البحر فتاتان جميلتان رحت اختار من بعيد من فيهما اجمل لاخطبها لصورة من مصورتي فالقي الي الوحي الهارب من الشمس و انتضرت احداهما لترفع يداها و فعلا التقطت الصورة كانت تبدو و كانها القت من يداها الشمس على البحر و ما ان التقطت الصورة خرج احدى الفتية يجري نحوي و يصرخ لاقرانه و الجريمة التقطت صورة اخته رحت اجري و ركبت اول تاكسي نحو قرية بالجبل قيل لي انها جنة المصورين و قد هبط الليل من عرشه على الشعب البشري و الجبل الهجين الاخضر الحجري و لم اجد حيث استقر و كان الضلام حالكا الحمد و الشكر لله انه كان لالتي الفوتوغرافية فلاش قوي مكنني من الرؤيا من خلالها فاصبحت عيني الوحيدة في ذلك الوقت و حين دخلت الغابة و هزمت خوفي لاجل صورة التقطت صورا من كل صوب الى ان خرجت لي فتاة جميلة حسبتها زهر يسمى فتنة النهار و ماهي الا لحظات قليلة و تخرج لي اخريات منها و اصبت بالاغراء الشديد و لكنني ابدا لم اتخلى عن التي عرتني تلك الارواح و اقتدتني الى حجر سيدتهن التي راحت تبتسم لي و رحن يمارسن الحب معي بكل جمال و روحانية و انا مكتف ممسك بالتي في يدي الشمال و بيدي الاخرى ممسك خسر جميلة الارواح كنت التقط الصور بطريقة غير متناهية ذكرتني بالخلود و الجوهر الازلي و فلسفة انكسمندروس و في الصباح المشمس وجدت نفسي عاريا تماما نائما منبطحا بين الورود في الغبة و التي تغطي عورتي و رسالة صفراء امامي مكتوب عليها احبك عندما قراتها خفت ان تكون الارواح متيمة في حبي فهربت كما هرب انياس الطروادي من طروادة الى قرطاج و من قرطاج الى روما خوفا من حب ديدون في ملحمة فرجليوس .. انياذة فوتغرافية بت انا صاحبها و بت صورة مضحكة في الطريق للمارة و راكبي السيارات و انا اجري كما خلقني الله اول مرة و حين وصلت البيت رحت الى غرفة التحميض و اصبحت لي اجمل الصور من زنا مع ارواح جميلة و لكن الصراحة اجمل صورة كانت صورة الطفل الفقير مع الهرة الصغيرة

انور رحماني

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *