arablog.org

سوريا ( وطن يبحث عن وطن )

1499581_222067814655113_830816230_n

اسطورة النساء
فينوس
عارية
تتملص من شعاع المساء
فينوس زانية
مالت على يمينها
فمال معها ظل الشجر
ليحمي عينا قلبا قد احتضر
و تساقط الورق
ليغطي عورة جسد
بالامس قد احترق
و رمشت
فزلزلت الارض جمالا
و تناثرت منها
السحب و الغمام الراقص في السماء
و حلمت
فكان حلمها مدجلا بالدماء
تقلبت ذات اليمين و ذات الشمال
فاشرقت منها شمس الصباح الدافئة
و من خضرة عينيها صنعت جنة الله الهادئة
و انطفات قبل ان تنيرها
بين كتفيها و الاوسادة البيضاء
فتوجعت من كيها
فترامت الملائكة في حضنها و نست
و شجنها صوت العود الذي يعزف في مدفئة الجيران
فمشت
مشت لتهديه ريشة ذهبية
فادمتها السهام الهمجية
و اطلقو عليها النيران
فهربت بعيدا
من الخوف من الرعب من الانسان
و انتبذت لنفسها مكانا شرقيا
في صورة حائط
صورة جدها و الحاشية السوداء
حاولت الدخول فيها و لم تستتطع
فحملت حقيبة السفر
مليئة بجوزات السفر
و راحت تبحث عن وطن
سالت ف يالمطار
فاجابت
انا وطن يبحث عن وطن
جنسيتي عربية
و ذاكرتي عربية
و حاضري و مستقبلي ضحية
انا وطن اختار شعبه ان يكون بلا وطن
يتقاتلون لحكمي
و قد سال دمي
و مزالو يحلمون بكرسي خشبي فيه يجلسون
و قد اجلستهم قبلا
تحت شجر و في السواقي
و مقاعد المدارس
و اذنت لهم في المساجد
و في الكنائس زغردت لهم
بالاجراس و النواقس
و الفتهم احبابا فبيتو الكره و هم يعلمون
يا ايها السامعون اشهدو
انا كنت وطنا و اليوم ابحث عن وطن
فسالت عن اسمها فقالت
انا سوريا
و تلك من ورائك ابنتي زنوبيا
تنتضرني لنرحل معا لكتب التاريخ
انا سوريا و قلبي النابض دمشق
و حلب بها شمس العشية
و درعا حينما احلم
و ان نهضت فباللاذقية
و في معلولا استشهدت
فسلام عليا يوم اموت و يوما ابعث حيا
هربت ووضعت حملي الجولان مسروقا من كتلتي
بشد الياء انا سوريا
اطلب منك يا سيدي
وطنا اعيش فيه
فقد بت اليوم نسيا منسيا
قد كان لي منك الملايين
ربيتهم و اذللت لهم الارض
فرموني في قارعة الطريق
فاهل الحضور بالمطار بالتصفيق
فتنهد الجمركي و قال
اسف سيدتي لا تمنح الاوطان للاوطان
فردت و لكني انا الياسمين انا القرنفل انا الريحان
كيف لا تمنح الاوطان للاوطان
فتنهد ثانية و قال
لك براة اطفالك ينتضرون
قالت انعلم و اعلم كذلك سيقتلون
قال لك المسارح و التماثيل و المدن
قالت و اعلم انهم سيهجرون
قال لديك النواعير و التل و الشجر
و ايام الاعياد
فقالت اياما ماضية صنعها الاجداد
فقال لديك ما لديك و ما انت مسافرة اليوم
قراة قدر الله
و عرفت من لوح السماء انك ستعيشين كل يوم
فامسكتها زنوبيا من معصمها و انفذت ففيها كل افكاري
ورحت بفكري اعجن طريقها قصة وطن عاري
اتخيله بين صفحات مخيلتي فعشت فيه و كان اختياري
و قادتها زنوبيا لتنام
و حرستها ايما ايام
و اتى فجر الله و وعده
و النصر المبين
و استقلت كل رائحة عن الرماد
و خرجت من جذور الياسمين
و نهضت الحراب من تحت التراب
و بعثت العصافير من جثة الغراب
و بدا الصباح الجديد
و نهضت سوريا وطنا يعيش في ذاته و عاد الشعب اليه
و ذاب الجليد
و اندملت الجراح من الوريد الى الوريد
و عاش الوطن وطنا
صلبا قويا عنيد

انور رحماني

  1 comment for “سوريا ( وطن يبحث عن وطن )

  1. ندير
    1 أغسطس,2014 at 2:12 ص

    شكرا لك … ثلاث سنوات وانا ابكي سورية
    سورية لست عربيا… انا امازيغي … لا ادري ان كان اجدادي الاولين مشوا على ترابك فانا جننت بحبك الكل سالني ماذا املك في سورية مال او منزل ماذا اعطتك سورية فسخرت منهم قائلا كل ليلة اتسلق جبل قسيون اطل على جسد دمشق فاخذ حصتي من عذريتها وفي الصباح اتعمد في مياه كتيسة السيدة العذراء استمع لترانيم الصلاة ثم اصلي ركعتين في جامع بني امية في سوريا ما يكفي من المآذن ليتنفس ملحدوها عبق الملائكة
    قسما لن تسقطي يا دمشق سوف يشنقون هؤلاء الظلاميين انفسهم على اسوارك.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *