arablog.org

المثليين في العالم العربي (نضال العصافير في قفص الافاعي)

جمعيات تنشط من اجل حقوق المثليين في لبنان و الجزائرو المغرب و تونس و عشائر تقتلهم و تذبحهم في العراق و سوريا و قوانين تعدمهم في السعودية وسط صمت و نفاق اجتماعي رهيب

gays-in-lebanon

 

ان ظاهرة المثلية الجنسية هي ظاهرة طبيعية و بشكل ما هي جزء من التوازن الطبيعي و لكن من المعلوم انه قد كان ينظر اليها منذ القديم على انها سلوك شاذ و غريب و الى حد ما تعتبر جريمة اخلاقية تستوجب العقاب و هذا عندما كانت الاساطير و الخرافات تحكم الانسان و تنخره و تجعله يبتعد عن الحقيقة العلمية و هذا ما تتفق معه الى حد ما الديانات التي جعلت من فكرة الاله يبدو شريرا و غير عادل عند الحديث عن مثليي الجنس فالسؤال الذي يطرحه اي مثلي لما قد يخلقه الله هكذا و يعقابه لما هذا الابتلاء و الاجابة ليست واضحة كما وضوح السؤال و لكن الامر الذي يجب ان يعلمه مثلي الجنس قبل الاجابة ان ميوله الجنسي لم يكن ابدا من اختياره بل هو امر طبيعي فوق ارادته و ليس له علاقة بالعادة اما الاجابة عن السؤال هي الاله لا يكرهك

لبنان

ان النضال من اجل حقوق المثليين في العالم العربي قد تطور بشكل كبير في الاونة الاخيرة في بعض الدول العربية و على غرار لبنان حيث ظهرت منذ اكثر من عقد جمعية حلم التي تنشط صراحة من اجل حقوق المثليين و لكنها تحمل في طياتها العديد من الاهداف الانسانية كالدفاع عن العمال الاجانب و حقوق المراة و تعدد الجمعية هاته الاهداف فيمايلي

إلغاء المادة ٥٣٤ من قانون العقوبات اللبناني والتي تُستخدم لمعاقبة العلاقات المثليّة وتشجيع ثقافة خرق الحقوق والإفلات من العقاب، وذلك ضمن إطار قانوني يحمي الحياة الشخصية للأفراد ولا يتدخّل فيها. وقف التمييز الموجه ضد المثليين/ات والمتحولين/ات في الجامعات وإعادة النظر في الكتب التي تحض على الكراهية. الضغط على مقدّمي الخدمات الصحية في القطاع العام والخاص المجاني والربحي على احترام خصوصية جميع المرضى وتحديداً أولئك الذين يعانون من الوصم الاجتماعي (كحاملي فيروس السيدا)، ووضع حدّ للتمييز الموجه ضد المثليين/ات والمتحولين/ات في الخدمات الصحية وجعل هذه الخدمات متوفّرة للجميع وبشكل متساو، بغض النظر عن الجنس والميول الجنسية أو الجنسية أو الوضع الاجتماعي/الاقتصادي. إلغاء جميع أشكال التمييز ضد المرأة بما فيه إعطاء المرأة حقّها بتمرير جنسيتها لأولادها، الحد من التحرّش والعنف الموجه ضد النساء في المنازل والشوارع و أماكن العمل، والتوقّف عن استخدام جسد المرأة كسلعة جنسية في الإعلانات والبرامج والثقافة السائدة. فصل الدين عن شؤون الدولة والتحكّم بحياة الناس، وإقرار قانون أحوال شخصية مدني بعيداً عن سيطرة رجال الدين وإدخال التربية الجنسية الشاملة في المناهج الدراسية من سن الحادية عشرة، واحترام الحريات الجنسية وحريّة اختيار الشركاء والعلاقات العاطفية. رفع الحد الأدنى للأجور لما يساهم في تحسين أوضاع المرأة العاملة وفئات أخرى مهمّشة اقتصادياً، ومساواة أجر المرأة بأجر الرجل في جميع الوظائف والمستويات ومنع التمييز في الدخل على أساس الجنس أو الجنسية أو العرق، الخ. تطبيق القانون ٢٢٠ المتعلّق بذوي الحاجات الخاصة وإلغاء التمييز الممأسس ضدهم/ن وتأهيل المدارس والشوارع والمرافق العامة والخاصة بما يتناسب مع جميع الاحتياجات. الكف عن التمييز ضد العمال الأجانب وإعطائهم حقوقهم الإنسانية كافة، بما في ذلك وقف ما تتعرّض له عاملات المنازل من عنف واعتداءات جنسية وإعطائهن حقوقهن في التمتّع بإجازة إذا رغبن، كما تجدر الإشارة إلى ضرورة إغلاق سجن الأجانب في العدلية حيث تمارس أشد أنواع التعذيب دون محاكمة بحق من لا يملك جنسية لبنانية. عدم تجريم عاملات وعمّال الجنس والسماح لهم/ن بتنظيم أنفسهم/ن وولوجهم/ن الخدمات الصحية والاجتماعية. رفع التجريم عن مستخدمي المخدرات وتوفير مراكز لعلاج المدمنين بدل زجهم في السجون. وقف التنميط لصورة المرأة والرجل والفئات الاجتماعية المهمشة وتقبل الاختلاف في الشكل والطول والوزن ولون العيون والملابس.. العمل على وضع سياسات بديلة من أجل حماية البيئة.

الجزائر

اما عن الجزائر فقد ظهرت ايضا منذعقد تقريبا العديد من الجمعيات الغير مرخصة كجمعية “تن تن” و هو كلمة ماخوذة من المثل الشعبي الجزائري ” راسي في تن تن ” و هو اسم يدل على عدم الاكتراث الذي يصف حالة المثلي المتمرد على القوانين الاجتماعية ظهرت في وقت لاحق ايضا جمعية الوان و راديو الوان عبر الانترنيت كما ظهر العديد من المدونين و المناضلين في هذا المجال حيث كان لهم نصيب الاسد من الاسهامات في هذا المجال الاجتماعي في المنطقة العربوفونية على العموم كما ظهرت حركة بركات و هي حركة سياسية ظهرت في الجزائر تزامنا مع ترشح عبد العزيز بوتفليقة للعهدة الرابعة التي كانت تعارضها و كان بين المنتسبين لهاته الحركة مناضلين في مجال حقوق المثليين كما سبق و ان كان هاؤلاء المثليين في الصفوف الاولى للاحتجاجات

المغرب

كما هو الحال ايضا في المغرب حيث عملت جمعية “كيفيكف ” على خلق جو من التسامح في المغرب و نوع من التوعية ضمن صفوف المثليين لرفع المعنويات و لتثقيف هاته الجماعة البشرية المنبوذة الى حد ما في المجتمع حيث تنضم الجمعية و غيرها من المنضمات الفاعلة في المجتمع المدني و المتعاطفة مع المثليين منتديات تثقيفية و توعوية و ايضا تقوم بتوزيع الواقيات الجنسية بالمجان و حتى لا تكثر الامراض وسط هذه الجماعة كما يعمل المثليين في هذا البلد على استغلال السياحة من اجل ايصال صوت المثليين المغاربة الى الاوروبيين و المنضمات الحقوقية

تونس

كما عرفت تونس خلال ثورتها ضد زين العابدين بن علي ظهور الاعلام المثلية “اعلام قوس قزح” وسط الاحتجاجات في ذلك الوقت في خطوة جعلت المثليين يتجراون على رفع الاعلام المثلية في عدة مناسبات بعدها في الدول العربية فثورة الياسمين استطاعت ان تدخل الشجاعة الى قلب كل اؤلائك المظلومين و منهم المثليين كما تعمل جمعيات عديدة في تونس من اجل حقوق المثليين مستغلة الجو الديمقراطي الذي تعرفه البلاد و قد سبق و قدم طلب للبرلمان لدراسة مشروع تقنين زواج المثليين لكن وصول حزب يتبنى اديولوجية دينية حال دون ذلك

الاعلام العربي و تعامله مع المثلية الجنسية

ان تعامل الاعلام العربي مع ظاهرة المثلية الجنسية هو تعامل راديكالي منافق في كل توجهاته حتى العلمانية منها فيبقى المصطلح الغالب على وصف هاته الظاهرة هو ” الشذوذ الجنسي” للاسف كما دائما تسعى هاته الوسائل الاعلامية على تسويد صورة المثليين و تصويرهم على انهم مجرمين و يمثلون خطر على المجتمع بطريقة غريبة جدا حيث تستغل هاته الاصوات المبحوحة اي فرصة للتهجم على المثليين و تربطهم دائما بقرينة الجريمة و الدعارة متجاهلة في الوقت نفسه الدعارة الموازية التي تقوم بها هي ذاتها عند الترويج لاشاعات او اكاذيب من اجل الربح المادي الرخيص فالكل يعلم ان الدعارة هي اقدم المهن عند البشرية و هي مهنة قذرة نوعا ما و هي لا تقترن بشريحة من المثليين فقط بل حتى المغايرين و ان ربط مثليي الجنس بكل ما هو سيء في العالم في هذا الاعلام يزيد من حالة الكره و الاحتقان و الحقد تجاه هاته الشريحة التي تمثل نسبة لاباس بها في المجتمع و هي بالتالي تنشر رهاب المثلية الذي قد يؤدي في اسوء حالته الى انتحار بعض المثليين او قتلهم على يد مجرمين و لكن من جهة اخرى هناك بعض الوسائل الاعلامية التي تعاملت بمهنية مع موضوع المثليين كقناة ال بي سي الفضائية اللبنانية و الام تيفي اللبنانية و قناة المستقبل حيث تناقش هاته القنوات اللبنانية بعض المواضيع بطريقة منفتحة مما يفسح المجال للاخر بالتعبير عن وجهة نظره بكل حرية و هناك ايضا نسمة قناة المغرب الكبير التي تبث من تونس التي تعمل على تنوير المجتمع من خلال استضافة فنانين مثليين من البلدان المنطقة و بالتالي كسرت الطابو حيث كان هاؤلاء يعانون التعتيم من طرف القنوات الاعلامية في المنطقة و تلتها فيما بعد قناة دزاير تيفي الجزائرية

المثلية الجنسية و الفن في العالم العربي

ان الفن هو اداة جميلة للتعبير عن الغايات الانسانية و كان دائما منارة لنشر الحب و التسامح و قيم الحياة العادلة و لكن استخدم الفن في بعض الاحيان في غير موضعه لنشر قيم زائفة تتنافى مع علم الجمال و المثليين كان لهم حظا من هاته الكعكة السوداء حيث تعاملت السينما المصرية في باديء الامر مع المثليين بكل تجاهل و لكنها لم تمسسهم بسوء و لكن تطور الامر في الاونة الاخيرة حيث اصبح لموضوع المثليين الكثير من الاهتمام في الشارع مما جعل الة السنيما المصرية التجارية تهتم به هي ايضا و لكنها في غالب الامر كانت تقدم صورة المثلي على انه انسان شرير لا تهمه الا شهواته و انسان قد يشتري اي شخص بامواله و هذا الامر كان وضاحا في فيلم عمارة يعقوبيان على سبيل المثال و الغريب في الامر ان السنيما المصرية تسوق دائما على ان المثلي ينتمي دائما للطبقات البرجوازية في المجتمع و هو عكس الحقيقة حيث المثليين هم حالة طبيعية قد نجدهم في هاته الطبقات او الطبقات الكادحة من المجتمع اما السينيما بالجزائر فقد تعاملت بطريقة ارحم مع المثليين حيث كان لموضوع المثلية نصيب هاديء من الاهتمام و لكن بطريقة اجابية اكثر حيث يتضح في افلام المخرج الجزائر ” مقناش” هذا الجانب في المجتمع دون تصويره بطريقة سيئة ففيلم” فيفا لالجيري” قد صور المثلي الجنس على انه انسان يعاني مشاكل عائلية و لكنه يحب الحياة و طيب يقيم علاقة مع شخص ثنائي الجنس و هذا الاخير حسب الصورة السينمائية التي قدم عليها ايضا انسان طيب كما تعمل السينما في كل من تونس و المغرب و كذلك لبنان على تصوير المثليين بطريقة متباينة من مخرج الى اخر حسب شجاعته و جراته و لكنها و لظروفها الخاصة حيث ان السنيما في كل من لبنان و تونس و المغرب و الجزائر هي سينما مهرجانات على عكس السينما المصرية التي هي سينما تجارية عليها ان تكسب دائما ود المشاهد لها حتى تكسب عائدات اكثر في مجتمع عربي يعلم الكل مدى نفاقه و كرهه لهاته الشريحة المهمشة و المنبوذة و نجد موضوع المثليين في الروايات و الرسم و المسرح كذلك و لكنها حالة شاذة على غرار الروائي الجزائري رشيد بوجدرة الذي دافع صراحة عن المثليين و اعرب عن تعاطفه معه على الهواء مباشرة من خلال قناة الشروق الجزائرية و لكن يبقى الفن في العالم العربي يلعب على الحبلين و الخاسر الوحيد هو هاته المجتمعات التي باعلام كهذا لن تتمكن ابدا من التحرر و التسامح فيما بينها

الاخطار التي يتعرض لها المثلي

يتعرض المثليين خلال حياتهم اليومية الى مجموعى رهيبة من المضايقات اللفظية و التعنيف المباشر فهم عرضة لكل اشكال العنف و الكراهية و الاغتصاب في مجتمع يعاني الكبت الجنسي و سولكيات خطيرة تهدد حياته و وجوده و لكن الاخطر من كل هذا هي القوانين التي تجرم المثلية و في بعض الحالات تصل العقوبة في قوانينها الى الاعدام كما هو الامر في السعودية و السودان مثلا حيث يعدم المثليين كل يوم وسط تصفيق من المجتمع و صمت رهيب من منضمات حقوق الانسان و المجتمع الدولي في حالة من التباينات التي تقع على ظهر كوكب واحد في وقت اربعة عشر دولة تقنن زواج المثليين في جهة اخرى من نفس الكوكب يعدم و يقتل المثلي بابشع الطرق و ليس هذا فقط ففي الكويت يمنع المثليين من التجوال في الشوارع و كذلك يمنع دخول المثليين الى الكويت من المطارات على ظاهرهم فقط كما يمنعون من اداء مناسك الحج و العمرة في السعودية في انتهاك صارخ لكل الاتفاقيات و المعاهدات الدولية و حقوق الانسان و الاغرب ما قد تعلمه هو ان جميع هاته الدول العربية هي منخرطة في منظمة الصحة العالمية التي اقرت منذ اربعة و عشرين سنة انه لا يمكن اعتبار المثلية باي شكل من الاشكال مرض بل هي فقط حالة طبيعية و ان اخطر و ابشع ما يتعرض له المثلي من الم و جريمة في حقه تقدم له على طبق مقدس فالمثليين يقتلون و يذبحون في العراق و سوريا و غيرها من الدول باسم الله و باسم الدين في صورة تعكس مدى تخلف هاته المجتمعات التي لازلت تعيش المرحلة الثالثة من القانون في حين ان القوانين في العالم تطورت لتصبح توافق الاكتشافات العلمية الحديثة

و في الاخير اقول ان المثليين في العالم العربي هم كالعصافير التي تناضل و تقاوم وحدها في قفص الافاعي بينما البشر يمتلكون مفاتيح القفص فهل من منجد لهاؤلاء انور رحماني 2014

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *